منظمة “الفاو” وشركاؤها يعززون الجهود لرصد ومنع انتشار مرض صدأ القمح
يثير الانتشار الحالي لمرض صدأ القمح، وهو مجموعة من الأمراض الفطرية التي تصيب النباتات وتعيق إنتاج الحبوب الأساسية وغيرها من المحاصيل، قلقاً في مناطق آسيا الوسطى والشرق الأوسط ما دفع إلى تعاون دولي أكبر لدراسة ورصد هذه الأمراض ومنعها من الانتشار.
وفي إطار هذه الجهود تقوم منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” بتوسيع شراكاتها مع المركز
الدولي للأبحاث الزراعية في المناطق الجافة “إيكاردا” ومركز “المرجع العالمي للصدأ” في جامعة ارهوس، لتوفير التدريب على عمليات مسح المرض ومقاومته وإدارته. كما من المقرر إجراء عمليات مسح وتحليل للعينات على مستوى الدول لتحسين فهم وإدارة هذا الوباء الخطير الذي يهدد انتاج القمح ليس فقط في آسيا الوسطى والشرق الأوسط بل كذلك في مناطق إنتاج القمح الرئيسية في العام.
قاتل النباتات و سريع الانتقال
توجد ثلاثة أنواع من مرض صدأ القمح، وهي الصدأ الأصفر وصدأ الساق وصدأ الأوراق. وشهدت السنوات الأخيرة انتشاراً كبيراً للصدأ الأصفر وصدأ الساق. ومن شأن الصدأ أن يحول النباتات ذات المظهر الصحي قبل أسابيع من حصادها إلى مجرد أوراق صفراء هزيلة أو سيقان سوداء وحبوب هزيلة ذابلة عند الحصاد.
ويقول السيد فاضل دوسونسيلي، المسؤول في شعبة إنتاج وحماية النباتات في منظمة “الفاو”: “إذا توفرت الظروف المناسبة لظهور هذا المرض، فيمكن أن يخسر المزارعون نحو 80% أو أكثر من محاصيلهم، ولذلك فإن بناء قدرات الدول لرصد هذا المرض وتحسين فهم طرق انتشار الأشكال المختلفة من المرض يعد أمراً أساسياً لمنع انتشار الأوبئة والحد من الخسائر”.
وأكثر سلالات الصدأ المعروفة هي سلالة Ug99 الفتاكة التي تصيب الساق وظهرت أول مرة في أوغندا في عام 1999 وانتشرت بعد ذلك في 13 بلداً من بينها اليمن وإيران. وهذه السلالة قادرة على الإضرار بغالبية أنواع القمح التي تتم زراعتها في أنحاء العالم. ورصدت هذه السلالة مؤخراً في مصر التي تعد واحدة من أهم الدول المصدرة للقمح في الشرق الأوسط. كما ظهرت سلالة جديدة من صدأ الساق الأصفر أطلق عليها اسم “المحارب” Warrior وانتشرت في شمال أوروبا حتى تركيا وأثرت على مختلف الدول في تلك المنطقة.
بناء قدرات الدول لرصد ومواجهة التهديد
تتعاون منظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة “الفاو” والمركز الدولي للأبحاث الزراعية في المناطق
الجافة “إيكاردا” والمديرية العامة لأبحاث الزراعة في تركيا مع “المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح” وجامعة اهروس ومبادرة “بورلوغ” العالمية لمكافحة صدأ الحبوب لتدريب مسؤولي حماية النباتات في ورشة عمل تستمر عشرة أيام وتبدأ هذا الأسبوع في إزمير بتركيا.
وسيتم خلال الورشة تدريب 22 مسؤولاً من 9 من دول آسيا الوسطى والشرق الأدنى على حالات معروفة من صدأ القمح للقيام بعمليات المسح والتصدي للمرض وإدارته. وعند عودة هؤلاء المسؤولين إلى بلادهم، سيقومون بعمليات مسح للحقول وإرسال عينات إلى جامعة اهروس في الدنمارك حيث
سيتم تحليلها وتحديد مدى وسرعة انتشار السلالات المختلفة من صدأ القمح.
ويعد التحرك المبكر لمواجهة هذا المرض أمراً ضرورياً لاحتواء انتشاره، كما أن زراعة الأنواع المقاومة لهذا المرض أو القيام بعمليات رش بمبيدات الفطريات في الأوقات المناسبة يمكن أن
تحول دون انتشار هذا المرض في المقام الأول. إلا أن شراء هذه الحبوب مسبقاً وإنشاء سلسلة توزيع لهذه المبيدات الفطرية يمكن أن يمثل مشكلة خاصة في الدول النامية.
وتعتبر مصر مثالاً جيداً على الدول التي اعتمدت مستوى عالي من اليقظة وتحركت في وقت مبكر فور رصد مرض Ug99 مؤخراً، ما أتاح لها منع انتشار تأثيراته دون تكاليف عالية، وهو ما يؤكد على أهمية فعالية برامج المسح والرصد المناسبة.
كما دعمت منظمة “الفاو” و”مبادرة “بورلوغ” العالمية لمكافحة صدأ الحبوب” والصندوق الدولي للتنمية الزراعية “إيفاد” نظام الأبحاث في تركيا واستطاعت رصد انتشار الصدأ الأصفر في البلاد والتحرك السريع للسيطرة على انتشاره.
وإضافة إلى آسيا الوسطى والشرق الأوسط فإن منظمة “الفاو” تعمل مع دول في شرق أفريقيا حيث رصدت سلالات جديدة من صدأ الساق في أثيوبيا وكينيا، وذلك للعمل على تطوير استجابة إقليمية شاملة لمواجهة هذا المرض تشمل دعم المسح وبناء القدرات في اريتريا واثيوبيا لتسهيل الرد السريع لمواجهة السلالات التي يتم رصدها.
المحيط الفلاحي : الفاو
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.