ندرة الموارد قد تقود إلى الانفجار…..!!!
وفقا للخبراء العالميين ولدوائر الاستخبارات الأمريكية، الأرض آخذة في التحول بالفعل، سواء كنت تعرف أم لا، فأنت على كوكب جديد.
اثنان من “السيناريوهات المخيفة”:
– ندرة الموارد الحيوية العالمية.
– وتغير المناخ.
وقد بدأت هذه الظواهر تتواجد ومن المرجح أن تنتج موجة عارمة من الاضطرابات والتمرد، والمنافسة، والصراع. ويحذر الخبراء من “حروب المياه” على غرار الأنهار المتنازع عليها، وأعمال الشغب بسبب الغذاء العالمي الذي شهد ارتفاعا بارزا في أسعار السلع الأساسية، والهجرات الجماعية بسبب انهيار النظام الاجتماعي أو انهيار الدول.
في البداية، هذه الفوضى من المرجح أن تنشأ إلى حد كبير في أفريقيا، وآسيا الوسطى، ومناطق الجنوب المتخلفة، ولكن في الوقت المناسب سوف تتأثر جميع المناطق على سطح الأرض.
لتقدير قوة هذه الكارثة فإنه من الضروري دراسة كل المقومات التي تؤدي إلى إنتاج هذه الكارثة في المستقبل.
نقص الموارد
لنبدأ بالمثال الأول المطروح: احتمال ندرة الموارد الطبيعية الحيوية في المستقبل، بما في ذلك الطاقة والمياه والأراضي، والأغذية، والمعادن الهامة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نشوء الاضطرابات الاجتماعية، والاحتكاك الجيوسياسي، والحربي.
ومن خلال النظر لموجة الانقراض هذه فأن العلماء سجلوا انقراض بعض الموارد – كأنواع معينة من الأسماك، والحيوانات، والأشجار- وهذه الموارد سوف تصبح أقل وفرة في العقود المقبلة، وربما ستختفي تماما، ولكن المواد الأساسية للحضارة الحديثة مثل النفط واليورانيوم، والنحاس سوف يصبح الحصول عليها أكثر صعوبة وأكثر تكلفة، مما قد يؤدي إلى نقص عرضها.
النفط – السلعة الأهم في الاقتصاد الدولي- على الرغم من أن إمدادات النفط العالمي قد تنمو في العقود المقبلة، إلا أن العديد من الخبراء يشككون بأنه يمكن تلبية احتياجات الطبقة الوسطى الصاعدة، وادعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها في العام 2011 أن الطلب العالمي الذي يتمثل بـ 104 مليون برميل يوميا في 2035 سوف يكون كافيا، وسيرجع الفضل في جزء كبير منه إلى إمدادات النفط “الغير تقليدية” (رمال القار الكندية، الصخر الزيتي، وهلم جرا)، فضلا عن 55 مليون برميل من النفط من حقول جديدة “لم يتم العثور عليها بعد”.
ومع ذلك، العديد من المحللين يشككون في هذا التقييم، فبحجة ارتفاع تكاليف الإنتاج (للحصول على الطاقة تصبح عملية الاستخراج أكثر صعوبة وتكلفة)، يتم الاعتداء على البيئة، وينتشر الفساد.
المياه- مثال آخر… على أساس سنوي، مياه الشرب التي تقدمها الطبيعية لا تزال غير ثابتة: ولكن تقدر بحوالي 40،000 كيلو متر مكعب. ولكن بمعظمها تهطل في الأراضي على هطول جرينلاند، القارة القطبية الجنوبية، سيبيريا، ومنطقة الأمازون الداخلية حيث هناك عدد قليل جدا من الناس، وبالتالي العرض المتاح هو غالبا ما يكون محدود. في العديد من المناطق ذات المستويات السكانية العالية، إمدادات المياه هي بالفعل متفرقة نسبيا، لا سيما في شمال أفريقيا، وآسيا الوسطى، والشرق الأوسط، حيث لا تزال تنمو نتيجة لارتفاع معدلات الزيادة السكانية والتوسع العمراني، وظهور الصناعات الكثيفة الاستخدام للمياه.
أينما نظرتم، فإن الصورة تقريبا نفسها: إمدادات الموارد الحيوية قد تشهد ارتفاعا و هبوطا، ولكن نادرا ما تفوق الطلب. ومع ذلك الندرة – أو الندرة الوشيكة – قد تؤدي بانتظام إلى القلق والاستياء والعداء، وهذا النمط مفهوم جيدا جدا، وكان واضحا طوال التاريخ البشري.
في كتابه لاحظ ستيفن لوبلان، مدير مجموعات متحف بيبودي للآثار والاثنولوجيا في جامعة هارفارد، أن العديد من الحضارات القديمة شهدت مستويات أعلى من نقص الموارد الناجمة عن النمو السكاني، وفشل المحاصيل، أو الجفاف.
وكان القلق على الغذاء عاملا مهما في غزو اليابان لمنشوريا في العام 1931 وغزوات ألمانيا لبولندا في العام 1939 والاتحاد السوفياتي في العام 1941.
على الرغم من أن المعروض العالمي لمعظم السلع الأساسية قد نما بشكل كبير منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إلا أن المحللين يرون أن استمرار الصراع متصل بوفرة الموارد في المناطق التي لا تزال فيها بعض المواد النادرة وهناك قلق حول موثوقية الإمدادات في المستقبل.
ويعتقد العديد من الخبراء، أن القتال في دارفور وغيرها من المناطق التي مزقتها الحرب في شمال أفريقيا قد يكون الدافع، للتنافس بين القبائل الصحراوية من أجل الوصول إلى إمدادات المياه الشحيحة، والتي تفاقمت في بعض الحالات بسبب ارتفاع مستويات السكان .
يقول تقرير صدر عام 2009 عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة حول دور الموارد الطبيعية في الصراع أن “الجفاف المتكرر، وزيادة الضغوط الديموغرافية، والتهميش السياسي هي من بين القوى التي دفعت المنطقة إلى دوامة من الفوضى والعنف الذي أدى إلى 300،000 حالة وفاة وتشريد أكثر من مليوني شخص منذ العام 2003.
القلق بشأن الإمدادات في المستقبل غالبا ما يكون أيضا عاملا في الصراعات التي تندلع للوصول إلى النفط أو السيطرة على احتياطيات البحر المتنازع عليه من النفط والغاز الطبيعي. وفي العام 1979، عندما قامت الثورة الإسلامية في إيران للإطاحة بالشاه وعندما غزا السوفييت أفغانستان، بدأت واشنطن تتخوف من احتمال منعها من الوصول إلى نفط الخليج الفارسي.
في العام 1990، تم استدعاء مبدأ الرئيس جورج لتبرير التدخل في حرب الخليج الأولى، تماما كما فعل ابنه لتبرير غزو العراق عام 2003، اليوم تبقى هذه الخطة الأساس للولايات المتحدة لاستخدامها لمنع الإيرانيين من إغلاق مضيق هرمز، الممر المائي الاستراتيجي الذي يربط بين الخليج الفارسي والمحيط الهندي والذي يمر من خلاله حوالي 35٪ من للنفط البحري.
مؤخرا، مجموع الصراعات على الموارد قد يرتفع نحو نقطة الغليان بين الصين وجيرانها في جنوب شرق آسيا عندما يتعلق الأمر بالسيطرة على احتياطيات النفط والغاز في بحر الصين الجنوبي. وعلى الرغم من أن الاشتباكات البحرية لم تسفر عن خسائر في الأرواح، إلا أن احتمال التصعيد العسكري موجود. ونشأ في بحر الصين الشرقي، حيث الصين واليابان تبارزان للسيطرة على احتياطيات البحر. وفي الوقت نفسه، في جنوب المحيط الأطلسي، فالأرجنتين وبريطانيا أيضا تتجشاران على جزر فوكلاند (لأنه قد تم اكتشاف النفط في المياه المحيطة بها).
التوترات تنمو من تلقاء نفسها لأنه في العديد من المجالات إمدادات الموارد الرئيسية لن تكون قادرة على مواكبة الطلب، مع هذا الواقع المتغير يصبح كل شيء يصبح أكثر رعبا.
عادة، عندما ننظر في أثار تغير المناخ، نعتقد في المقام الأول أن السبب بيئي- فذوبان الغطاء الجليدي في القطب الشمالي، وارتفاع مستويات البحر، والعواصف تكثف وتوسع الصحارى، وتؤدي إلى انقراض أنواع مثل الدب القطبي.
وقال عددا متزايدا من الخبراء إن تغير المناخ يعيث الفساد في الارض، ويقيد قدرتنا على الوصول إلى أساسيات الحياة: الموارد الحيوية التي تشمل الغذاء والماء والأرض، والطاقة، وهذا يمكن أن يكون مدمرا لحياة الإنسان، ويزيد بشكل كبير خطر الصراع على الموارد.
نحن نعلم ما يكفي عن التأثيرات المستقبلية لتغير المناخ:
– ارتفاع مستوى سطح البحر في نصف القرن سوف يؤدي إلى محو العديد من المناطق الساحلية، وتدمير المدن الكبيرة والبنية التحتية (بما في ذلك الطرق والسكك الحديدية، والموانئ، والمطارات، وخطوط الأنابيب والمصافي، ومحطات توليد الطاقة)، والأراضي الزراعية.
– قلة هطول الأمطار والجفاف لفترات طويلة سيقضي مرة واحدة على الأراضي الزراعية الخضراء، والحد من إنتاج الأغذية.
– العواصف الشديدة وموجات الحرارة الشديدة ستقضي على المحاصيل وتحرق الغابات وتسبب بالفيضانات، وتدمر البنية التحتية الحيوية.
لا أحد يمكن أن يتنبأ بالكميات التي سنفقدها من غذاء وماء وطاقة نتيجة لهذا التغير (وغيرها من الآثار التي يصعب التنبؤ بها أو تخيلها)، ولكن الأثر التراكمي سيكون بلا شك مذهلا. واصدر تشاتام هاوس تحذيرا شديد اللهجة بما خص هطول الأمطار وتقلص الزراعة البعلية. وكما يقول التقرير فانه بحلول العام 2020 الزراعة البعلية ستخفض بنسبة تصل إلى 50٪ في بعض المناطق. ومن المتوقع أن أعلى معدلات الخسارة ستكون في أفريقيا، حيث الاعتماد على الزراعة البعلية هو الأساس، ولكن الزراعة في الصين، والهند، وباكستان، وآسيا الوسطى من المرجح أيضا أن تتأثر بشدة.
وموجات الحر والجفاف، وغيرها من الآثار الناجمة عن تغير المناخ أيضا تحد من تدفق العديد من الأنهار الحيوية، وتناقص إمدادات المياه لأغراض الري، والكهرباء ومرافق الطاقة، والمفاعلات النووية (التي تحتاج إلى كميات هائلة من المياه لأغراض التبريد).
وإن ذوبان الأنهار الجليدية، وخاصة في جبال الأنديز في أمريكا اللاتينية ومنطقة جبال الهيمالايا في جنوب آسيا، من شأنه زيادة وتيرة الأعاصير التي تشكل تهديدا متزايدا للحفارات البحرية النفط والمصافي الساحلية، وخطوط النقل، والمكونات الأخرى في منظومة الطاقة العالمية.
مواسم النمو في الشمال خصوصا في سيبيريا والمحافظات الشمالية في كندا، قد تعوض إلى حد ما عن جفاف الأراضي الزراعية في خطوط العرض الجنوبية، ومع ذلك، نقل النظام الزراعي العالمي (ومزارعي العالم) شمالا من الأراضي الزراعية المهجورة في الولايات المتحدة، والمكسيك، والبرازيل، والهند، والصين، والأرجنتين، وأستراليا يكون محتملا.
فمن الأسلم أن نفترض أن تغير المناخ، وخصوصا عندما يقترن بنقص في الإمدادات المتزايدة، سوف يؤدي إلى انخفاض كبير في الموارد الحيوية على كوكب الأرض، وزيادة الضغوط التي أدت تاريخيا إلى الصراع، حتى في ظل ظروف أفضل. في هذه الطريقة.
كغيرهم من الخبراء ادعى محللو “تشاتام هاوس”، أن تغير المناخ يقلل الإنتاج الزراعي في العديد من المناطق مسببا بارتفاع أسعار الغذاء العالمية. واشتداد الأحداث المناخية المتطرفة، مثل الجفاف وموجات الحر، والفيضانات، قد تؤدي أيضا إلى الكثير من مشاكل الحصاد في جميع أنحاء العالم … وهذه الصدمات ستؤثر على أسعار الغذاء العالمي خصوصا اذا ضربت المراكز الرئيسية لمنطقة الإنتاج الزراعي.
عندما قامت موجة حرارة قوية بتدمير محصول القمح في روسيا خلال صيف العام 2010، ارتفعت الأسعار العالمية للقمح بشكل كبير، ووصلت إلى مستويات عالية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. ومع وجود حكومات محلية غير راغبة أو غير قادرة على مساعدة السكان اليائسين، تفاقم غضب الشعوب جراء عدم قدرتهم على تحمل أنفاق الطعام وبسبب استياءهم من الأنظمة الاستبدادية، تحرك الشعب بما يعرف “بالربيع العربي”.
ويشير “تشاتام هاوس” إلى أنه من المرجح في المستقبل حدوث العديد من التفجيرات، إذا استمرت الاتجاهات الراهنة مثل: تغير المناخ وندرة الموارد.
وقال مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر “المنافسة التي تنطوي على ندرة الموارد الطبيعية” تعتبر تهديدا للأمن القومي على قدم المساواة مع الإرهاب العالمي، الحرب الإلكترونية، والانتشار النووي.
“العديد من الدول الهامة عرضة لصدمات الموارد الطبيعية التي تؤدي إلى تدهور التنمية الاقتصادية، وإحباط محاولات إضفاء الطابع الديمقراطي، وتزيد من مخاطر عدم الاستقرار التي تهدد النظام، وتؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية”.
وكما قال في بيانه أمام مجلس الشيوخ “أحداث الطقس المتطرفة (الفيضانات والجفاف وموجات الحرارة) سوف تعطل بشكل متزايد أسواق المواد الغذائية والطاقة، مما قد يؤدي إلى ضعف الدولة، والهجرات البشرية، وأحداث الشغب، والعصيان المدني، والتخريب”.
جنبا إلى جنب مع ظهور المناخ المتطرف نحن مقبلون الآن مباشرة على “عالم منعدم الموارد”.
– مايكل كلير. ترجمة: وكالة أخبار الشرق الجديد- ناديا حمدان
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.