مجلة المحيط الفلاحي

ممثل “الفاو” بالمغرب :السموم الفطرية (ميكوتوكسين) تلوث نسبة 25 في المائة من إجمالي محاصيل العالم

دعا ممثل الجمعية المغربية لعلم السموم الفطرية، محمد مجدي، اليوم الخميس بمراكش، الجهات المعنية إلى ضرورة سن قانون تنظيمي يقضي بتحديد نسبة السموم الفطرية في المواد الغذائية لمواجهة الأمراض الأكثر خطورة على صحة الإنسان، خاصة الأمراض السرطانية.

وأضاف السيد مجدي في كلمة ألقاها خلال مؤتمر دولي حول”السموم الفطرية والسرطان”، المنظم يومي 24 و25 مارس الجاري من قبل الجمعية المغربية لعلم سموم الفطريات، بتعاون مع مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان وجامعة القاضي عياض بمراكش، أن هذه السموم الفطرية تفرزها فطريات مجهرية جراء الرطوبة والحرارة وتصيب المواد الغذائية وتعرض الحبوب والقطاني وبعض أنواع الفواكه خاصة الجافة والمجففة لتعفنات تصيب الإنسان والحيوان، موضحا أن تناول هذه المواد الملوثة بتسمم فطري يتطلب سنوات عديدة لكي يتجلى مفعولها في أعراض من قبيل سرطان الكبد أو البلعوم أو القصور الكلوي أو التشوهات الخلقية عند الجنين.

وبهذه المناسبة، شدد على أهمية تحسيس الأطباء والعاملين في قطاع الصحة بأهمية الأخذ بعين الاعتبار السموم الفطرية كإحدى العوامل المسببة للسرطان عند الإنسان، وكذا الهيئات الرسمية بضرورة تبني مرسوم يحدد أقصى حد مسموح به في الأغذية والأعلاف من السموم الفطرية الأكثر خطورة على صحة الإنسان.

ويعزى التزايد في التسممات الغذائية، يضيف السيد مجدي، إلى عدد من العوامل منها انتشار عادة تناول الوجبات خارج المنزل والأكل الجماعي في أماكن العمل، وكذا النمو الكبير للمبادلات التجارية العالمية التي تقتضي نقل وتخزين كميات هائلة من المواد الغذائية لفترات طويلة.

ومن جهته، أكد ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بالمغرب السيد مايكل جيروج هاغ، أن السموم الفطرية (ميكوتوكسين) تلوث نسبة 25 في المائة من إجمالي محاصيل العالم، وتساهم في إصابة الإنسان والحيوان بأمراض خطيرة، فضلا عن تلويثها للبيئة والماء الهواء، داعيا الجميع إلى الانخراط بفعالية للحفاظ ووقاية الزراعات من هذه السموم الفطرية.

ويمكن أن تتم مواجهة وتقليص هذه السموم الفطرية الخطيرة على الزراعات، عبر القضاء على القوارض والطفيليات الفطرية واتباع خطوات وإجراءات قبل وبعد الحصاد وأثناء الشحن والتخزين والتداول والعمل على مباشرة عمليات نزع السمية من المنتجات الغذائية.

وأشارت باقي المداخلات إلى أن التسممات الغذائية أصبحت في الوقت الراهن تسترعي اهتمام عدد من المتخصصين والمستهلكين على حد سواء، بحكم العدد المتزايد للحالات المسجلة في مختلف أنحاء العالم وخطورة الأعراض التي تؤدي أحيانا إلى وفاة المصابين، موضحين أن الهدف من وراء هذا الملتقى يتمثل في تحسيس الأطباء والعاملين في قطاع الصحة وحث وسائل الإعلام على الانخراط في مجهود توعية المستهلك من أجل تجنب الأغذية التي قد تشكل تهديدا لصحته، والإعراض عن بعض العادات والتصرفات التي تساهم في تعرضه للخطر.

ويشارك في هذه التظاهرة حوالي 200 مهتم ومختص من المغرب ومن دول أخرى عديدة، سيتدارسون أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في هذا المجال.

كما ستنظم خلال اللقاء ورشة تطبيقية حول موضوع “وسائل الحد من تلوث الأغذية بالسموم الفطرية”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.