جهة سوس ماسة تحتضن الاجتماع الثاني للجنة التنسيق الجهوية لبرنامج إحياء
في إطار مواصلة الجهود الرامية إلى دعم التنمية الفلاحية والقروية، وتعزيز ريادة الأعمال في المجالين الزراعي وشبه الزراعي، عقدت لجنة التنسيق الجهوية لبرنامج إحياء في جهة سوس ماسة اجتماعها الثاني اليوم الأربعاء الثاني من أكتوبر بمدينة أكادير. يتم تنفيذ البرنامج تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وبالشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) والاتحاد الأوروبي في المغرب. يهدف هذا الاجتماع إلى جمع الفاعلين المؤسسيين والجهويين لمناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بالتنمية الشاملة والمستدامة في المناطق القروية.
سنة 2024 كانت حافلة بالإنجازات البارزة في إطار برنامج إحياء بجهة سوس ماسة، بفضل التعاون المثمر بين جميع الشركاء الفاعلين في النظام البيئي المحلي. فقد استفادت أكثر من 130 تعاونية من برامج تعزيز القدرات والتأطير والتجهيز، بالإضافة إلى مرافقة 372 مشروعاً في مجال الخدمات الزراعية وشبه الزراعية. كما عرف البرنامج إطلاق دعم خاص للزراعة البيئية والعضوية، مع تجديد وتجهيز مؤسسات التكوين المهني الفلاحي لتحسين كفاءات العاملين في المجال.
وفي هذا السياق، أوضح السيد نور الدين كسى، المدير الجهوي للفلاحة بجهة سوس ماسة ان هذه”الله المبادرات التي يقوم بها برنامج إحياء في جهتنا تمثل دعامة أساسية لتطوير التعاونيات الفلاحية ودعم المقاولين الشباب. من خلال اجتماع لجنة التنسيق الجهوية الثاني، نواصل تنفيذ إجراءات هيكلية بالشراكة مع الفاعلين المحليين الملتزمين ببناء فلاحة مستدامة، مرنة، وشاملة..”.
وبخصوص سنة 2025، سيتم تخصيص ميزانية تقدر بـ27 مليون درهم لدعم المبادرات في جهة سوس ماسة. هذه الميزانية ستُوجّه نحو تجديد البنية التحتية للتكوين المهني وتحديث المعدات الزراعية، بالإضافة إلى تعزيز قدرات الفاعلين المحليين ومواكبة التعاونيات الفلاحية في تسويق منتجاتها.
من جانبها، صرحت بنسنت كيتوريه (Quiterie Pincent) ، المديرة العامة للوكالة الفرنسية للتنمية في الرباط ، قائلة: “تعد شراكتنا مع وزارة الفلاحة جزءًا من التزامنا بدعم فلاحة أكثر مرونة وابتكارًا وشمولية. إن التقدم المحقق في جهة سوس ماسة يعكس أهمية هذه الديناميكية في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها المناطق القروية.”
وفي نفس السياق، أكدت السيدة ليز باتي، رئيسة قسم التنمية الترابية والاجتماعية في بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، قائلة: “الالتزام الأوروبي بدعم برنامج إحياء يأتي ضمن جهودنا لتعزيز التنمية الفلاحية والقروية المستدامة بجهة سوس ماسة. إن هذا التعاون يشكل ركيزة أساسية لبناء زراعة قادرة على مواجهة الصدمات وشاملة، مع تمكين الشباب المقاولين وتعزيز التعاونيات المحلية.”
يعد هذا الاجتماع الثاني للجنة التنسيق الجهوية مرحلة محورية في تنفيذ الأهداف الاستراتيجية لبرنامج إحياء لسنة 2025. يهدف إلى تقييم التقدم المحرز وتطوير استراتيجيات جديدة لضمان تحقيق الأهداف المحددة. كما يوفر هذا الاجتماع فرصة لتعزيز التنسيق والشراكة بين مختلف الفاعلين الإقليميين لتنفيذ البرنامج بنجاح وتحقيق التأثير الإيجابي المرجو على المستويين الفلاحي والاقتصادي.
وللاشارة يرتكز برنامج إحياء في غايته المثلى على تحقيق تنمية قروية مستدامة من خلال تعزيز التشغيل وريادة الأعمال في القطاعين الفلاحي وشبه الفلاحي. ويسعى البرنامج إلى تحديث الممارسات الفلاحية والنهوض برأس المال البشري، معتمدًا على مقاربة ترابية تتماشى مع مبادئ الاستراتيجية الوطنية للجيل الأخضر 2020-2030.
ويهدف إحياء إلى دعم الاستغلاليات الفلاحية العائلية في الجهات المستفيدة من البرنامج، من خلال مساعدتها في الانتقال نحو الفلاحة الإيكولوجية. لتعزيز هذا التحول، تم إطلاق دعوة لتقديم المشاريع في عام 2024، مما يعكس التزام البرنامج بتعزيز الاستدامة والتنوع الاقتصادي في المناطق القروية.
#المحيط الفلاحي: عادل العربي