نداءاتٌ “الفاو” لاجتثاث الجوع بحدود عام 2025 وزيادة الاستثمارات في الزراعة
المحيط الفلاحي: ناشد جاك ضيوف، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “FAO”، اليوم الحكومات حول العالم من أجل المُشاركة في المفاوضات بهدف الاتّفاق على إعلانٍ يُطرَح للاعتماد،على مؤتمر القمّة العالمي لرؤساء الدول والحكومات حول الأمن الغذائي، والذي سيُعقَد خلال الفترة 16 – 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2009 في العاصمة الإيطالية. وقد اتُخِذ قرار انعقاد مؤتمر القمّة من قِبل مجلس المنظمة “الفاو” في اجتماعاته خلال يونيو/حزيران من العام الجاري.
وللشروع بسياق المفاوضات اللازمة، وجّه الدكتور جاك ضيوف وثيـــقـــةً ُأرسِلت إلى وزراء الشؤون الخارجية، والتعاون الإنمائي، والزراعة لدى بُلدان المنظمة الأعضاء، والأطراف الأعضاء في مَنظومة الأمم المتّحدة.
ويَستحثّ نص الوثيقة المُعنوَنة “مساهمة الأمانة في تحديد الأهداف والقرارات التي يمكن أن يتمخّض عنها مؤتمر القمّة العالمي حول الأمن الغذائي”، على اجتثاث الجوع من وجه الأرض، بحدود عام 2025 والعمل على ضَمان توافر إمداداتٍ غذائية مأمونة، وكافية، ومُغذّية، ومستمرة لسكان الكوكب الذين يُتوقَّع أن تبلغ أعدادهم 9.2 مليار نسمة بحلول عام 2050.
وإذ تَقتَرَح الوثيقة إرساء الأسس لنموذجٍ جديد من “حَوكْمة الأمن الغذائي العالمي”، فقد تناولت أيضاً قضايا الاستثمار العام والخاص لزيادة الإنتاج الزراعي لدى البُلدان النامية، ومساعدات الطوارئ الغذائية، والاستجابة المُبكّرة للأزمات الغذائية، والتجارة، ودَعم المُزارعين، وعدم استقرار الأسواق، وبِناء المؤسسات والقُدرات، وجَودة المواد الغذائية ومأمونيّتها، والأمراض والآفات الحيوانية والنباتية العابِرة للحدود، إلى جانب مُساهمة الزراعة في التخفيف من وطأة تغيُّر المناخ وقدرتها على التكيُّف ذاتياً للظاهرة.
وتَركُن وثيقة المنظمة “فاو” الموجَّهة لبُلدان المنظمة الأعضاء، إلى نصوص البيان المشترك الصادر عن مجموعة الدول الثمانية الصناعية الكبرى “G8” قبل أسابيعٍ قليلة في مدينة أكويلا الإيطالية، فيما يتعلّق بقضيّة الأمن الغذائي.
فلقد دعا زُعماء مجموعة الدول الثمانية الكبرى إلى إجراءاتٍ حاسمة لتحرير البشرية من ربقة الجوع والفقر، من خلال دفع سياق الإنتاج المُستدام، وزيادة معدلات الإنتاجية الزراعية، مع التأكيد على أهمية نمو القطاع الخاصّ وصِغار المُزارعين؛ وأعلنوا التزامهم تباعاً بتعبئة 20 مليار دولار أمريكي على مدى ثلاث سنوات بلوغاً لتلك الأهداف.
وبهذا الخصوص أعرب المدير العام للمنظمة “الفاو” عن “أمّله في أن تُفضي الوثيقة إلى نقاشٍ مُفعَم فيما بين البُلدان الأعضاء، وألاّ يتضمّن هذا السياق الحكومات وحدها بل ويشمل أيضاً القطاع الخاص، والمُزارعين، والمنظّمات غير الحكومية، ومَنظومة الأمم المتّحدة، وغير ذلك من أطراف المنظّمات الدولية والشركاء في عملية التنمية بالاشتراك مع السفراء والمُمثلين الدائمين من مختلف المجموعات الإقليمية“.
وأكد الدكتور ضيوف بالقول أن “الوقت قد حان لمُعالجة المشكلات الكامِنة في جذور الجوع… وطَرح حلولٍ هيكليّة ودائمة فيما يخُص مشكلة الأمن الغذائي العالمي“.