مؤتمر(كومهافات) مطالب باقتراح برامج تعاون تركز على الاستغلال المستدام للموارد البحرية في إفريقيا (أخنوش)
المحيط الفلاحي : أكد وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش، اليوم الإثنين بالرباط، أن التعاون في مجال الصيد البحري بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي (كومهافات) مطالب، وفق دينامية مبتكرة، باقتراح برامج تعاون تركز على مقاربة إقليمية للاستغلال المستدام للموارد البحرية بالمنطقة.
وأوضح السيد أخنوش، في مداخلة أثناء الدورة التاسعة العادية لمؤتمر كومهافات، أن “كومهافات مطالب باقتراح برامج للتعاون، على شكل مشاريع ذات الاهتمام المشترك، وتنسجم مع المقتضيات الدولية في مجال الحكامة البحرية الجديدة التي تحبذ مقاربة إقليمية للاستغلال المستدام للموارد، وتفتح آفاقا جديدة أمام إحداث الثروات، عبر البحث عن الأداء الجيد والتنافسية للصيد البحري”.
وأكد الوزير في هذا الاتجاه أن قطاع الصيد البحري بالمنطقة يجب أن يشكل رافعة للتنمية مع تأثير يمتد لمجموع الاقتصادات الوطنية، والمساهمة في الأمن الغذائي بإفريقيا.
وبالمقابل، حذر السيد أخنوش من أن القطاع يبقى في مواجهة العديد من التحديات التي تشوش على مستقبله، مستعرضا المشاكل المرتبطة بالخصوص بالاستغلال المفرط للمخزونات، ومحدودية وسائل المراقبة والحراسة للصيد غير المشروع غير المصرح واللاقانوني.
واعتبر الوزير في هذا الصدد أن عمل كومهافات ينبغي أن يشكل رافعة للتنمية انطلاقا من القيم الذاتية لإفريقيا، مؤكدا رغبة المغرب في المساهمة في إنجاح التعاون جنوب-جنوب، بما في ذلك قطاع الصيد البحري المدعو للقيام بدور محرك في تنمية المنطقة.
من جهة أخرى، ذكر السيد أخنوش أن استراتيجية المغرب لتنمية وتنافسية قطاع الصيد البحري تقوم على ثلاثة محاور تتمثل في “الاستدامة والأداء والتنافسية”، بغية الاستجابة للتحديات التي يطرحها الأمن الغذائي والتنمية المستدامة للمملكة.
وقال الوزير “خمس سنوات بعد إطلاقها، خولت هذه الاستراتيجية تحقيق نتائج مشجعة، منها تغطية 53 في المئة من الكميات المصطادة في المغرب بمخططات للتهيئة، ورفع الإنتاج البحري ب20 في المئة وصادرات منتوجات البحر ب40 في المئة”.
وجدد السيد أخنوش في هذا الإطار التأكيد على التزام المغرب بمواصلة تقاسم التجربة التي صقلها في مجال حكامة القطاع البحري الوطني مع البلدان الإفريقية، خاصة عبر تفعيل استراتيجية أليوتيس.
كما دعا الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي للمشاركة في الدورة الثالثة للمعرض الدولي للصيد البحري “أليوتيس” المرتقب في فبراير المقبل بأكادير، والذي يعد فرصة لعرض الثروات البحرية الإفريقية والنهوض بالتجارة الإقليمية البينية لمنتوجات الصيد البحري.
من جهة أخرى، أكدت الرئيسة المنتهية ولايتها لكومهافات ووزيرة الصيد البحري وتنمية الزراعات المائية بجمهورية غانا هاني شيري أييتي، على أهمية قطاع الصيد البحري في إفريقيا، داعية الدول الأعضاء للتحرك بشكل متواصل وملموس من أجل إرساء أسس رؤية شاملة لاندماج إقليمي مبتكر والتوصل إلى توافق حول القضايا المتعلقة بالصيد.
واشادت في هذا الاتجاه بانخراط المغرب ودعمه الراسخ لنجاح مهمة كومهافات.
من جانبه، ركز الرئيس الجديد لكومهافات وزير الموارد الحيوانية والبحرية بالكوت ديفوار كوبينان كواسي أدجوماني على التحديات التي على التعاون البحري بين الدول الإفريقية المطلة على الأطلسي مواجهتها، خاصة تنافسية القطاع البحري على المستويين الإقليمي والدولي، مشيرا إلى ضرورة إرساء إصلاحات في مجال تدبير قطاع الصيد البحري.
أما ممثل منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة (فاو) بالمغرب مايكل جورج هيغ فاشاد برغبة الدول الأعضاء في جعل المؤتمر فضاء للتبادل بهدف تحقيق الأهداف المرسومة له في مجال تشجيع الحفاظ على الموارد البحرية واستغلالها بشكل مستدام، وتطوير الإنتاج البحري وأدوات الإنتاج، فضلا عن تعزيز القدرات المهنية والتقنية للمهنة.
كما نوه السيد هيغ بالمغرب لتميزه في تحقيق الهدف الأول من أهداف الألفية من أجل التنمية والمتمثل في القضاء على الفقر والجوع سنتين قبل الموعد، معتبرا هذا الإنجاز ثمرة للنتائج الملموسة لتفعيل الاستراتيجيات القطاعية، بما فيها مخططي المغرب الأخضر وأليوتيس.
واعتبر في هذا السياق أن كومهافات بإمكانه الاستفادة من هذا الإنجاز الهام للمغرب لتقاسم خبراته مع الدول الأعضاء في المؤتمر في مجال تطوير الصيد البحري، في إطار التعاون جنوب-جنوب.
وعلى هامش اللقاء، تم انتخاب الأعضاء الجدد لمكتب المؤتمر من خلال الكوت ديفوار في الرئاسة، وموريتانيا كنائب للرئيس، وغينيا كنائب ثان للرئيس، والسنغال كنائب ثالث للرئيس، وغينيا بيساو كنائب رابع، في حين انتخبت غامبيا مقررا للمؤتمر.
ويضم مؤتمر كومهافات، الذي تأسس سنة 1989 بمبادرة من المغرب مع توصية من الدول المؤسسة، في عضويته 22 دولة مطلة على المحيط الأطلسي.
المحيط الفلاحي : و م ع