مجلة المحيط الفلاحي

قطاع زراعة الزيتون .. خمسة أسئلة إلى المدير الجهوي للفلاحة بمراكش آسفي

يتوقف المدير الجهوي للفلاحة بمراكش آسفي، السيد عبد العزيز بوسرارف، عند أداء قطاع زراعة الزيتون ومكانته بالجهة ومساهمته على الصعيد الوطني، وأبرز خصائص القطاع، والجهود المبذولة في إطار مخطط المغرب الأخضر لتطوير زراعة الزيتون، وكذا آفاق هذا النشاط الفلاحي ضمن استراتيجية “الجيل الأخضر”.

  1- ما هي أهمية قطاع زراعة الزيتون على صعيد جهة مراكش آسفي ؟

تتصدر زراعة الزيتون على مستوى جهة مراكش آسفي تعد نشاطا بارزا، على اعتبار أن زراعة أشجار الزيتون الزراعات المثمرة بالجهة.

وتتمظهر أهمية هذه الزراعة من خلال المكانة التي تحتلها الجهة على الصعيد الوطني، باحتلالها للمركز الثاني، بـ24 في المئة من الإنتاج و20 في المئة من مساحة مزروعات الزيتون الوطنية، إلى جانب تغطيتها لـ52 في المئة من الصادرات الوطنية من مصبرات الزيتون.

وتحتل جهة مراكش آسفي المكانة الأولى فيما يتعلق بصادرات زيت زيتون المائدة، مضيفا “أن زيت الزيتون بالجهة معروفة بجودتها بفضل 510 وحدة لمعالجة الزيتون و23 معملا للتعليب”.

وعلى الصعيد السوسيو – اقتصادي، يبلغ عدد مزارعي القطاع بالجهة حوالي 144 ألف فلاح، يعملون في استغلاليات صغيرة. ويدر القطاع حوالي 2,3 مليار درهم بقيمة مضافة عالية ويمكن من خلق 14 مليون يوم عمل سنويا.

  2- ما هي الخصائص الرئيسية التي تمتاز بها زراعة الزيتون على الصعيد الجهوي ؟

يحظى القطاع باهتمام بالغ، باعتباره قطاعا يتأقلم مع الطبيعة المناخية للجهة. وعلى الرغم من قلة التساقطات المطرية المسجلة خلال الموسم الفلاحي 2019-2020، فإن قطاع زراعة الزيتون، الذي يتسم بمقاومته للتغيرات المناخية وقلة التساقطات المطرية، تمكن من تحقيق إنتاج يقدر بـ283 ألف طن مقابل 223 ألف طن خلال الموسم الماضي، بارتفاع يقدر بـ27 في المئة.

ويعزى هذا الأداء إلى دخول المغروسات الفتية في الإنتاج، والأداء الهام المسجل على مستوى المساحات المسقية، لاسيما بالاستغلاليات التي تتوفر على مكملات للسقي انطلاقا من الفرشة المائية إلى جانب ظاهرة التناوب التي تميز شجر الزيتون، ما يمكن الجهة من التموقع ضمن أحسن الجهات في مجال الجودة.

  3- ما هي مساهمة “مخطط المغرب الأخضر” في تطوير هذا القطاع ؟

  لقد تم تطوير زيت الزيتون المستخرج طبيعيا بفضل مشاريع استثمارية خاصة، أي حوالي 32 مشروعا منجزا خلال مدة تنزيل المخطط، و34 مشروعا للفلاحة التضامنية، ما يتيح للفلاحين الصغار مشاريع مدرة للدخل.

وتوجد حوالي عشرة وحدات “حديثة” لتثمين واستخراج زيت الزيتون محدثة في إطار مخطط المغرب الأخضر، موضحا أن المبلغ الإجمالي للاستثمارات يصل إلى 2,5 مليار درهم، وهي الاستثمارات التي ستمكن من بروز استغلاليات حديثة تمس بشكل مباشر وإيجابي أداء القطاع على الصعيد الجهوي لاسيما في مجال الجودة.

وشرعت جهة مراكش آسفي شرعت في تصدير زيت الزيتون المستخرج طبيعيا نحو الخارج، أي 10 في المئة من الحجم الإجمالي للصادرات على الصعيد الوطني.

هذا الأداء تجسد أيضا، في توسيع مغروسات الزيتون على مساحة 71 ألف و300 هكتار لتصل إلى 245 ألف هكتار في سنة 2020، مقابل 173 ألف و650 هكتار في 2008، أي بارتفاع بنحو زائد 41 في المئة.

كما استفاد القطاع من استثمارات هامة في إطار برنامج المخطط الفلاحي الجهوي، بشكل يمكن الجهة من الاستفادة من 510 وحدة لمعالجة الزيتون و23 معملا للتعليب.

  4- ما هي التدابير المتخذة للحفاظ على أداء القطاع، لاسيما في ظل جائحة كوفيد-19 ؟

وبخصوص التدابير المتخذة في إطار الجهود الرامية إلى مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، شهد القطاع الفلاحي على صعيد جهة مراكش آسفي،اعتماد سلسلة من التدابير الهامة.

وفي هذا الصدد، تعبأت مجموع المصالح اللاممركزة لقطاع الفلاحية بالجهة، قصد التحسيس المستمر للفلاحين والاستغلاليات ووحدات التثمين، إزاء ضرورة التقيد الصارم بالبروتوكول الصحي المعمول به، إلى جانب صياغة وتوزيع دلائل لفائدة الفلاحين حول الوقاية من الفيروس.

وتركزت الجهود أيضا على تنظيم سلسلة من حملات التوعية والتواصل المباشر أو عن بعد مع الفلاحين والفاعلين والمهنيين الفلاحيين، لإطلاعهم على السلوكيات الحاجزية التي يجب مراعاتها بدقة من أجل وقف  انتشار الوباء.

وانطلق موسم جني الزيتون في أكتوبر الماضي، ويمر استخراج زيت الزيتون وإنتاج الزيتون المعلب والنشاط الفلاحي بشكل عام، في ظل ظروف ممتازة.

  5- ماذا عن مستقبل القطاع خاصة في ظل الاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر” ؟

أنا على يقين بأن مستقبل زراعة الزيتون سيكون “واعدا”، علما أن شجر الزيتون يتصدر الزراعات المثمرة بالجهة، والذي يظهر درجة عالية من التكيف مع تغير المناخ، والتأقلم مع قلة الأمطار وتوافر المياه.

ويحظى قطاع الزيتون باهتمام خاص في إطار الاستراتيجية الفلاحية الجديدة “الجيل الأخضر” الجاري تنفيذها على المستوى الجهوي، ثم إن المصالح اللاممركزة لقطاع الفلاحة بجهة مراكش – آسفي تسهر على ترجمة هذه الاستراتيجية إلى خطة فلاحية جهوية.

وهكذا، سيتم إيلاء اهتمام خاص لمبادرات مركزة، تقوم على توجيه توسيع المساحات على مستوى المناطق التي تتميز بكميات كافية من الأمطار، إلى مستوى المساحات التي تحتوي على مياه الري من أجل استدامة هذا القطاع، وتحسين إنتاجيته وأدائه وقدرته التنافسية.

وسيستفيد القطاع من اهتمام خاص في إطار الاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر”، لاسيما في مجال تأهيل وحدات الإنتاج وتحسين الجودة والرفع من حجم الصادرات.

المحيط الفلاحي:و.م.ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.