خبراء:”الجفاف يمثل تحديا حقيقيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يستوجب وضع نظام إقليمي لإدارته”
أكد خبراء شاركوا، اليوم الخميس بالرباط، في ورشة نظمتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، أن الجفاف أصبح يمثل تحديا حقيقيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لما له من تداعيات على اقتصاديات هذه البلدان وأمنها الغذائي، ما يستوجب، برأيهم، وضع نظام إقليمي لإدارته يرتكز أساسا على الرصد والتقييم والتخفيف من آثاره.
وشدد الباحثون في هذه الورشة، التي تنظم على مدى يومين، بتنسيق مع الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي، بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والمركز الدولي للزراعة الملحية، تحت شعار “تطوير نظام إقليمي لإدارة الجفاف في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، على أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء يكمن في تحسين آليات تتبع ظاهرة الجفاف وتعزيز القدرات على الصعيد الوطني من أجل تسهيل اتخاذ القرارات والتدابير المرتبطة بإجراءات الحد من آثاره.
وفي هذا الصدد، أبرز مايكل جورج هاج، ممثل منظمة (الفاو) بالرباط، أن هذا الاجتماع يندرج ضمن المبادرة الإقليمية التي أطلقتها المنظمة لمواجهة ندرة المياه في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن التغيرات المناخية أضحت تتجلى بشكل مقلق في موجات الحرارة المفرطة والجفاف وارتفاع منسوب مياه البحار.
وأبرز، في كلمة ألقيت نيابة عنه، أن فئة الفقراء الذين يعيشون في الوسط القروي تبقى هي الأكثر عرضة والأقل جاهزية لمواجهة المخاطر التي يمثلها الجفاف، داعيا إلى الاستثمار أكثر في آليات التدخل والممارسات الفضلى من أجل تدبير أفضل للمياه المستعملة في الفلاحة ووضع برامج للاستثمار المستدام واستراتيجيات للتقليل من مخاطر هذه الظاهرة.
وأضاف أن المنظمة ستواكب بلدان المنطقة في جهودها الرامية إلى تعزيز قدراتها الوطنية من أجل التوصل إلى الحلول الملائمة للصعوبات المرتبطة بندرة المياه والجفاف.
من جهته، أكد محمد البلغيتي، عن وزارة الفلاحة والصيد البحري، أن تنظيم هذه الورشة يعد فرصة سانحة لمقاربة ظاهرة الجفاف وتداعياتها السلبية على القطاع الفلاحي ومعدل النمو الاقتصادي وندرة المياه، مذكرا بمختلف المبادرات والبرامج التي اتخذتها الوزارة من أجل تطويق آثاره، لاسيما مخطط “المغرب الأخضر” وتطوير نظام ناجع للري والتأمين الفلاحي.
وشدد المصدر ذاته على أهمية الاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال، وكذا من خبرة منظمة (الفاو)، بهدف تجويد هذه البرامج والسياسات الوطنية، مذكرا في ذات المقام بأن المغرب انخرط في دينامية واسعة لتطوير الفلاحة على الصعيد الإفريقي.
من جانبه، اعتبر جون ويلسون، رئيس مكتب البيئة للشرق الأوسط التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أن الجفاف أصبح ظاهرة بنيوية على صعيد العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لاسيما على خلفية التغيرات المناخية الراهنة، مشيرا إلى أن المغرب يقوم بعدة مبادرات رائدة للتخفيف من آثاره.
وأكد أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تدعم المملكة في جهودها الرامية إلى إرساء نظام لإدارة الجفاف وتطوير برامج للحد من آثاره وتداعياته على معدل النمو الاقتصادي، والقطاع الفلاحي وندرة المياه.
وأضاف أن من شأن التوصيات التي ستتمخض عن هذه الورشة أن تساعد في تقييم احتياجات الفاعلين المعنيين، وكذا في تسهيل اتخاذ القرارات والتدابير ذات الصلة بإدارة ظاهرة الجفاف على المستوى الوطني.
جدير بالذكر أن أشغال هذا الاجتماع، الذي يشارك فيه مسؤولون وممثلو قطاعات حكومية، وجمعيات من المجتمع المدني ومعاهد البحوث والتكوين، ستتواصل بتقديم عروض تتناول على الخصوص “إدارة الجفاف في المغرب”، “تدبير المياه في المغرب”، “تقييم حاجيات المغرب بشأن إدارة المناخ” و”استعمال الخرائط المتعلقة بالجفاف”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.