فلاحو دكالة يشتكون غياب البذور
محسوبية في توزيع الحبوب ومضاربة في الأسعار وقلة نقط البيع
أكد العديد من مستشاري الغرفة الفلاحية، خلال انعقاد دورة أكتوبر العادية، يوم الخميس الماضي، أن كمية الحبوب الموجهة لعملية الزرع غير متوفرة بالشكل الكافي. وقال سعيد بلكزار، مستشار بالغرفة ذاتها، إن منطقة أولاد افرج، تضم ثمان جماعات لا تتوفر إلا على ثلاث نقط للبيع والتسويق، واحدة من هذه النقط هي التي تشتغل بشكل مستمر. وأضاف المصدر ذاته، أن الفلاحين يجدون صعوبة كبيرة في اقتناء البذور الممتازة المخصصة للزرع، مشيرا إلى أن عمليات التلاعب تحدث بين الفينة والأخرى في عملية التوزيع بالزيادة في السعر من جهة ومنج بعض المحظوظين كميات كبيرة من البذور وحرمان آخرين من جهة ثانية.
وانتقد العديد من الفلاحين الأعضاء بالغرفة الفلاحية لجهة دكالة، غياب المراقبة والتتبع، محملين الشركة المكلفة بتوزيع الحبوب كامل المسؤولية. واعترف رئيس الغرفة ذاتها، بان كل الانتقادات التي أبداها الفلاحون الأعضاء صحيحة، وذهب أحد الأعضاء بعيدا وطالب بتقديم استقالة جماعية لإبراء ذمتهم أمام منتخبيهم.
وانتقد الفلاحون سياسة تسويق الحبوب مشيرين إلى أن الموسم الفلاحي الماضي، كبدهم خسارة مالية فادحة، إذ تضررت الحبوب جراء التأثير السلبي للأمطار الأخيرة التي تهاطلت شهري أبريل وماي الماضيين، وأصابت السنابل بضرر كبير أدت إلى إنباتها في الحقل وأثرت على الوزن النوعي. وقال الفلاحون إن الحبوب الممتازة (G4) غير متوفرة والتي تتفرع عنها عينات أخرى منها (R1) و(R2) ، إضافة إلى الحبوب الصالحة للزرع.
وانتقدوا عملية المضاربة التي لم تنصفهم وقت الحصاد، إذ باعوا منتوجهم من الحبوب بأسعار تتراوح بين 140 و150 درهما للقنطار، ليضطروا لشراء البذور بأسعار ما بين 400 و450 درهما للقنطار.
من جهته، أكد عبد الجليل لفجالي، رئيس المركز الجهوي لسوناكوس بالزمامرة، أن المنتوج السنوي خلال الموسم الفلاحي الماضي، فاق كل التوقعات، وأن مساحة 4500 هكتار المخصصة للبذور، أنتجت 125 ألفا و129 قنطارا، يمثل القمح الطري فيها 113 ألف قنطار، والقمح الصلب 10 آلاف و 500 قنطار، والباقي موجه (للتريكيتال) أي العلفيات، مشيرا إلى أن المعدل السنوي لخمس سنوات الماضية لم يتعد 46 ألف قنطار.
ويشمل برنامج التسويق لموسم 2011/2012، كمية مهمة تتراوح ما بين 145 و150 ألف قنطار، في الوقت الذي لم تتجاوز هذه الكمية، خلال السنوات الخمس الماضية، 103 آلاف قنطار.
واضطرت الوزارة الوصية أمام حجم الضرر الحاصل في المنتوج الفلاحي من الحبوب الموجهة للزرع، خلال الموسم الماضي، إلى مراجعة معايير ومقاييس القبول من 79 إلى 78 بالنسبة إلى البذور المعتمدة في الإنتاج الأول والثاني وإلى 75 بالنسبة إلى البذور الصالحة للزرع.
وأكد رئيس المركز الجهوي لسوناكوس بالزمامرة، أن الخسارة لم تكن كبيرة بدكالة مقارنة مع سهل الغرب والسايس، مشيرا إلى أن الشركة كانت تنتظر الحصول على 120 ألف قنطار فقط. وقال، إن سعر شراء الحبوب بمختلف الأصناف كانت مشجعة للفلاحين، وصل سعر القنطار من القمح اللين بالنسبة إلى الإنتاج الأول إلى 400 درهم و385 درهم إلى الإنتاج الثاني و370 إلى الإنتاج الثالث، وتراوح سعر الإنتاج الأول من القمح الصلب ما بين 457 و 442 بالنسبة إلى الإنتاج الثاني و427 في ما يتعلق بالإنتاج الثالث.
أما سعر البيع المدعم من طرف الدولة ب170 درهم للقنطار الواحد من القمح اللين و180 للقمح الصلب و160 للشعير، فقد حدد في 340 درهما للقنطار الواحد من القمح اللين بالنسبة إلى الإنتاج الأول وما بين325 و310 بخصوص الإنتاج الثاني والثالث. وحددت الوزارة سعر الإنتاج الأول من القمح الصلب في 385 درهما و370 و355 بالنسبة إلى الإنتاج الثاني والثالث.
ولضمان منتوج جيد ونجاح برنامج التكثير، خصصت الشركة 4600 هكتار وأعطت الأولوية للضيعات المسقية والفلاحين المهتمين بإنتاج الأصناف المطلوبة ومنها نوع راضية وسلامة. وقال عبد الجليل لفجالي، إن الشركة خصصت لهذه الضيعات 2800 هكتار أي ما يمثل نسبة 60 في المائة من المساحة الإجمالية.
من جهة ثانية، اشتكى الفلاحون من تردي جودة الأسمدة، التي تتعرض للمزج بمواد أخرى مما تؤثر على فعاليتها. وأكد المسؤول عن شركة سوناكوس، أن هذه الأخيرة، لجأت إلى توفير نوعية جديدة من الأسمدة قدرت في 110 قناطير، تحمل الرقم 16/11/20 تتوفر على جودة وفعالية تتلاءم وتربة منطقة دكالة بسعر مناسب لا يتعدى 371 درهما للقنطار موزعة على أسمدة العمق وأسمدة التغطية.