مجلة المحيط الفلاحي

في حوار صحفي مع “المحيط الفلاحي” من مقر الفاو بروما ..الدكتور مصدق يسلط الضوء على المجهودات المبذولة في مجال تدبير خصوبة التربة…

في مداخلة له  عبر تقنية الفيديو خلال افتتاح الدورة الثانية عشرة للجمعية العامة للشراكة العالمية من أجل التربة في روما، استعرض وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد محمد صديقي، جهود المملكة المغربية  في تخصيب التربة والتسميد، معتمداً على بيانات دقيقة وخرائط خصوبة التربة.


التزام المغرب بمواجهة تدهور التربة…
كما أكد المسؤول الحكومي على التزام المغرب بمواجهة تدهور التربة وتغير المناخ ودعم الجهود العالمية لتحقيق تدبير مستدام للتربة. وأعرب عن دعمه للجمعية منذ إنشائها في 2012 وأهمية صحة التربة للأمن الغذائي والتنمية المستدامة. وشدد على جهود منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.

ومن هذا المنطلق أجرت مجلة “المحيط الفلاحي” حوار صحفي  من مقر “الفاو” بروما مع الدكتور رشيد مصدق الباحث بالمعهد الوطني للبحث الزراعي وايكاردا ، الرئيس المنتخب للشراكة العالمية للتربة في منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط على هامش إنعقاد الدورة الثانية عشرة للجمعية العامة للشراكة العالمية من أجل التربة، المنعقدة من 3 إلى 5 يونيو الجاري ،  سلط  الضوء من خلاله  على المجهودات المبذولة في مجال تدبير خصوبة التربة…

وتطرق السيد مصدق  للتعاون الكبير حاليًا مع مجموعة من المؤسسات للبحث في  إشكالية التربة  بالمناطق الجافة وشبه الجافة، وذلك بالتعاون مع المعهد الوطني للبحث الزراعي، وايكاردا، ومجموعة من الشركاء العموميين والخواص. بشكل خاص، وقال بهذا الخصوص “نعمل مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط “OCP” ومجموعة من الشركاء  لنُوصل صوت التربة للعالم، مؤكدين أن التربة بحاجة إلى اهتمام كبير.”

توحيد جهود مختبرات التربة…

كما أوضح الخبير الزراعي الدولي أنه من “أبرز الإنجازات التي حققناها هو التعاون الوثيق مع مختبرات التربة، حيث سعينا لتوحيد الطرق الخاصة بقياس خصائص التربة وإنشاء شبكة من المختبرات لعقد لقاءات عمل واجتماعات علمية بانتظام. الحمد لله، نجحنا في جمع أكثر من 100 مختبر يعقدون لقاءات علمية بهدف توحيد الجهود للحفاظ على التربة.” يضيف الدكتور مصدق .

نظام المعلومات الجغرافية للتربة…

وابرز ” نعمل على تطوير نظام معلومات جغرافي شامل للتربة، وهو مشروع طموح يخدم المغرب والمنطقة ككل. يهدف هذا النظام إلى جمع وتحليل البيانات الجغرافية المتعلقة بالتربة، مما يمكننا من اتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية لحماية التربة وتحسين إنتاجيتها،مع استخراج خرائط خصوبة التربة وخرائط ملوحة التربة والاستعمال المعقلن لتركبة الأسمدة الخاصة بكل منطقة …”

التشريعات القانونية لحماية التربة…

إحدى النقاط الأساسية التي ركز عليها الدكتور رشيد هي “ضرورة وجود تشريعات قانونية لحماية التربة. وقال بهذا الخصوص في حواره مع مجلة “المحيط الفلاحي” “نحن في المغرب نعمل على إعداد قانون سيكون الأول من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط. بدون هذا القانون، سيكون من الصعب تحقيق النجاح في جهودنا للحفاظ على التربة. من المشجع أن نرى بعض الدول الإفريقية الأخرى تعمل على إعداد قوانين مشابهة…”

مشاركة الفلاحين في الجهود…

اما بخصوص سؤال لمجلة “المحيط الفلاحي” عن مشاركة الفلاحين، قال الدكتور مصدق “لم نغفل عن أهمية إشراك الفلاحين في هذه الجهود. نعمل على نقل المعرفة والتقنيات الحديثة إليهم لتمكينهم من استخدام طرق زراعية أكثر إنتاجية واستدامة. هذا التعاون بين العلماء والفلاحين يعتبر ركيزة أساسية لضمان نجاح أي استراتيجية لحماية التربة…”

تحقيق هدف الحفاظ على التربة…

في الختام، أكد الخبير الزراعي الدولي الدكتور مصدق “للمحيط الفلاحي” ان العمل الذي يقومون به في مجال حماية التربة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط هو عمل كبير ومشترك بين العديد من الأطراف. وقال بهذا الخصوص “نسعى جميعًا لتحقيق هدف واحد وهو الحفاظ على التربة وضمان استدامتها للأجيال القادمة. النجاحات التي حققناها حتى الآن مشجعة، ولكن الطريق لا يزال طويلًا ويتطلب تعاونًا مستمرًا بين الحكومات والمؤسسات البحثية والمؤسسات التي تشتغل على التربة ك”OCP”..والمزارعين لضمان مستقبل أفضل لتربة المنطقة…”

وتوفر الجمعية العامة للشراكة العالمية من أجل التربة منصة للأطراف الرئيسية المشاركة، لمناقشة المبادرات الاستراتيجية وتقاسم الممارسات الفضلى لتحسين الأمن الغذائي وصحة التربة والممارسات الفلاحية المستدامة.

وتمثل الجمعية العامة للشراكة العالمية من أجل التربة الاجتماع السنوي الرئيسي لأعضاء مجموعة الخبراء التقنيين الحكومي حول التربة، والأمانة التنفيذية لهذه الشراكة، وممثلي مختلف الشركاء، وكذا أعضاء منظمة الأغذية والزراعة ووزراء الفلاحة من عدة دول .

وتتمثل مهمتها في تدارس وتحديد أولويات عمل الشراكة العالمية من أجل التربة، مع تسهيل عملية اتخاذ قرارات إقليمية متوازنة.

#المحيط الفلاحي: عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.