مجلة المحيط الفلاحي

منظمة “الفاو” تُصعِّد الجهود لوقف تآكل الموارد الوراثية النباتية

روما : إعتمدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “FAO” إطاراً عالمياً جديداً للحماية والاستخدام المُستدام فيما يخص التنوُّع الحيوي للنباتات على نحوٍ يشكِّل دُعامةً للغذاء والزراعة على الصعيد الدولي.وأقرّ مجلس المنظمة “فاو” الرئاسي هذا الأسبوع خطة العمل العالمية الثانية للموارد الوراثية النباتية في مجالات الأغذية والزراعة، فيما يُعدّ تَجديداً للالتزام الدولي بضمان الإدارة الفعّالة لتنوّع النباتات الحيوي، ويأتي كعنصرٍ رئيسيّ في التصدي للفقر وإحراز مزيدٍ من التقدم نحو بلوغ هدف الأمن الغذائي في مواجهة تغيُّر المناخ.

تهديدٌ بتآكل الموارد الوراثية

يواجِه التنوُّع النباتي تهديدَ “التآكل الوراثي”، أي ما اصطلح العلماء على تسمية السياق الجاري لفَقد الجينات الفردية أو مجموعات الموارد الوراثية، كتلك التي يُعثَر عليها في السلالات المتكيّفة محلياً.

وأحد الأسباب الرئيسيّة للتآكل الوراثي، وفقاً لتقرير المنظمة “فاو” المعنونحالة الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة في العالم، يكمُن في استبدال الأصناف والأنواع المحليّة ببدائل حديثة أو وافدة. وتتضمَّن الأسباب الأخرى التدهور البيئي والتوسُّع الحضري وتعرية الغطاء النباتي في سياق إزالة الغابات أو حرائق الأدغال والمناطق البريّة.

إعادة تأكيد الالتزام

تقول الخبيرة ليندا كوليت، أمين هيئة الموارد الوراثية النباتية للغذاء والزراعة، لدى المنظمة “فاو” أنه “من خلال اعتماد خطة العمل العالمية الثانية للموارد الوراثية النباتية في مجالات الأغذية والزراعة، إنما تؤكّد المجموعة الدولية التزامها مُجدَّداً بوقف التآكل الوراثي وصَون ثروة الموارد النباتية الوراثية“.

وأضافت أن “هذه الموارد تُتيح ميزاتٍ الثمينة لمواجهة تحديات المستقبل، مثل تكييف محاصيلنا للظروف المناخية المتغيِّرة أو حالات التفشّي المرضية“.

ويَنصبّ الاهتمام الرئيسيّ لخطة العمل العالمية الثانية في هذا المجال على تدعيم جهود الحماية والاستخدام المُستدام للنباتات ونُظم البذور، عبر تطبيق جملةٍ من الإجراءات الحاسمة والسياسات الملائمة، وتسخير المعلومات العلمية ومَعارف المُزارعين وجهودهم مباشرةً في هذا السياق.

أنشطةٌ ذات أولوية

تتضمَّن خطة العمل العالمية الثانية للموارد الوراثية النباتية في مجالات الأغذية والزراعة 18 من الأنشطة المترابطة وذات الأولوية، أعِدَّت على أساس المشاورات الإقليمية وضرورة سدّ الثغرات وتلبية الاحتياجات المحددة وفق التقرير الثاني عن حالة الموارد الوراثية النباتية للغذاء والزراعة في العالم.

وتستحثّ الخطة العالمية الثانية جميع البُلدان على النهوض بإدارة التنوُّع المحصولي في حقول المُزارعين؛ وتطوير استراتيجياتٍ لحماية وجمع وحفظ الأصناف والأنواع المحصولية البرية من الغذاء الواقعة تحت طائلة التهديد، ودعم تعميم مزايا أوسع لتربية النبات وتعزيز نُظم البذور وخصوصاً في حالة الأصناف المتكيّفة محلياً.

دعوةٌ للأطراف المتبرِّعة

وتهيب خطّة العمل العالمية الثانية أيضاً بمجتمع المتبرِّعين لتصعيد الجهود الوطنية والدولية ولتدعيم المؤسسات وبناء القُدرات عملاً على إنجاز هذه الأولويات المتّفق عليها عالمياً.

وقال الخبير موديبو تراوري، المدير العام المساعد مسؤول قسم الزراعة وحماية المستهلك، لدى المنظمةفاو” أن “هذا إنجاز كبير، وأني أشكر أعضاءنا لتعليق آمالهم على منظمة الأغذية والزراعة، فسوياً سننجح في بذل الجهود المشتركة لنيل هذه الأهداف“.

وسَبَق أن حظيت خطة العمل العالمية الأصلية في هذا المجال بالمصادقة عليها مع إطلاق “إعلان لايبزيغ” في عام 1996.

منظمة الأغدية والزراعة الدولية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.