مجلة المحيط الفلاحي

مجموعة “كوسومار” انخرطت في إدماج البعد البيئي في جميع مخططاتها وأنشطتها السوسيو اقتصادية (مسؤول)

قال المدير العام المنتدب لوحدات سوراك وسونابيل وسوطا وسوكرافور لصناعة السكر، التابعة لمجموعة “كوسومار”، السيد حسن منير ، إن هذه المجموعة ، وإيمانا منها بحجم المسؤوليات البيئية ، انخرطت مع شركائها في إدماج البعد البيئي في جميع مخططاتها وأنشطتها السوسيو اقتصادية.

وأضاف السيد منير ، خلال لقاء تواصلي نظمه معمل تكرير السكر لتادلة ( سوتا) أمس الثلاثاء ببني ملال، تحت شعار ” لنعمل جميعا من أجل تقليص انبعاث الكربون”، أن مجموعة (كوسومار) تعهدت بتطبيق الالتزام الذي أخذه المغرب على عاتقه والذي يتجلى في التحكم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مع التفاعل الإيجابي مع الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية التي تزداد تفاقما.

وأكد المسؤول بهذه الوحدات أن المكون البيئي شكل صلب اهتمامات المجموعة باعتباره خيارا استراتيجيا لا محيد عنه ورافعة أساسية للتنمية المستدامة وعلامة هامة لإنتاج الثروة وتعميم الاستفادة من هاته القيمة المضافة بشكل متوازن مع جميع الفاعلين والأطراف المعنية في السلسلة السكرية من منتجي النباتات السكرية والزبناء والرأسمال البشري الداخلي ، وكذا المستثمرين المساهمين في رأسمال المجموعة ، مضيفا أن التدبير البيئي لم يعد عبئا يحد من وتيرة نشاط المجموعة واستثماراتها بل أصبح محركا أساسيا للتنمية المستدامة.

وتابع ، في نفس السياق، أن الدراسة التي قامت بها مجموعة ” كوسومار”، من أجل تقييم البصمة الكربونية لقطاع صناعة السكر، أبرزت أن انبعاث ثاني أكسيد الكربون في صناعة السكر يمثل 0,7 في المائة من الانبعاثات الوطنية ، وهو ما يدل على أن هذا النشاط السكري له تأثير ضعيف على البيئة.

وأضاف السيد منير أن هاته الدراسة تشير إلى أن انبعاثات الكربون بهذا القطاع تقدر بحوالي 0,525 كلغ من ثاني أوكسيد الكربون في الكلغ الواحد من السكر ، وأن النباتات السكرية تمكن من امتصاص 0,764 كلغ من ثاني أكسيد الكربون لكل كلغ من السكر، مما يترجم الحصيلة الإيجابية في مجال التقليص من الانبعاثات .

وأبرز أنه بهذه النتائج، أضحت مجموعة ” كوسومار” تتوفر اليوم على منظومة جديدة تمكنها من المساهمة في تطبيق الالتزام الذي أخذه المغرب على عاتقه في ما يخص المساهمة في التحكم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مضيفا أن المجموعة ، وفي إطار مسؤوليتها الاجتماعية، انخرطت منذ سنوات في سياسة التحول نحو الاقتصاد الأخضر، حيث أنجزت استثمارات تفوق 7 ملايير درهم لإعادة هيكلة السلسلة السكرية واعتماد تكنولوجيات حديثة تثمن الموارد الطبيعية وتحافظ عليها ، إضافة إلى التحول نحو استعمال طاقات خضراء وتقليص الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وشدد على أن اعتماد المقاربة البيئية مكن المجموعة من تفادي انبعاثات 54500 طن من ثاني أكسيد الكربون في ظرف 10 سنوات ، كما أن الخبرات المتراكمة للعنصر البشري الداخلي للمجموعة مكنها من تقليص بصمة الكربون في السلسلة السكرية بنسبة 43 في المائة، مؤكدا أن المجموعة ، وفي إطار مواكبة الفلاحين في التجهيز بتقنيات السقي المقتصد للماء، عبأت استثمارات في مجال اقتصاد الماء والمعالجة الشاملة للنفايات السائلة مما مكنها من اقتصاد 4 مليون متر مكعب في السنة.

وبخصوص تأهيل الوحدات الصناعية وتجهيزها بأحدث التقنيات، قال السيد منير إن المجموعة تمكنت بفضل هذه التقنيات من إنتاج سكر أبيض صافي وبذلك تم الاستغناء عن عملية نقل السكر الخام من المعامل السكرية المتواجدة بالجهات الخمس إلى مصفاة الدار البيضاء، حيث مكنت هذه العملية من المساهمة في الحد من التلوث الناتج عن عملية النقل.

وأبرز أن الخيارات البيئية التي نهجتها المجموعة كان لها انعكاس إيجابي على جميع المتدخلين، وخاصة المنتجين، حيث ارتفع دخلهم في ظرف وجيز بنسبة تصل إلى مائة بالمائة، كما ارتفعت الطاقة الإنتاجية في الهكتار الواحد من 5 طن إلى 12 طن من السكر، مؤكدا أن المجموعة تطمح إلى تقليص نسبة 20 بالمائة إضافية من بصمة الكربون في أفق 2020 ، وكذا إلى مواكبة المنتجين على المدى المتوسط من أجل اعتماد طاقات نظيفة في نشاطهم اليومي كاستعمال الطاقة الشمسية كمورد أساسي للطاقة المتعلقة بالسقي عوض الكهرباء والغاز الطبيعي والغازوال.

وعرف هذا اللقاء ، الذي تم خلاله تقديم مداخلات همت بالخصوص بسط الخطوط العريضة لعمل السلسلة السكرية المغربية من أجل استراتيجية شاملة لتكيف المنظومة الاقتصادية السكرية مع التغيرات المناخية، والرؤية المستقبلية للمجموعة من أجل الحفاظ على البيئة ومجهوداتها في مجال التنمية المستدامة، تسليم شهادة الجودة للنجاعة الطاقية ( ايزو 50001 ) لمعمل تكرير السكر لتادلة تثمينا للمجهودات المبذولة من لدن المجموعة في مجال احترام البيئة.

وتجسيدا للبعد الاجتماعي للمجموعة ، فقد شهد اللقاء التواصلي توزيع جوائز تشجيعية على أحسن منتجي الزراعات السكرية برسم الموسم الفلاحي 2015- 2016 بمنطقة تادلة .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.