مجلة المحيط الفلاحي

رياض يكتب …دور الاتصال داخل التعاونيات في تحفيز وتنمية المورد البشري…

يقصد بالتواصل أو الاتصال الداخلي، توزيع و نقل المعلومات داخل المنظمة التي من خلالها يحقق أعضاء المنظمة الٱلية اللازمة لتحفيز المنخرطين تجاه تحقيق الأهداف الرئيسية و لضمان الاستمرارية  وتحريك عجلة النمو.
يعتبر الاتصال داخل التعاونيات من بين أهم العمليات التي يجب اتخادها لضمان فاعلية في التوجيه و التأطير و كذلك في تدبير شؤون التعاونية و تحفيز المورد البشري، كما يساهم الاتصال الداخلي فــي تحســین جودة تســییر مختلـف الأنشــطة و المهــام و نسج استراتيجية مشتركة للعمل الجماعي، حیـث یعتبـر الإتصـال بمثابـة ٱلية هادفة لنقـل المعلومات مـن طـرف إلـى آخـر داخـل التعاونية، من اجل إيجاد سبل التفاهم و التعاون المشترك بین الاعضاء المنخرطين، كمـــا أن الاتصــال الـــداخلي هــو عملیـــة تبـــادل الأفكـــار و الآراء و المعلومات من أجل إیجاد فهم مشترك وثقة متبادلة بین المنخرطين.
يتجلى مفهوم الإتصـال الـداخلي بـین مختلـف أعضاء التعاونية في فهم و استيعاب المسؤولية المشتركة و توزيع المهام بحسب التخصصات على كافة المنخرطين الشيء الدي ينعكس ايجابيا على المحيط الخارجي في علاقتهم مع المؤسسات و الشركاء و الزبناء إلخ…
من بين الأسباب الرئيسية لفشل التعاونيات هو انعدام التواصل الداخلي بين الاعضاء و الانفراد بالٱراء و القرارات، بل و أصبحت هناك ظاهرة في تأسيس التعاونيات الغير مبنية على أسس و أهداف مشتركة حيث أصبح الغرض الرئيسي من تأسيس التعاونية هو خلق إطار قانوني للتعامل بشكل مؤسساتي مع المنظمات الحكومية و الغير حكومية لغرض طلب الدعم بحيث أن في غالب الأحيان يتم اختيار اعضاء فقط لتوفير النصاب القانوني للتأسيس (أي 5 أعضاء) و يتم تعيين مسير للتعاونية و الاعتماد عليه في تسيير جميع شؤون التعاونية بما فيها الامور التقنية و الإدارية و العلاقات مع المحيط الخارجي، فيما يظل باقي الاعضاء خارج دائرة الحوار و التشاور، و يتعذر كذلك عن بعض التعاونيات تحقيق الاندماج الداخلي بين الاعضاء لأسباب خارجة عن السيطرة و من بينها معوقات متعلقة بالاشخاص المنخرطين أو عدم احترام الهيكل التنظيمي بحيث نجد أن رئيس التعاونية هو من يمضي و يختم و يقرر بل و يحرر محاضر الجمعيات العامة…
إن التعاونية هي قبل كل شيء مجموعة من اعضاء یمارسون نشاطات مختلفة، یجسدون من خلالها الهدف الذي أُنشئت لأجله تلك المنظمة فهي لیست بمعزل عن البیئة المتواجدة فیها (من بیئة اجتماعية، بیئة قانونیة و بيئة اقتصادية منافسة،…) و التي تعرف دینامیكیة و تغیرات لامتناهیة وسریعة، فكل هذه العوامل داخلیة كانت أم خارجیة لها تأثیر سلبي أو إیجابي على أداء التعاونيات.
لذلك يجب الحرص في بداية التأسيس على اختيار العنصر البشري المناسب لخوض غمار المقاولة و العمل الجماعي و تقسيم المهام بحسب تخصصات كل عضو كما يجب تحديد مسار التعاونية على المدى المتوسط و البعيد و الاعتماد على الاتصال الداخلي المستمر لتحفيز الاعضاء و تبادل المعلومات.لأن ثقافة التعاونية باعتبارها ايضا مقاولة هي مرٱة للافكار و القيم المنبثقة عن تصرفات و توقعات الاعضاء داخلها و التي تساهم في وضع رؤية موحدة لكافة الأعضاء لمواجهة تقلبات المتعلقة بالبيئة الخارجية.
إن إعتماد التعاونيات على وسائل الإتصال الحدیثة (الأنترنت و الإنترانت، تطبيقات المحادثات)، بالموازاة مع الوسائل المعتادة (الهاتف) من شأنه أن یحفز المورد البشري بها على إیصال جمیع البیانات و المعلومات بالسرعة و الدقة المطلوبة و أیضا في الوقت المناسب و من أي مكان..

* المحيط الفلاحي: رياض وحتيتا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.