وزارة الفلاحة…جهود متواصلة لضمان استقرار الأسواق وحماية القدرة الشرائية للمغاربة…
تواجه الأسواق المغربية في الوقت الراهن تحديات كبيرة تتعلق بالأسعار، لا سيما في قطاع اللحوم الحمراء والبيضاء، وهي تحديات لا تنفصل عن السياق الدولي المتسم بالاضطرابات الاقتصادية، والتغيرات المناخية وارتفاع تكاليف الإنتاج والتوريد. ومع ذلك، تأتي تصريحات وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري، أمام مجلس النواب، لتؤكد أن المجهودات المبذولة من قبل الحكومة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق استقرار الأسواق وضمان تموين مستمر وعادل للمستهلك المغربي.
لقد برزت هذه الجهود في سلسلة من التدابير التي تم اتخاذها لمعالجة اختلالات السوق. من تعليق الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة على واردات اللحوم الحمراء والأغنام، إلى منع ذبح الإناث من الأبقار الموجهة للتوالد للحفاظ على القطيع الوطني مع اطلاق إحصاء شامل لقطيع الاغنام و الماعز ، تؤكد هذه التدابير أن هناك رؤية استراتيجية تستهدف ليس فقط تخفيف الأعباء على المستهلك، بل أيضا حماية الثروة الوطنية من الماشية وضمان استدامتها.
وفي إطار هذه الإجراءات، لم تغفل الوزارة دعم سلسلة الإنتاج الزراعي، حيث تم إطلاق برامج استعجالية شملت دعم بذور وشتائل المواد الأساسية، مما ساهم في انخفاض أسعار الخضروات الأساسية، مثل الطماطم والبطاطس والبصل، بنسب تتراوح بين 8 و30 في المائة مقارنة بالعام الماضي. هذه الإنجازات تعكس تفعيلا حقيقيا لمقاربة شمولية تستهدف مختلف جوانب سلسلة الإنتاج، من المزرعة إلى مائدة المستهلك.
ومع ذلك، يظل قطاع اللحوم الحمراء والبيضاء موضع اهتمام خاص من طرف الوزارة الوصية على القطاع ، نظرا لتأثيره المباشر على القدرة الشرائية للمواطنين. في هذا السياق، أشار وزير الفلاحة إلى فتح المجال للاستيراد من أكثر من 45 دولة، مع توقيع اتفاقيات سلامة صحية تضمن جودة المنتجات المستوردة وسلامتها. كما تم تعزيز الحوار القطاعي مع التنظيم البيمهني لقطاع الدواجن للرفع من الإنتاج وضمان تموين الأسواق خلال الفترات المقبلة.
لكن، ورغم هذه الجهود، لا يمكن إغفال أن إشكالية الأسعار تتسم بطابعها المركب، حيث تتداخل عوامل الإنتاج مع تحديات التوزيع والتسويق ووسطاء السوق . وهنا تتجلى أهمية التعاون بين مختلف الأطراف المعنية، من وزارات وسلطات محلية وجماعات، لضمان الحد من التفاوت الكبير بين الأسعار في المجازر والضيعات وبين أسواق الجملة والتقسيط.
إن تصريحات السيد البواري جاءت لتبعث برسالة واضحة مفادها أن الحكومة ملتزمة بمواجهة التحديات بحلول عملية على أرض الواقع. ورغم أن الأثر المباشر لبعض التدابير قد يتطلب وقتا ليظهر في الأسواق، فإن المسار المتبع يبعث على الاطمئنان بأن هناك إرادة حقيقية لتحسين الوضعية الراهنة.
إن تحقيق استقرار الأسواق ليس مسؤولية جهة واحدة فقط، بل هو ثمرة تعاون مشترك بين الدولة والمجتمع والمواطن، في سبيل تحقيق التوازن بين مصالح المنتج والمستهلك.
وما تصريحات وزير الفلاحة إلا تأكيد على أن هذا التحدي، مهما بلغت صعوبته، لن يثني المغرب عن مواصلة مسيرته نحو تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وهنا لاباس ان أفتح قوس (….) رغم هذه الجهود الحثيثة التي تقوم بها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، نجد للأسف بعض السياسيين الذين يبخسون هذه المجهودات المبذولة دون تقديم حلول أو أفكار عملية تُساهم في تجاوز الأزمة. فبدلا من اعتماد النقد البناء الذي يدفع إلى تحسين الأداء، يفضل البعض تحت قبة برلمان تقديم انتقادا فارغا لا يخدم المصلحة العامة وفي بعض الاحيان منهم من يساهم عبر مشاريعهم الخاصة في تعميق الأزمة.
# العربي عادل