نظام الزرع المباشر: رهان مستدام لمواجهة تحديات الزراعة بجهة مراكش-آسفي..
نظمت المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية بجهة مراكش-آسفي، بتنسيق مع الجمعية المغربية للزراعة الحافظة، يوم السبت الثلاثون من نونبر 2024، لقاءً جهويًا متميزًا حول نظام الزرع المباشر. جاء هذا اللقاء ليشكل محطة بارزة في مسار تعزيز وعي الفلاحين والمهنيين بأهمية تبني هذا النظام الحديث، التي يعد من أبرز الحلول المستدامة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية التي تعيشها المنطقة.
نظام حديث في خدمة الزراعة المستدامة..
نظام الزرع المباشر، الذي يعتبر إحدى الركائز الأساسية للزراعة الحافظة، يعتمد على زرع البذور مباشرة في التربة دون اللجوء إلى الحرث التقليدي. وتمثل هذه الطريقة قفزة نوعية في تقنيات الزراعة الحديثة، حيث تساهم في الحفاظ على خصوبة التربة وتقليل انجرافها، مع تحسين قدرتها على الاحتفاظ بالمياه. كما يساهم هذا النظام في تقليل التكاليف المرتبطة بالإنتاج، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للفلاحين، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة مثل جهة مراكش-آسفي.
تحديات بيئية وتطلعات مستقبلية…
يأتي تنظيم هذا اللقاء في وقت تواجه فيه الجهة تحديات بيئية كبرى، أبرزها شح الموارد المائية وتدهور صحة التربة نتيجة الاعتماد على ممارسات زراعية تقليدية. وقد أكدت المداخلات التي شهدها اللقاء أن نظام الزرع المباشر يمثل حلًا فعّالًا لهذه الإشكاليات، بفضل قدرته على تعزيز كفاءة استخدام المياه وتقليل استهلاك الطاقة والحفاظ على صحة التربة ، مما يضمن مرونة القطاع الزراعي أمام تغيرات المناخ المتسارعة.
مداخلات قيّمة وتجارب ميدانية…
من بين أبرز المداخلات، شدد السيد نور الدين عاطفي، رئيس مركز الاستشارة الفلاحية بأسفي والمندوب الجهوي للجمعية المغربية للزراعة الحافظة، على أهمية اللقاء كفرصة لتشجيع برنامج الزرع المباشر على مستوى الجهة. وأبرز دور اللقاء في تقاسم التجارب والخبرات مع الفلاحين، من أجل ضمان ممارسات زراعية سليمة تساهم في مواجهة تحديات التغيرات المناخية مع تحسين الإنتاجية الفلاحية بأقل تكلفة.
بدوره أكد المهندس الزراعي محسن عبد الحكيم، رئيس الجمعية المغربية للزراعة الحافظة، أن هذه المحطات تمثل مرحلة استراتيجية في مسار برنامج الجمعية، حيث عملت الجمعية بجدية على زيارة مختلف الجهات لتعزيز الحوار وتوحيد الرؤى بين الفاعلين في مجال نظام الزرع المباشر . وأشار إلى أن البرنامج سيشهد استكمال هذا النهج بالانفتاح على جهات جديدة، منها جهة الشرق، وجهة الشمال، وجهة درعة تافيلالت، في إطار رؤية متكاملة تهدف إلى النهوض بالقطاع الزراعي وضمان استدامته نظام الزرع المباشر في مواجهة تحديات التغيرات المناخية .
نجاح اللقاء: الحضور والتفاعل…
عرف اللقاء مشاركة متميزة لما يقارب 140 فلاحًا ومهنيًا، إلى جانب تنظيم 20 مداخلة ومناقشة مستفيضة. كما تم تخصيص حصة تطبيقية لتوضيح الفارق بين بذارات الزرع المباشر والبذارات التقليدية، إضافة إلى التعريف بأصناف الحبوب المقاومة للتغيرات المناخية.
آفاق واعدة…
شكل هذا اللقاء فرصة ذهبية لترسيخ مفهوم الزرع المباشر كآلية فعّالة لتحقيق زراعة مستدامة ومرنة قادرة على التكيف مع الظروف المناخية الصعبة. ويبقى نجاح هذه المبادرة رهينًا بتضافر جهود كافة المتدخلين، من فلاحين وخبراء ومؤسسات، لضمان تحقيق التنمية الزراعية المستدامة بالجهة.
#المحيط الفلاحي : عادل العربي