جهة تادلة أزيلال .. مؤهلات ملائمة لتكثيف زراعة الشمندر السكري
المحيط الفلاحي : تكتسي زراعة الشمندر السكري أهمية بالغة بجهة تادلة أزيلال إلى جانب سلاسل فلاحية أخرى تتميز بها المنطقة من بينها الزيتون والتفاح والخروب، وذلك في إطار مخطط (المغرب الأخضر) الذي يروم دعم المنتجات المحلية وعصرنتها وتنميتها وتكثيف الإنتاج وتحسين التسويق وتوفير عدد مهم من أيام العمل لفائدة شباب المنطقة.
وقد حققت الجهة نتائج إيجابية خلال الموسم الفلاحي المنصرم، بفضل اعتماد عدة محاور أهمها استعمال أصناف البذور ذات النواة الوحيدة المقاومة لمرض “الريزومانيا”، ومكننة المسار التقني لزراعة الشمندر السكري، وضبط عمليات الصيانة ومحاربة الأمراض والحشرات ومعالجة الأعشاب الضارة، وشساعة الأراضي بسهل تادلة ووفرة مياه السقي بحوض أم الربيع الذي يعتبر من أكبر وأهم الأحواض المائية بالمغرب.
وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أكد المهتمون بزراعة الشمندر السكري بالجهة على ضرورة الزيادة في المساحة المخصصة لهذه الزراعة التي قد تصل إلى 17 ألف هكتار، والرفع من الطاقة الاستيعابية لمعامل السكر والتكرير لتادلة، ووضع برنامج البحث والتقنية على المستوى الجهوي يتعلق بتحسين جميع محاور المسار التقني لهذه الزراعة، وعقلنة استعمال مواد الإنتاج، والعمل على استعمال تقنيات اقتصاد الماء.
وفي هذا السياق قال كمال بنونة، المدير الجهوي للفلاحة، إن من أهداف موسم الشمندر السكري الحفاظ على مستوى المردودية في 65 طن في الهكتار الواحد، والرفع من مدخول الفلاحين ليفوق 27 ألف درهم في الهكتار، وتحقيق إنتاج إجمالي يتراوح ما بين 800 ألف و850 ألف طن، مشيرا إلى أن الإنتاج من مادة السكر بلغ بالجهة، خلال الموسم الفلاحي المنصرم، حوالي 120 ألف طن أي بمعدل 11,3 طن للهكتار.
وأوضح أن جهة تادلة أزيلال بإمكانها المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يخص مادة السكر نظرا للمؤهلات الطبيعية التي تزخر بها من موارد مائية مهمة، فضلا عن تمكن الفلاح في السنوات الأخيرة من هذه الزراعة، مشيرا إلى أن المغرب ما يزال يستورد من الخارج أزيد من 60 في المائة من هذه المادة.
وأشار السيد بنونة إلى التدابير المتخذة منها تحفيز الفلاحين لإنجاز “عملية الدمكل” بتحمل معمل السكر لمصاريف السقي قبل الحرث، وتزويد الفلاحين بعوامل الإنتاج ابتداء من 15 شتنبر، وتنظيم عملية الزرع حسب ثلاث مراحل (مبكر، وموسمي، ومتأخر)، مع وضع برامج موازية للسقي لإنجاح عملية الإنبات وتعزيز عملية الزرع الميكانيكي.
من جانبه، قال مدير الغرفة الفلاحية الجهوية لتادلة أزيلال، هشام الراضي، إن اللجنة التقنية الجهوية للسكر لتادلة دأبت على تنظيم مجموعة من اللقاءات مع الفلاحين والمهتمين بالقطاع في بداية كل موسم فلاحي لاطلاع جميع الفاعلين على جميع التدابير التي اتخذتها لتهيئ موسم الزرع من جهة، ولإبراز الجهود المبذولة على مستوى الجهة لتطوير المسار التقني لهذه الزراعة، وكذا الإانجازات المحققة.
واعتبر أن زراعة الشمندر السكري من الزراعات الأكثر انتشارا بالجهة، بحيث بلغت المساحة المبرمجة خلال الموسم الفلاحي الحالي 2012/2013 حوالي 12 ألف و500 هكتار، مشيرا إلى المساحات المزروعة قد تزداد في حالة الرفع من الطاقة الاستيعابية لمعامل السكر والتكرير بتادلة، أو الرفع من المعالجة اليومية التي لا تتجاوز 9000 طن في اليوم.
وحسب وثيقة أعدتها المديرية الجهوية للفلاحة بمدينة بني ملال تمت، خلال الموسم الفلاحي الحالي 2013/2014، برمجة حوالي 14 ألف و800 هكتار لزراعة الشمندر السكري على مستوى الجهة مقابل 12 ألف و800 هكتار خلال الموسم المنصرم.
وبلغ المحصول السنوي من الشمندر السكري 937 ألف و231 طن، مسجلا بذلك ارتفاعا في المدخول المادي للهكتار الواحد الذي بلغ 25 ألف و500 درهم، كما بلغ معدل المردودية 63,5 طن في الهكتار مقابل 55 طن في الهكتار خلال الموسم المنصرم أي بزيادة 16 في المائة.
في نفس السياق، سجلت نسبة الحلاوة زيادة مهمة بلغت 19,5 في المائة مقابل 18,5 في المائة خلال الموسم المنصرم، الشيء الذي كان له انعكاس إيجابي على القيمة الإجمالية للإنتاج التي قدرت ب455 مليون درهم، مسجلة بذلك زيادة تقدر ب49 في المائة مقارنة مع معدل الخمس السنوات الماضية (305 مليون درهم).
وتندرج هذه النتائج، حسب معطيات المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة، في إطار المخطط الفلاحي الجهوي لتادلة الذي يهدف إلى الرفع من المساحة المخصصة لزراعة الشمندر السكري لتصل إلى 17 ألف هكتار بمعدل مردودية يبلغ 70 طن في الهكتار الواحد في أفق2020، بدل 12 ألف و500 هكتار التي تم إنجازها خلال الموسم الفلاحي 2012-2013.
محمد صلاح الدين البقاري – و.م.ع