مباحثات رفيعة المستوى لتعميق التعاون المغربي الروسي في قطاع الصيد البحري
أفادت وسائل إعلام روسية أن المملكة المغربية ستستضيف في فبراير المقبل مباحثات رفيعة المستوى بين فاعلين مغاربة وروس لتعزيز التعاون في قطاع الصيد البحري.
وتأتي هذه المبادرة، حسب المصادر ذاتها، في إطار اهتمام متزايد من موسكو بتعزيز شراكتها مع الرباط في هذا القطاع، معتبرة المغرب شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا لها في منتدى الصناعة الدولية للصيد ومنتجات البحر المقرر انعقاده في عام 2025 بمدينة سانت بطرسبرغ.
ويعكس هذا الحدث، وفقًا للمصادر ذاتها، مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بعد تجديد الاتفاقية المشتركة الخاصة بالصيد البحري بين البلدين.
وفي هذا الصدد، أكد إيفان فيتيسوف، المدير العام لمجموعة إكسبو سوليوشنز، على أهمية المغرب في استراتيجية روسيا لتنويع شراكاتها التجارية، خاصة في القارة الإفريقية والشرق الأوسط.
وقال فيتيسوف إن المغرب “يلعب دورًا استراتيجيًا في تطوير العلاقات التجارية الروسية مع إفريقيا”، مشيرًا إلى أن منتدى الصناعة الدولية للصيد في 2025 سيكون منصة لتعزيز التعاون من خلال لقاءات مباشرة بين المنتجين الروس والفاعلين المغاربة.
وأضافت المصادر أن المنتدى سيركز على الابتكارات التكنولوجية في مجالات مثل الاستزراع المائي وتحويل منتجات البحر. هذه القطاعات، التي تشهد نموًا متسارعًا في المغرب، تجعل المملكة شريكًا مثاليًا للصادرات الروسية، لا سيما بفضل مواردها البحرية الغنية وموقعها الجغرافي الذي يربط بين أوروبا وإفريقيا.
وسيتيح الحدث فرصة لتبادل أفضل الممارسات في مجالات إدارة الموارد البحرية المستدامة، وتطوير تقنيات التحويل والاستزراع المائي، بما يتماشى مع استراتيجية روسيا لتنويع شراكاتها التجارية وتعزيز وجودها في الأسواق الواعدة.
وفي السياق نفسه، يظهر المغرب كركيزة أساسية لطموحات روسيا في تطوير قطاعات الصيد والصناعة البحرية، مع آفاق تعاون تتجاوز عام 2025.
وتجدر الإشارة إلى أن التعاون بين البلدين في هذا المجال يعود إلى توقيع اتفاقية رباعية في أكتوبر 2020، تضمنت مجالات الأبحاث العلمية وتطوير تقنيات الصيد ومعالجة الأسماك وتربية الأحياء المائية. وبموجب الاتفاق، سُمح للسفن الروسية بصيد أنواع معينة من الأسماك الصغيرة في المياه الأطلسية المغربية مقابل رسوم مالية محددة.
وفي أكتوبر 2024، تم تمديد العمل بهذه الاتفاقية حتى نهاية العام نفسه من خلال تبادل رسمي للمذكرات بين الأطراف المعنية، في خطوة تؤكد التزام الجانبين بتعزيز شراكتهما في قطاع الصيد البحري.
ويعكس هذا التعاون المتنامي بين المغرب وروسيا الرغبة المشتركة في تطوير الصيد البحري والاستفادة من الموارد البحرية بشكل مستدام، مما يعزز التبادلات الاقتصادية ويؤكد أهمية العلاقات الثنائية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لكلا البلدين.