منبع للتداوي يتدفق من جبال بولمان
بينما نحن في طريقنا عبر منطقة جبلية بضواحي إقليم بولمان استلفت نظرنا حشد من الزوار القادمين أو القاصدين إحدى المنابع الجبلية من كل حدب وصوب والتي تدعى”عين عطية”حيث قيل لنا على أن هذا المنبع صحي وله تاريخ قديم ويقصده مرضى المنطقة ولم يكن معروفا على الصعيد الوطني إلا مؤخرا حيث ثبت أن مياهه تمتاز بتراكيب جيولوجية منفردة لكونها تحتوي على معادن تكونت بطريقــة طبيعيــة..
وبالطبع أن الينابيع التي تقع أو تتدفق من مناطق جبلية عالية تكون أكثر صحية لجسم الإنسان حيث تكون مياهها فريدة في خواصها الصحية والعلاجية نظرا لبعدها وابتعادها عن مصادر التلوث ولا تحتاج إلى إجراء أية تغييرات أو إضافة مواد كيميائية إليها، مقارنة بمياه الشرب العادية وذلك نتيجة احتوائها على كافة العناصر الضرورية لإدامة نمو وحماية الجسم كما تحافظ على وجود الأيونات في جسم الإنسان إذ تقوم بتنظيمه وتنقيته من المواد الضارة كما أنها تحافظ على التوازن من حيث كمية المياه التي يفتقدها جسم الإنسان أثناء الحركـة..
وبذلك يعتبر هذا المنبع المتدفق من بين جبال منطقة بولمان بطعمه الخاص الذي يختلف عن باقي المنابع الأخرى عبارة عن مصحة لأهل المنطقة منذ أجيال وأجيال بدلائل وشهادات لعدة حالات مرضية تمت مداواتها كما حدثنا عنها السكان المجاورون لهذا المنبع، بعد أن كانت مستعصية العلاج عن طريق الأدوية فتم شفاؤها عن طريق شرب مياه هذا المنبع الصحي وذلك بطريقة منتظمة لا تقل مدتها عن 3 أيام متتالية يشرب خلالها أكبر كمية ممكنة من المياه قبل تناول الفطور وقيل أنه يحدث التقيؤ مباشرة بعد شرب الماء حيث يقوم هذا الأخير بتنظيف الجهاز الهضمي وتنقيته من كل الشوائب الضارة للجسـم..
هذا وقد تمت زيارة بعض المختصين في الميدان إلى المنبع وتم إجراء تحليل على مياهه كما قيل لنا، فأكدوا أنها صحية بامتياز وتتوفر على فوائد عدة لجسم الإنسان. وبعدها مباشرة قامت السلطة المحلية بوضع حراسة أمنية بعين المكان تقوم بتنظيم الزوار الوافدين على هذه العين من كل أقاليم المملكة، وللإشارة أن المنبع يبعد عن بولمان بحوالي 40 كيلومترا ويمكن كذلك الذهاب إليه عبر طاكسيات الأجرة من بولمان، ويتوفر محيط المنبع حاليا على غرف فردية ومنازل عائلية للإقامة حسب الاستطاعة، هذا بالإضافة إلى تواجد محلات تجارية بعين المكان تلبي حاجيات ومتطلبات الزوار.. وإنها لفرصة للذين يحبذون جمال الطبيعة والمناظر الجبلية الرائعة لقضاء عطلتهم الصيفية بين جبال الأطلس المتوسط الخلابة فكما يقول المثل “حجة وزيارة” تداوي..وتنزه.. في آن واحـــد.
الحسين ساشا:هسبريس