نحب الـدلاح ….. لكـن نحب الماء أكثر
المحيط الفلاحي : حقق إنتاج الدلاح بزاكورة نموا كبيرا خلال هذه السنة بفعل التقنيات الحديثة التي و وظفها الفلاحون كعملية التنقيط ،وكذا بفعل انفتاحهم على أراضي خصبة كانت إلى وقت قريب أراضي جرداء.وقد بدأت الطلائع الأولى للدلاح منذ شهر أبريل ، إذ أصبحت زاكورة محجا لتجار ه على المستوى الوطني و الدولي .لكن نظرا لغياب التساقطات المطرية، فان حاجة هذه الفاكهة إلى الماء بشكل كبير ساهم في استنزاف الفرشة المائية ، إذ بدأ أصحاب الضيعات يضاعفون عملية الحفر، و هذا له تأثيرات سلبية على الفرشة المائية بزاكورة خاصة بالفايجة التي تعد احتياطا مائيا للمنطقة منذ سنوات. .
صحيح أن إنتاج الدلاح ساهم في خلق يد عاملة بالمنطقة كما حقق عائدات مالية لأصحاب الضيعات ، والممولين لكن هذا سينجم عنه سيناريوهين خطيرين :
1 / ارتفاع أثمنة الخضر و الفواكه الصيفية المحلية و الحبوب ، ،وقد ظهر ذلك خلال هذه السنة بفعل توجه الفلاحين إلى الاقتصار على زراعة الدلاح فقط ،مما يؤثر سلبا على جيوب المواطنين الذين يكتوون بلهيب الخضر القادمة من الشمال.
2 /تهديد حياة المواطنين بالرحيل ،فالاستنزاف و الجفاف عاملان يؤثران على استقرار السكان ،و هذا خطير على المنطقة التي لم تسترجع عافيتها بعد من الجفاف الأخير الذي دفع ألاف الأسر بالرحيل إلى المدن بحثا عن القوت .
و الحال أن مخطط المغرب الأخضر الذي انخرط فيه المغرب منذ سنوات يجب أن يأخذ بعين الاعتبار طبيعة المنطقة المناخية ، فزاكورة تقع في منطقة صحراوية جافة تتميز بنذرة التساقطات و حاجة الناس الى قطرة ماء أولى من زراعة الدلاح .لذا على الدولة التدخل لتوقيف استنزاف الفرشة المائية من طرف أشخاص لا هم الا تحقيق الارباح.
عبد الكريم الجعفري – زاكورة