موقع ووردبريس عربي آخر

خبير في علم المناخ ينتقد تصرف الحكومة الغير العلمي تجاه اعصار “نادين”

المحيط الفلاحي :انتقد محمد سعيد قروق الخبير في علم المناخ الحكومة الحالية بمراكمة نفس الأخطاء السابقة فيما يتعلق بتدبير المياه، وتفسير الظاهرة الطبيعية التي تحدث نتيجة تقلبات المناخ، وأشار قروق إلى أن الحكومة تدبر الأشياء بشكل بطيء جدا وخجول ولا يتميز بجرأة كبيرة، موضحا أن كثيرا من التغيرات المناخية يتم تفسيرها بشكل خاطئ كما حدث مع ظاهرة “نادين”، التي قال قروق إنها لم تصل بعد إلى مستوى الإعصار، وحذر قروق من فشل مشروع المخطط الأخضر في غياب سياسة حكومية حقيقية، لتدبير المياء الجوفية، وأكد الباحث في شؤون المناخ أن ما يسمى بالمخطط الخضر لم يستفد من وفرة المياه المتواجدة في السدود خلال سنة 2009–2010، محملا المسؤولية للحكومة التي قالت إنها يجب أن تكون واضحة وجريئة وفي مستوى المسؤولية التي منحت لها، لكي تجعل المغاربة مطمئنين تجاه مستقبلهم وأبنائهم، وذهب قروق إلى حد القول، إن المسؤولين يتعاملون مع برنامج المخطط الأخضر بمنطق الربح السريع وهذا شيء غير مقبول، مشددا على ضرورة اعتماد مفهوم التنمية والتطور المجتمعي، متهما بعض الجهات بالسعي إلى تحويل المغرب إلى ضيعة ضخمة جدا تعمل فقط على الإنتاج، موضحا أن المسؤولين الحكوميين لا يدركون أن الظواهر الجديدة أصبحت عنيفة ولا تميز بين الفقير والغني.. وهذا شيء يوضح قروق “يجب أن نتعاون من أجله لنقلل من آثاره السلبية ونستفيد من آثاره الإيجابية”. وأكد قروق أن ما تسميه الحكومة سنة استثنائية، ليست سوى سنة للقواعد الجديدة للمناخ، بحيث أصبح للمغرب ثلاثة بحار في الشمال وفي الغرب وكذلك في وسط البلاد وذلك من جراء الفيضانات وانتقد قروق موقف مسؤولين في الدولة، من ظاهرة نادين، وقال إن هؤلاء المسؤولون تعتبر أن هذه العاصفة ليس لها أي تأثير على المغرب، وأن الأخبار التي أولت الموضوع أهمية ليست متخصصة في هذا الميدان وكانت عبارة عن خرافة، موضحا أن طريقة تعامل المديرية مع الظاهرة تفتقد إلى الجانب العلمي، وقال إنه لا أحد يعرف وضعية هذه العاصفة بما في ذلك الوكالة الأمريكية للأجواء والمحيطات التي اعتبرت عاصفة نادين استثنائية ولا تعرف بأي طريقة ستتطور علما أنها أكبر هيئة متخصصة في الإعصارات على صعيد الكون، وقال قروق “إذا كانت هذه الوكالة هي نفسها “معرفاش” فنحن في مختبراتنا وتتبعا لهذه الظاهرة نترقب ونسجل بأي طريقة ستتطور ولكني لا أتصور أن لا أثر لها على المغرب لأنني أتعامل مع الظاهرة كظاهرة فقط وأحاول أن أفهمها لنتهيأ لها بطريقة أحسن في المستقبل”، موضحا أن المغرب يعيش حالة فتنة أكثر من الظاهرة نفسها، وأوضح قروق أن الطريقة التي تتعامل بها الحكومة في طمأنة المواطنين غير عملية، لأنها تتحدث وكأنها متيقنة بأن “نادين” لا أثر لها على المغرب مشددا على أنه لا يجب طمأنة الناس أكثر مما يجب، وكان الأولى أن تقول الحكومة إن الأمر يتعلق بظاهرة تثير الانتباه ونحن نتابعها وحين ستشكل خطرا يمكن أن نخبر المواطنين. أما القول إنه ليس لها أثر على المغرب، ولن تصل إليه فهذا مبالغ فيه، مضيفا أن المسؤولين كان عليهم تجنب هذا النقاش والتعامل مع الظاهرة بطريقة علمية محضة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.