مشاكل فلاحي سيدي بنور بين ضيق الأفق و أمل المخطط الاخضر
سيدي بنور : لا يختلف اثنان في كون استفسار الفلاح في إقليم سيدي بنور عن حاله سيترتب عنه جواب مسترسل طويل من المشاكل التي تنوء بحملها الجبال أن هذا الفلاح الوطني و الصبور الى ابعد الحدود لم يلق الاهتمام الذي يليق به من طرف بعض وجوه الفساد الذين يأكلون عرقه و ينهشون لحمه و يمصون عظمه . هل هذا القدر الذي يعيشه الفلاح الدكالي يعتبر واقعا محتوما لا يمكنه الخروج من شرنقته ؟
إن الهدف من هذا المقال ليس زرع روح اليأس و التيئيس و لكن التعبير بكل صدق عما يخالج الفلاح المظلوم من أنين و أهات ، و لكن أيضا لفت انتباه كافة المتدخلين في القطاع الفلاحي إلى مقولة لا فلاحة مزدهرة و متطورة دون الاهتمام بالمنتج و رفع الظلم عنه . إن الفلاح الدكالي لا يطالب سوى بحقوقه التي يكفلها له الدستور و القانون ، و ان ينتج بعيدا عن واقع الاستغلال و الاستبلاد . واهمون من يعتقدون أن الفلاح لا يعي وضعيته و لا يعرف الاهتمام الذي أولاه إياه قائد البلاد من خلال المخطط الأخضر و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فالأول يروم تحسين عوامل الإنتاج و توفير الإمكانات المالية و اللوجستية للاقلاع بفلاحتنا ، و الثانية تهدف الى توفير ركائز التنمية المستدامة التي تجعل الفلاح يستفيد و عائلته من كل متطلبات الحياة الكريمة .
و عندما خرج الفلاح الدكالي للمطالبة بإسقاط الفساد فقد كانت ملامحه و نظراته الشاردة تؤكد على ان صبره قد نفذ و انه أن الأوان لتغيير قواعد اللعبة لما يخدم مصالحه المشروعة ، و إذا كان بعض محترفي السياسوية قد دخلوا على الخط لإفراغ مطالب الفلاح من محتواها الاجتماعي و الاقتصادي البحث و محاولتهم تطبيق أجندتهم الخاصة بموعد 2012 فان الفلاحين انتبهوا لهذه الأجندة المشبوهة و بداوا التفكير في إنشاء إطار قانوني للدفاع عن حقوقهم و بإمساك زمام الأمور بأيديهم للتحاور مع الجهات المتدخلة في القطاع وفق مقاربة التشارك و الحوار البناء لوضع الأسس القمية بالإقلاع الفلاحي بالمنطقة و تجاوز مشاكل التجارب الماضية ، و هنا لا بد من تظافر الجهود بين كل مكونات الجسم الفلاحي لإيجاد الحلول الناجعة و الواقعية و بعيدا عن الشعبوية و الديماغوجية التي لا تخدم سوى مصالح الذين ألفوا تجميع الثروات على ظهور الفلاحين البؤساء
موقع: سيدي بنور