مجلة المحيط الفلاحي

قطاع الدواجن.. نموذج الشراكة الناجحة بين وزارة الفلاحة والمهنيين..

في ظل الجهود المستمرة لتعزيز الأمن الغذائي بالمغرب، يبرز قطاع الدواجن كأحد القطاعات الحيوية التي تشكل عمادًا أساسيًا في منظومة الإنتاج الفلاحي الوطني. وقد أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بإشراف السيد أحمد البواري، التزامها الراسخ بدعم هذا القطاع الحيوي، في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز السيادة الغذائية وتحقيق استدامة الإنتاج.

لقاء وزير الفلاحة  الأخير مع وفد الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن شكل لحظة فارقة لتجديد الثقة في الشراكة بين الوزارة والمهنيين. كان هذا اللقاء فرصة لتقييم الإنجازات وتدارس التحديات، حيث أثبتت الأرقام والإحصائيات لعام 2024 مدى الدينامية التي يشهدها القطاع، بفضل الاستثمارات المتزايدة والإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الوزارة لدعم الإنتاج وتحسين جودة المنتجات.

لقد استطاعت الوزارة عبر سياساتها الحكيمة، أن تُحدث نقلة نوعية في قطاع الدواجن، بدءًا من إعفاء واردات الكتاكيت من الرسوم الجمركية، إلى تصنيف القطاع ضمن القطاع الفلاحي، مما ساهم في منح المهنيين امتيازات ضريبية وتحفيزهم على الاستثمار والإبداع. هذه التدابير ليست فقط إجراءات تقنية، بل تعكس رؤية بعيدة المدى تسعى إلى تمكين المغرب من الاعتماد على نفسه في تأمين حاجياته الغذائية.

غير أن الإنجازات المحققة لم تحجب التحديات التي لا يزال القطاع يواجهها، مثل ارتفاع الأسعار، وتأثير الوسطاء، والتبعية للخارج في بعض حلقات سلسلة الإنتاج. وهنا، برزت مقترحات عملية، كإحداث ضيعات لتربية أجداد دواجن التوالد، وتأهيل البنيات التحتية التقليدية، ما يعكس وعي المهنيين بدورهم كشركاء حقيقيين في تطوير القطاع.

إن التزام وزارة الفلاحة بدعم قطاع الدواجن يعكس فلسفة حكومية شمولية، ترى في الفلاحة محورًا أساسيًا لتحقيق التنمية الشاملة. ومع استمرار هذا الدعم، ومواكبة المهنيين للتطورات التكنولوجية، تبدو الآفاق واعدة لترسيخ مكانة قطاع الدواجن كواحد من أعمدة الأمن الغذائي الوطني.

ختامًا، يُعد قطاع الدواجن نموذجًا يُحتذى به في التنسيق بين القطاعين العام والخاص، حيث تُثمر الجهود المشتركة عن نتائج ملموسة تخدم الفلاح والمستهلك على حد سواء. ومع استمرار العمل تحت مظلة استراتيجية “الجيل الأخضر”، يُمكن القول بثقة إن مستقبل هذا القطاع واعد، وإن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق سيادة غذائية حقيقية تعزز مكانته إقليميًا ودوليًا.

#عادل العربي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.