عرض وفير وإقبال مكثف على الأسماك بسوق ميناء طانطان
تعتبر الأسماك بمختلف أصنافها، بالنسبة لغالبية الأسر بمدينة طانطان وفي مناطق مختلفة من المغرب، وجبة أساسية لا غنى عنها في موائد الإفطار خلال شهر رمضان الأبرك بالنظر لقيمتها الغذائية، حيث تفضل أغلب الشرائح الاجتماعية تناول الأسماك معدة في أطباق مختلفة تزين المائدة مع كل فطور.
وتعرف أسواق السمك بإقليم طانطان، على غرار باقي أقاليم جهة كلميم وادنون، إقبالا مكثفا خلال الشهر الفضيل الذي يزداد فيه الطلب على مختلف أنواع الأسماك، ويعتبر بالنسبة لبائعي السمك فرصة ثمينة لبيع ما تم اصطياده بسواحل الإقليم.
ويعد سوق السمك (Halle Tantan) بميناء طانطان نموذج حي على الإقبال الكبير على الأسماك خلال شهر رمضان، ويبدو ذلك جليا من خلال توافد عدد هائل من الباعة بالجملة وأيضا باعة بالتقسيط حيث يستفيد كل منهما من الكميات المراد اقتناؤها من المنتجات السمكية.
ويتوافد هؤلاء الباعة على هذا السوق من طانطان ونواحيها وخاصة مدينة كلميم، من أجل اقتناء كميات وفيرة من المنتجات السمكية من مختلف الأنواع تلائم جميع الأذواق، وإعادة بيعها للزبناء بالأسواق المحلية.
ويعد سوق الجملة بالميناء المتواجد بالوطية (حوالي 25 كلم عن طانطان) أحد أهم أسواق بيع السمك على الصعيد الوطني حيث تسوق الكميات المفرغة داخل هذا الفضاء كما يتم توجيهها إلى السوق الجهوية والوطنية.
ومنذ الساعات الأولى من صباح كل يوم، باستثناء يومي الخميس والأحد، يتحول سوق السمك، وبشكل منظم، إلى ما يشبه خلايا نحل لعرض جميع أصناف الأسماك التي تفرغها مراكب الصيد، مثل الغبار (ميرلان)، والدوراد (Dorade)، وموسى (الصول)، والشرغو (Sar)، والحبار (Seiche )، والأخطبوط (poulpe، و (Saint-pierre، وسلطان إبراهيم (Rouget)، وسمك القرب (الكوربينة)، وهي أنواع تعرف إقبالا من طرف ساكنة طانطان ونواحيها.
وعاين طاقم قناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، حجم الكميات المفرغة من الأسماك بكل أصنافها بسوق السمك بالجملة مما يبرز ثراء المنتوجات البحرية الوطنية، بالإضافة إلى معاينة عملية بيع الأسماك بالجملة عن طريق المزاد العلني أو ما يعرف لدى التجار ب “الدلالة”.
وأكد رئيس المصلحة التجارية بسوق السمك بميناء طانطان، إسماعيل بوشامة، في تصريح لقناة (M24)، أن سوق السمك يعرف رواجا استثنائيا خلال شهر رمضان الأبرك من خلال توفير مختلف أنواع الأسماك بكميات كبيرة تلبي جاجيات السوق الوطنية والجهوية، مضيفا أن أسعار منتجات الأسماك شهدت ارتفاعا نسبيا مع بداية شهر رمضان لكثرة الطلب عليها كوجبة ضرورية في مائدة الإفطار، لكن سرعان ما عادت الأثمنة إلى قيمتها الطبيعية نظرا للعرض الوفير الذي يلبي حاجيات المواطنين.
وأشار بوشامة، من جهة أخرى، إلى أن عدد مراكب صيد الأسماك التي يتم تسويقها يوميا بهذا السوق، يترواح ما بين 15 و20 مركبا حسب عدد الصناديق التي يجلبها كل مركب صيد، مؤكدا، في هذا السياق، أن سوق السمك (Halle Tantan) حقق رقم مبيعات بلغ أكثر من 270 مليون درهم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2023 (يناير- مارس) أي بزيادة 27 بالمائة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي .
من جهته، قال مراد الخطيب، تاجر سمك بالجملة بالسوق، إن منتجات الأسماك متوفرة بكميات كبيرة وبأنواع مختلفة خاصة وأن شهر رمضان يكثر فيه الطلب على الأسماك لكونها تعتبر مادة أساسية في مائدة الإفطار، الشيء الذي ساهم في رفع أثمتنها مع بداية رمضان ليس فقط في مدينة طانطان وإنما بجميع أقاليم المملكة، ورغم ذلك، يضيف هذا البائع، فإن سعر المنتجات السمكية يبقى في متناول المواطنين.
من جانبه، أكد الحسين بيجا، كاتب عام جمعية مهنيي الصيد التقليدي بميناء طانطان، أن سوق السمك بالميناء يشهد رواجا وحركية مهمة لاسيما في شهر رمضان، كما أن تداول الصيد التقليدي على مستوى هذا السوق يتم في ظروف جيدة.
وأشار إلى أن هناك إقبالا كبيرا من طرف تجار السمك بالجملة على اقتناء كميات من المنتجات السمكية بمختلف أنواعها رغم ما تعرفه من ارتفاع نظرا لكثرة الطلب على السمك وأيضا لارتفاع ثمن المحروقات.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار أنواع الأسماك في شهر رمضان الفضيل، يبقى الطلب على السمك متزايدا باعتباره وجبة مفضلة لاسيما بالنظر لقيمتها الغذائية.
ويحتل ميناء طانطان المرتبة الثالثة على المستوى الوطني بعد الداخلة والعيون، من حيث الكميات المفرغة من الأسماك.
ويبلغ أسطول الصيد الساحلي والتقليدي النشيط بالميناء 463 وحدة برسم 2023، ويتعلق الأمر بـ 243 قاربا للصيد التقليدي، و141 مركبا للصيد الساحلي، و 29 مركبا للصيد بالخيط، و50 للصيد بالجر (صنف السردين).
المحيط الفلاحي: و.م.ع