زيارة السيد بيدرو سانشيز إلى المغرب تكتسي أهمية بالغة على الصعيدين السياسي والاستراتيجي
أكد المحلل السياسي الشرقاوي الروداني أن الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى المغرب أمس الأربعاء،”تكتسي أهمية بالغة سواء على المستوى السياسي أو الاستراتيجي”.
وأبرز الخبير في الشؤون الجيو-سياسية والأمنية ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ،أن هذه الزيارة تشهد على “الالتزام السياسي ، والاقتصادي والدبلوماسي المتبادل” بين المغرب وإسبانيا من أجل “تعزيز العلاقات الثنائية وفق رؤية استراتيجية “.
وأوضح أن هذه الزيارة، التي تأتي بعد مرور سنة على انعقاد اللقاء الثنائي رفيع المستوى بالرباط، والذي تميز بالتوقيع على 19 اتفاقية همت مختلف المجالات مثل الأمن والاقتصاد والصحة والتعليم، “تأتي في سياق تميز بتعبئة مكثفة للبلدين لتعزيز علاقاتهما الاستثنائية”، وهي ديناميكية “تغذيها الرؤية الشمولية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لبناء علاقات متوسطية على أسس متينة ودائمة ومنصفة”.
و اعتبر السيد الشرقاوي الروداني أن هذه الديناميكية، المشبعة بـ “الحتمية الاستراتيجية”، تفتح الطريق أمام فرص جديدة للتعاون، على غرار التنظيم المشترك مع البرتغال لكأس العالم في كرة القدم سنة 2030، الذي يرمز إلى الوحدة والتعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن الوضع الجيو- سياسي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط يشهد تغيرات عميقة ،تتطلب “تعاونا مستداما وشاملا”.
ويرى الخبير أنه في مواجهة التحديات الجيوستراتيجية التي تواجهها منطقة الساحل، فإن المغرب التزم، من خلال رؤية أطلسية، بالمساهمة في تنمية إفريقيا، “التي تكتسي أهمية دولية، خاصة بالنسبة للبلدان الأوروبية المتأثرة بالتطورات في غرب إفريقيا والساحل”.
وفي هذا السياق، اعتبر الشرقاوي الروداني أن تعزيز العلاقات بين المغرب وإسبانيا أمر حاسم للاستجابة للتحديات الجيوسياسية المتوسطية والإفريقية، انطلاقا من الاقتناع بأن هذا التعاون متعدد الأبعاد قادر على المساهمة في تعزيز السلام والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط في ظل عالم متغير.
ومن هذا المنطلق، شدد المحلل السياسي على أن “محور الرباط – مدريد سيلعب دورا استراتيجيا أساسيا في التقارب بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويمكن أن يكون بمثابة نموذج مبتكر للتقارب بين الجنوب والشمال”.
واعتبر أن تفرد هذا النموذج يتجلى بشكل ملموس على المستوى الأمني لا سيما مكافحة الإرهاب والاتجار غير المشروع والهجرة غير النظامية.
وذكر في هذا الصدد، بزيارة العمل الأخيرة للمغرب التي قام بها المفوض العام للاستعلامات بالمملكة الإسبانية، أوخينيو بيرييرو بلانكو، على رأس وفد أمني هام، والتي تشهد على “الأهمية القصوى والمستوى المتقدم للتعاون الثنائي بين الأجهزة الامنية المغربية ونظيراتها الاسبانية “.
وأضاف أن هذه العلاقات الأمنية ترتكز على عمق الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين، والمدعوة إلى ترسيخ المكتسبات والتطور لمواجهة التحديات الناشئة.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، قد استقبل أمس، بالقصر الملكي بالرباط، رئيس حكومة المملكة الاسبانية، فخامة السيد بيدرو سانشيز، الذي قام بزيارة عمل للمغرب.
وتندرج زيارة رئيس الحكومة الإسبانية في إطار استمرارية الدينامية التي أطلقتها المرحلة الجديدة للعلاقات الثنائية، والتي تم تدشينها منذ اللقاء بين جلالة الملك ورئيس الحكومة الإسبانية في أبريل 2022، والذي توج باعتماد البيان المشترك بين البلدين.