مجلة المحيط الفلاحي

موسم عصر الزيتون بتاونات.. أنظمة حديثة وإجراءات للحد من التأثيرات السلبية على البيئة

مع حلول موسم عصر الزيتون بمنطقة تاونات التي تنتشر بها زراعة هذه المادة الحيوية بكثافة، أضحت إشكالية التأثيرات السلبية لمادة المرج المستخرجة من عمليات عصر الزيتون على المحيط البيئي تشكل إحدى الانشغالات الكبرى للسلطات المحلية والفاعلين المعنيين بالمحافظة على البيئة والمحيط الايكولوجي.

والتأمت مختلف فعاليات إقليم تاونات من سلطات محلية ومنتجي زيت الزيتون والمهتمين بالشأن البيئي والايكولوجي، من أجل اعتماد مقاربات وتبني أنظمة حديثة لعصر الزيتون واتخاذ إ جراءات استباقية للحد من التأثيرات السلبية لمخلفات مادة المرج التي تنتجها وحدات استخراج زيت الزيتون على المجال البيئي بصفة عامة والموارد المائية بصفة خاصة.

وفي هذا الإطار، تم دعم الجمعية الإقليمية لأرباب معاصر الزيتون العصرية، وإحداث تكتلات لإنشاء محطات مشتركة لمعالجة مادة المرج، وتشجيع إنشاء وحدات لتثمين مادة “الفيتور” من طرف أرباب المعاصر والقطاع الخاص، فضلا عن تنظيم دورات تكوينية في مجال القوانين البيئية المعمول بها، ومنع إحداث معاصر جديدة بالقرب من الأودية وحقينات السدود والمناطق الحساسة.

ونظمت مصلحة التعمير والبيئة بالعمالة لقاءات تحسيسية على الصعيد الإقليمي والمحلي، فيما قامت لجنة تقنية إقليمية مختلطة بزيارات ميدانية لمعاصر الزيتون لمراقبة مدى احترام أرباب هذه الوحدات للشروط المبينة بدفاتر التحملات الخاصة بالدراسات البيئية مع اتخاذ الإجراءات الزجرية اللازمة حيال حالات الإخلال بالالتزامات.

وأفاد رئيس مصلحة التواصل بقسم العمل الاجتماعي بعمالة تاونات، عبد الرحيم الوالي، أن عدد الوحدات التي كانت موضوع قرار منع الاشتغال بإقليم تاونات خلال الأربع سنوات الماضية بلغ 21 وحدة، وأنه في نفس السياق قامت اللجنة التقنية الإقليمية المكلفة بمراقبة المعاصر ب34 زيارة ميدانية خلال السنتين الماضيتين على مستوى إقليم تاونات بحضور مختلف الأطراف المعنية، وذلك في إطار الإجراءات المتخذة للحد من التأثيرات السلبية لمخلفات مادة المرج لمعاصر الزيتون على المجال البيئي بالإقليم .

ومن أجل الحد من التلوث البيئي التي تحدثه معاصر الزيتون بإقليم تاونات، أكد أنه سيتم التسريع بإنجاز المحطة النموذجية لمعالجة المرج بجماعة سيدي يحيى بني زروال ودائرة غفساي بغلاف مالي يقدر بأربعة ملايين درهم بتمويل من وكالة الحوض المائي لسبو، في مرحلة أولى، في انتظار تعميمها على باقي دوائر الإقليم.

وذكر ببرنامج العمل الذي يقوم به مختلف المتدخلين والمهتمين بالشأن البيئي للقضاء على التلوث الناتج عن مخلفات معاصر الزيتون والممتد على أربع سنوات (2017 – 2020)، بالإضافة إلى اقتراح إحداث صندوق موحد لمعالجة التلوث الناتج عن معاصر الزيتون في إطار اتفاقية شراكة مع القطاعات المعنية وأرباب المعاصر.

ومن جهته، قال عبد الكريم العلمي، المكلف بتسيير المديرية الإقليمية للفلاحة بتاونات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات تعمل بشراكة مع مختلف القطاعات المعنية بالمجال البيئي على تحسيس أرباب المعاصر بأهمية الحفاظ على المجال البيئي والموارد المائية، وتقدم الدعم لمجموعة من وحدات عصر الزيتون ذي المرحلتين والتي تنتج المرج بنسب جد ضعيفة.

وحسب المسؤول ذاته، فإن هذه المجموعات الفلاحية والاجتماعية ستساهم في إعطاء قيمة مضافة للمنتوج وتثمينه، وفي تحفيز الجمعيات والتعاونيات على الانخراط في المجموعات ذات النفع الاقتصادي، مما سيمكنها من تعزيز تسويق المنتوج بمختلف الأسواق الوطنية والدولية.

ومن جهته، أشاد نائب رئيس مجموعة “غفساي” ذات النفع الاقتصادي، عبد الصمد شافي، بالدعم الذي قدمته وزارة الفلاحة والسلطات الإقليمية والجماعة الترابية “كالاز” لإنجاز هذه المعصرة الحديثة بمواصفات عالية الجودة والتي ساهمت في تقريب وحدة إنتاج زيت الزيتون من الفلاح المحلي.

وأكد شافي، في تصريح مماثل، أن هذه الوحدة التي تنتج أجود الزيوت (الزيت البكر الممتاز، والزيت البكر، وزيت المائدة) تستجيب للمعايير التقنية الحديثة لتجميع مخلفات عصر الزيتون وتجفيفها لإعادة استعمالها أو بيعها للاستعمال كوقود للأفرنة والحمامات.

ويؤكد الفاعلون في القطاع أنه يتعين تعزيز الإجراءات المتخذة للحد من التأثيرات السلبية لمادة المرج على المحيط البيئي، بمضاعفة الجهود المتعلقة بمراقبة وتتبع عمليات عصر الزيتون، والقيام بحملات تحسيسية لفائدة أرباب المعاصر وتشجيعهم على اعتماد أنظمة حديثة غير ملوثة.

يشار الى أن إقليم تاونات يعد من بين الأقاليم الرائدة في مجال إنتاج الزيتون، حيث تصل المساحة المزروعة بأشجار الزيتون به إلى حوالي 147 ألف هكتار، ويرتقب أن يصل الانتاج خلال الموسم الحالي إلى حوالي 200 ألف طن. وتتراوح نسبة الزيت ما بين 15 و 20 لترا في القنطار الواحد.

وحظيت زراعة الزيتون بأهمية كبيرة في مخطط المغرب الأخضر وبرنامج تحدي الألفية الثالثة، حيث تمت زراعة ما يعادل 27 ألف هكتار ما بين سنة 2008 و2017، بالإضافة إلى بناء وتجهيز ثلاث وحدات لعصر الزيتون لفائدة مجموعات ذات النفع الاقتصادي بسعة تتراوح ما بين 60 و80 طنا في اليوم.

المحيط الفلاحي: و. م. ع

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.