مجلة المحيط الفلاحي

رياض وحتيتا : انخفاض انتاج الزيتون ليس فقط بسبب الجفاف…

عرف قطاع الزيتون بالمغرب تراجعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة و السبب الطبيعي هو شح الأمطار أي أن ظاهرة الجفاف ساهمت بشكل كبير في انخفاض الإنتاج الوطني لأن أغلبية المحاصيل من الزيتون تعتمد أساسا على التساقطات المطرية (زراعات بورية) اذا تعمقنا في البحث عن عوامل أخرى نجدها تقنية رغم أنها ثانوية لكنها زادت الطين بلة و هي متعلقة بالتغيرات المناخية أو في الممارسات الزراعية التي لازال الفلاح المغربي يعتمدها بشكل تقليدي في الإنتاج رغم قساوة المناخ و من بينها عدم تنظيم في عملية الري سواء بالإسراف في الري أو تعطيش الأشجار يؤدي إلى اختلال توازن الشجرة الفسيولوجي ، فزيادة الري يعمل علي اختناق الجذور .
واختناق الجذور يعمل علي ضعف تنفسها واختلال في عمليات الشجرة الفسيولوجية ، وبالتالي عدم قدرتها علي الإحتفاظ بالتزهير الكثيف فيتساقط .
أما التعطيش الشديد فيؤدي إلي ضعف عام في الشجرة وخلل في قدرتها علي القيام بوظائفها الحيوية فتتساقط الأزهار .
فهده الممارسة وحدها كافية لإسقاط الازهار و من الممكن أيضا اسقاط الثمار اذن فبالرغم من توفر المياه في الضيعة غير أن عدم الاستعمال المعقلن لمياه السقي تحت درجات حرارة متقلبة و ذلك بتحسس التربة فقط يدويا لمعرفة نسبة الرطوبة يؤدي الى انخفاض في الإنتاج ثم أيضا عدم الانتظام في التسميد خاصة في الفترة الشتوية و الذي يرتكز على المعاينة و الملاحظة بالعين المجردة لتشخيص الخصاص في العناصر الغذائية و من بينها الفسفور في المرحلة الشتوية و أيضا الاسراف في السماد النيتروجيني في هده المرحلة يسبب سقوط الازهار .
إضافة الى هذه العوامل فالتغيرات المناخية تقلل من مناعة النباتات أي انها تصبح أكثر عرضة للأمراض ادا لم يتم استشعارها في الوقت المناسب فضلا عن الاستعمال المعقلن للأدوية
ذكرت جميع هذه الأسباب لكي أؤكد أن أنماط الإنتاج تغيرت بتغير المناخ و أن الفلاحة عرفت طفرة رقمية الشيء الذي أبرز أهمية الفلاحة الذكية بعد 6 سنوات من الجفاف ببلادنا و دورها في زيادة الإنتاج بوسائل رقمية نذكر منها الطائرات المسيرة (طائرات الدرون) التي تستعمل في مراقبة الضيعات واستشعار الأخطار البيئية ، كما نجد أيضا الحساسات البيئية التي ترصد معلومات دقيقة وسريعة عن المعطيات الجوية وعن التربة في حالة نقص المياه عوض التحسس اليدوي للتربة ووسائل أخرى
تطبيقات الهاتف التي تمكن من تشخيص أمراض النباتات و تحديد الأدوية الفعالة لمعالجتها و بالكميات المناسبة بعيدا عن الاستعمال بشكل عشوائي حيث أن جميع هده التجهيزات يمكنها التواصل و العمل بانسجام عبر الانترنيت لضمان تدبير معقلن لجميع مراحل الإنتاج.
اذن فتعتر الإنتاج ليس فقط بسبب الجفاف بل أيضا عدم اعتماد وسائل تكنولوجية متطورة أصبحت تلعب دورا أساسيا في مواجهة التغيرات المناخية و تعزيز الإنتاج لذلك يجب القيام بدراسات ميدانية تمكن من تحديد نوعية الوسائل اللازمة بالمشاريع الرقمية بحسب سلاسل الإنتاج خاصة و أن الفلاحة الذكية لا زالت في بداية المشوار بالمغرب..

رياض وحتيتا : خبير زراعي ومستشار فلاحي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.