“مهارات التواصل” مقالات التنمية الذاتية مع الأستاذة خديجة بريطل (الجزء الاول)
الأستاذة خديجة بريطل: يعتبر الاتصال والتواصل ركيزة أساسية في حياتنا اليومية لما لها من أثر إيجابي على جميع أنــواع العلاقات داخل المجتمع ,سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو التربوي أو الوظيفي حيث تمكن من توليد المعرفة عند كل فرد وتساعده على تغيير السلوك من السلبي إلى الإيجابي بالإضافة الى الحفاظ على استمرارية العلاقات بين الافراد والابتعاد عن القطيعة والمشاحنات، وبذلك أصبح من الضروري التعرف والتدرب على مهارات التواصل الفعال.
إن أ كثر المهارة التي ساعدت الناجحين على النجاح، هي التواصل مع الاخرين حيث أثبتت الدراسات أن %85 من النجاح هي نتيجة التواصل الفعال وتبقى فقط %15 نتيجة إتقان مهارات العمل. ومن المعلوم أن للتواصل ثلاث وظائف هي: التبادل , التبليغ و التأثير.
أصل كلمة التواصل من اللاتينية Common» «ومعناها مشترك أو عام.
وهي عملية متكاملة بين مرسل ومستقبل من شأنها خلق علاقات بين طرفين أو عدة أطراف يتم خلالها تبادل الأفكار والمعلومات أو الآراء أو وجهات النظر أو المشاعر، ويتضمن هذا التبادل عناصر أساسية هي:
–المرسل: تكون الأفكار على مستوى الدماغ (تكوين الرسالة) وبعد ترتيبها وأخذ القرار يتم تشفيرها (تشفير الرسالة) وإرسالها في اتجاه المستقبل.
–أداة الارسال: يمكن اصدار الرسالة من المرسل في اتجاه المستقبل بعدة وسائل:
–وسيلة لفظية: وهي التعبير عن الأفكار بكلمات اللغة المنطوقة، للوصول لفهم مشترك للمعنى الذي تثيره الالفاظ لدى أطراف الاتصال
وسائل غير لفظية: وهي كل العلامات التي تنقل بها معلومات من المرسل وتظهر انفعالاته وحالته النفسية والعاطفية ومنها الرموز والاصوات وحركات الجسم وايماءات الوجه والعينين والملابس والروائح
. تنقل لغة الجسد وحدها% 55من المعلومات أما الصوت فيحمل% 38منها وتبقى الكلمات لا توصل إلا 7%من ا الرسالة.
وتعتبر وسيلة نقل الرسالة عنصر مهم يجب أخذ الاعتبار فيه لنمط الشخصية المخاطبة و نظامها التمثيلي ) الحسي, البصري, السمعي ( وبذلك يسهل اختيار القناة الملائمة للإرسال.
–المستقبل: يستقبل المعلومات ويقوم بفك شفرتها (décodage) اعتمادا على معلوماته حول الرموز والعلامات وربط كل واحدة بمعناها ليتم فهم مضمون الرسالة فينتج عن هذا الفهم رد فعل اتجاه المرسل. يعتبر رد فعل المستقبل بمثابة تغذية راجعة للمرسل فإذا كان رد الفعل صحيحا، فإن الرسالة وصلت بشكل جيد أما إذا كان رد الفعل خاطئا فهاذا يدل على أن هناك خلل في مرحلة ما من الاتصال ولذلك يجب تحديدها وتعديلها لكي يتم الفهم الصحيح للرسالة.
لكي يكون اتصالك ناجحا مع الاخر يشترط أن
–تتوفر في رسالتك ما يلي: الوضوح، الاختصار، صحة المعلومة التي تنقلها وأن تكون كاملة ليكون المعنى واضحا وان ترسلها بلباقة وود إلى الاخر.
–تبتعد عن مشوشات التواصل التي تؤدي لا محالة إلى سوء الفهم وضعف اتصال طرف باخر، ومنها التعميم )كتعميم الاحكام على جميع الناس( أو التشويه أو الحذف.
–تتقن مهارات الحديث و الإلقاء, الإنصات الفعال, التحكم في لغة الجسد و في القدرة على تطوير المشاعر الإيجابية اتجاه جميع الأطراف المتدخلة في عملية التواصل.
وبما ان طبيعة الانسان اجتماعي بطبعه ويحب مخالطة الاخرين فإن نجاح العلاقات بينه وبين أفراد مجتمعه وإقصاء الخلافات وسوء التفاهم رهين بمدى إتقانه لمهارات الاتصال والتواصل.
الأستاذة خديجة بريطل