مجلة المحيط الفلاحي

قرية تغانيمين الباز.. مبادرات بيئية للحفاظ على شجرة أركان

عمر عاشي أكادير:الحفاظ على شجرة الأركان، التي تصنف في عداد التراث الإنساني يمر أيضا، عبر سلوكات بيئية بسيطة يتقاسم الجميع مسؤوليتها، وهو شعار مجموعة من الفاعلين المحليين بجماعة دراركا (ضواحي أكادير)، الذين أنشأوا مؤخرا ‘البيت الأخضر’ من أجل جمع وإعادة تدوير النفايات، باعتبارها أحد المخاطر المحذقة بهذه الشجرة النادرة التي تنفرد بها هذه المنطقة من الجنوب المغربي.

وقال رشيد بنسعيد عن جمعية (نايت ماتن)، أحد الشركاء في هذه المبادرة التي تسعى إلى تثمين والحفاظ على هذه الثروة وعلى تنوعها البيئي ، إن ” المحمية البيئية لشجر الأركان، المعترف بها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) تشغل مساحة واسعة من جهة سوسماسة- درعة، غير أن هذه الثروة تعاني، للأسف، من التدهور“.
وتسعى قرية تغانيمين الباز التي توجد على بعد خمس كلمترات من مدينة أكادير، ومن خلال وسائل محدودة ولكن بإرادة قوية، لإعطاء المثال في مجال تحسيس الساكنة من البالغين والأطفال، بالإجراءات البيئية لدفعهم للمساهمة، كل حسب إمكانياته ، للحد من التلوث واجتثات الغابة والاستغلال المفرط لأشجار أركان.
وأوضح السيد حسن أبوطيب، صاحب فضاء إيكولوجي بالدراركا، وأحد الشركاء في الأيام الأولى للبيئة بتغانيمين الباز، أن 2011 تشكل سنة دولية للغابات “وهي فرصة مواتية لإعطاء المثال من خلال مبادرة محلية“.
وأضاف أن العديد من الجمعيات المحلية والمجلس المنتخب لجماعة الدراركا، والتعاونية النسوية للقرية وفاعلون خواص، أبانوا عن تعبئة من أجل الدفع بهذه المبادرة البيئية بطريقة “تظهر التزام الجميع، من سكان المدن أو القرى، بأخذ زمام الأمور بأيديهم والمساعدة على الحفاظ على هذا التراث الغابوي“.
++
الغابة ليست مطرحا للنفايات ++
وأشار السيد بنسعيد إلى أن الجماعة القروية للدراركا انخرطت في هذا المشروع من خلال تقديم إمكانياتها البشرية واللوجستيكية “ليس فقط لتنظيف القرية ولكن أيضا لتأهيل الطريق التي تربط الجماعة بمدينة أكادير“.
وفي هذا الصدد، أعرب عن سعادته قائلا إن “أسبوعا مكثفا من العمل والتعبئة الجماعية والتحسيس على كافة المستويات، مكن من جمع أربع شاحنات من النفايات”، موضحا بأن شركة متخصصة في إعادة التدوير قدمت خبرتها إلى “البيت الأخضر” المتواجد بالقرية.
وعلى طول الطريق المؤدية إلى القرية، عكفت جمعية أخرى محلية على وضع علامات تمنع إيداع النفايات وذلك من أجل ردع المخالفين المحتملين.
وعبرت هذه الجمعية وكذا منتخبون محليون، عن “أسفهم لكون بعض شركات البناء لا زالت تنظر إلى غابة أشجارة أركان، بضواحي أكادير، كمطرح كبير ومفتوح للنفايات“.
وشددوا على أنه “حان الوقت لإيقاف ذلك”، مشيدين بالمقابل ب`”اليقظة المستمرة” للدرك الملكي ودعم السكان الذين يتصدون لمثل هاته التصرفات.

وشارك في هذه المبادرة الإيكولوجية رئيس مجلس جهة سوس-ماسة-درعة السيد إبراهيمي حفيظي وذلك كتعبير منه عن دعمه للمبادرة المحلية للتربية والتحسيس، والتذكير بأن التنمية المستدامة لا يمكن أن تتحقق بدون الحفاظ على البيئة وخاصة بالنسبة لشجرة أركان المعمرة.
وفي دجنبر 1998، تم إعلان شجرة أركان من قبل منظمة اليونسكو كأول محمية بالمغرب تمتد على مساحة تقدر بحوالي 5ر2 مليون هكتار وتغطي أقاليم وعمالات أكادير إداوتنان وإنزكان وآيت ملول واشتوكة آيت باها وتارودانت وتزنيت والصويرة. ويتميز هذا النظام البيئي بغناه الهائل وتنوعه الطبيعي والثقافي.
وإضافة إلى افتتاح “البيت الأخضر”، فقد تم خلال التظاهرة البيئية بقرية تغانيمين الباز إطلاق مبادرات أخرى للتحسيس لفائدة تلاميذ القرية والثانوية الفرنسية بأكادير الذين قاموا بعملية لغرس الأشجار بالمدرسة والعناية بها.
كما تضمن البرنامج عملية تبرز كيفية استخراج زيت أركان من قبل التعاونية النسوية بالقرية، وإقامة معرض للصور الفوتوغرافية حول الطبيعة والتنوع البيئي، فضلا عن نزهة لاكتشاف الحيوانات والنباتات الموجودة بغابة شجرة أركان تم تنشيطها من قبل أساتذة كلية العلوم بأكادير.
وحسب مختلف الشركاء الساهرين على هذه المبادرة، فإنه بالإضافة إلى التحسيس بالغنى الإيكولوجي والثقافي لشجرة أركان، فإن الرهان يتمثل في التذكير بأن حماية البيئة تبقى مسؤولية الجميع.

المحيط الفلاحي : وكالة المغرب العربي للأنباء

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.