ورشة عمل في “كوب 29” تركز على تخزين الكربون في التربة كأداة فعالة للتخفيف من آثار التغير المناخي العالمي.
يعتبر الجناح المغربي بمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 29)، ملتقى رئيسيا لمناقشة التحديات والحلول المرتبطة بالتخفيف من آثار تغير المناخ، حيث يركز على دور المملكة في تطوير نماذج مستدامة تتكيف مع التحديات المناخية العالمية، فضلا عن مشاريع مبتكرة في مجالات أخرى، كالنجاعة الطاقية، والفلاحة المستدامة وترشيد الماء.
وفي هذا السياق، لعبت مجموعة OCP دورًا رياديًا في مؤتمر الأطراف “COP29″، ، عبر تنظيم جلسة حوارية متميزة سلطت الضوء على الإمكانيات الهائلة لتخزين الكربون في التربة كآلية فعالة لتعزيز الاستدامة الزراعية وتحسين سبل العيش.
شهدت الجلسة نقاشات مثمرة حول أهمية التربة ليس فقط كعنصر أساسي في إنتاج الغذاء، بل أيضًا كوسيلة طبيعية فعالة لامتصاص الكربون وتقليل الانبعاثات. تم التركيز على دور التربة في دعم الزراعة الكربونية، حيث تساهم الممارسات الزراعية المستدامة في تعزيز قدرتها على تخزين الكربون، مما يؤدي إلى تحقيق أنظمة غذائية متوازنة ومستدامة. كما تم استعراض أحدث التقنيات في عزل الكربون، مثل استخدام الأسمدة الحيوية، والزراعة الحافظة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مراقبة صحة التربة وإدارتها.
ناقش المشاركون التحديات المتعلقة بأسواق الكربون، مشددين على ضرورة تقديم حلول تعاونية تجمع بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية لدعم المبادرات الزراعية. كما تم استعراض استراتيجيات مبتكرة لتحفيز المزارعين على تبني الزراعة الكربونية من خلال توفير حوافز مالية وتقنية تجعلهم جزءًا أساسيًا من الحلول لمواجهة تغير المناخ.
الجلسة تميزت بمشاركة خبراء عالميين ومؤسسات بارزة مثل المجلس العالمي للأعمال من أجل التنمية المستدامة، ومنظمة Emerging ag inc.، وشركة BeZero Carbon، ومنظمة TechnoServe، وشركة KPMG، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة “إيكاردا”. قدم هؤلاء رؤى متميزة حول أهمية التنسيق بين الجهات المختلفة لتحقيق أهداف الاستدامة وتعزيز صحة التربة.
تميزت النقاشات بمداخلات قيّمة من شخصيات بارزة مثل إيمان أبو الفتح، التي ناقشت دور التكنولوجيا في تحسين إدارة التربة، وسارة حرار، التي تناولت الحلول البيئية لدعم صحة التربة، وروبين أندرسون وسيباستيان كروس، اللذين ركزا على سياسات تسويق الكربون، والباحث المتميز بالمعهد الوطني للبحث الزراعي “وإيكاردا” الدكتور رشيد مصدق ، وركز السيد مصدق في حديثه على تقديم حلول للمناطق التي تعاني من جفاف الأراضي، وهي مشكلة أكد الدكتور مصدق أنها تؤثر على أكثر من 40% من الأراضي في العالم و60% من أراضي إفريقيا. وقد استعرض السيد مصدق التجربة المغربية في مجال الزراعة الحافظة، التي يمكن تعميمها على الدول الإفريقية، حيث تعاني أراضيها بشكل خاص من آثار التغيرات المناخية. وأشار إلى أن الفلاحين في إفريقيا يمكنهم الاستفادة من هذه التجربة، لا سيما في ظل ظهور شركات تعمل على كريدي الكربون. ورغم التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية، فإن تبني هذا النظام الزراعي يمكن أن يقدم حلولاً فعالة للمزارعين، حيث يتيح لهم زيادة الإنتاج بأقل تكلفة، والتأقلم بشكل أفضل مع التغيرات المناخية، فضلاً عن فتح أبواب جديدة لتحقيق مداخيل من زراعة الكربون.
عكست الجلسة حرص مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط على قيادة الجهود العالمية لتعزيز الاستدامة الزراعية من خلال الابتكار والتعاون. يمثل عزل الكربون في التربة خطوة محورية نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس بشأن تغير المناخ وتعزيز مرونة النظم الزراعية.
و قدمت المجموعة الرائدة عالميا في الأسمدة جزيل الشكر لجميع المتحدثين والشركاء الذين ساهموا في نجاح هذه الجلسة، مؤكدة التزامها بدعم المزارعين والمجتمعات المحلية وتعزيز الجهود العالمية لتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية. وختامًا، تؤكد المجموعة ريادتها في تقديم حلول شاملة ومستدامة تضع التربة في صلب الجهود المناخية، مما يمهد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة وإنصافًا.
وللاشارة حافظ المغرب على حضوره ضمن طليعة البلدان التي تقود السباق نحو الحياد الكربوني على مستوى العالم بارتقائه إلى المركز الثامن في تصنيف مؤشر الأداء المناخي لسنة 2025، الذي تم تقديمه، يوم الأربعاء ضمن فعاليات الدورة الـ 29 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
#المحيط الفلاحي : عادل العربي