تهيـيء 90 ألـف هـكـتـار بجـهة مكنـاس تافيلالت
المحيط الفلاحي :انطلق الموسم الفلاحي 2012/2013 بجهة مكناس- تافيلالت، بعد إعطاء جلالة الملك في فاتح أكتوبر الجاري، انطلاق عملية “التويزة”، بالجماعة القروية سيدي سليمان مول الكفيان ويراهن عموم الفلاحين على أن يكون الموسم الحالي ذا محصول فلاحي جيد أفضل من السنة الماضية، ولعل أمطار الخير التي ينتظرون سقوطها تظل السبيل الوحيد لنجاح كل موسم، خصوصا أن كل التوقعات المناخية خاصة تهاطل الأمطار وانتظامها المتحكم الأساسي في مآل الموسم الفلاحي. ومن أجل انطلاقة جيدة تم اتخاذ كل الترتيبات والإجراءات اللازمة على أكثر من مستوى من خلال إنعاش الاستثمار في القطاع لتفعيل مقتضيات مخطط المغرب الأخضر وتحقيق تنمية فلاحية ذات قيمة مضافة وإنتاجية مرتفعة.
تدابير تثمين سلسلة الإنتاج
اتخذت، قبل أسابيع، عدة تدابير تهم أساس تثمين سلاسل الإنتاج، من خلال تحسين إنتاجية زراعة الحبوب عن طريق إرساء دعائم لاقتناء البذور المختارة سواء بالنسبة إلى القمح اللين أو القمح الصلب والشعير، إلى جانب تنفيذ مشاريع تعاقدية للتجميع تخص الحبوب، خصوصا أن منطقة مكناس معروفة أيضا بوجود أراضي مخصصة لزراعة الحبوب كمنطقة سايس وتلال مقدمة زرهون ومنطقة كروان الشمالية والجنوبية. وبخصوص تنفيذ عقد برامج المتعلقة بالزيتون التي تشتهر به منطقة مكناس، إذ سبق منذ موسم 2009 2010 في إطار المخطط المحلي لغرس 15.000 هكتار لتصل المساحة إلى 40 ألف هكتار سنة 2020، مع رفع قيمة منحة الاستثمار لتصل إلى 6000 درهم للهكتار بالنسبة إلى المغروسات المسقية بنظام السقي الموضعي، و3500 درهم للهكتار بالمناطق السقوية الأخرى بالمناطق البورية. وموازاة مع ذلك تم خلال الموسم الفلاحي الحالي مواصلة انجاز برامج تنمية الأشجار المثمرة من خلال توزيع شتائل الزيتون واللوز فاق عددها الإجمالي 3000 ألف شجيرة، دون إغفال إنجاز مشروع يهدف إلى تنمية وإنعاش المنتجات المحلية، خاصة زراعة الكبار في جماعتي نزالة بني عمار وشرقاوة من خلال تقوية وتوسيع هذه الزراعة على مساحة تتعدى 500 هكتار خلال السنة الأولى للمشروع الممتد على 5 سنوات.
تمت خلال الموسم الحالي مواصلة تنفيذ التدابير المصاحبة التي تتجلى في المكننة الفلاحية، من خلال مواصلة دعم تجهيز الضيعات الفلاحية بالعتاد الفلاحي مع جرارات وجميع الآليات المصاحبة، إضافة إلى سلاسل الإنتاج الحيواني التي تهم سلسلة اللحوم الحمراء، من خلال برنامج عمل يهم دعم المشاريع عبر منح الاستثمار والإعانات المالية، مع إعطاء عناية لمشاريع التجميع في وحدات مندمجة للتسمين، وتأهيل المنتجين عبر التكوين والتأطير. وبالنسبة إلى اللحوم البيضاء تم وضع برنامج العمل الذي يهم دعم المشاريع عبر منح الاستثمار، وتحسين الظروف الصحية لوحدات الإنتاج لتأهيلها تطبيقا لقانون 49/ 99 حول ميثاق تأهيل قطاع الدواجن. وبخصوص تدبير مياه السقوية تبلغ المساحة المسقية في منطقة نفوذ المديرية للفلاحة 12 ألفا و500 هكتار، منها أزيد من 4 آلاف هكتار بالتنقيط و6 آلاف هكتار بالسقي التقليدي، والباقي يهم الأحواض المجهزة والرش. ويجري حاليا بالمنطقة تنفيذ برنامج الاقتصاد في الماء، ومواصلة دعم الدولة لمشاريع تجهيز الضيعات الفلاحية بنظم السقي المقتصدة في الماء (السقي الموضعي والتكميلي).
ومن بين الإجراءات المتخذة خلال الموسم الفلاحي، على غرار كل سنة، الاهتمام بالتأطير الفلاحي من خلال التكوين وإخبار وتحسيس ومواكبة الفلاحين في مختلف مراحل الموسم الفلاحي حول الممارسات الفلاحية الجيدة والتقنيات الفلاحية الحديثة، إلى جانب تنمية وتشجيع تثمين المنتوجات الفلاحية، والتعريف بمنظومة التجميع كآلية فعالة لإدماج الفلاحين في سلاسل الإنتاج.
من جهة أخرى، جرى الاهتمام بشكل خاص بتشجيع الإنتاج الحيواني من خلال وضع برنامج لحماية قطاع الماشية عبر برمجة توزيع الأعلاف لفائدة مربي الماشية.
ويندرج هذا الدعم في إطار الاستراتيجية الجهوية لمخطط المغرب الأخضر. ويتوقع هذا المخطط رفع من إنتاج الحبوب والخضروات والحليب واللحوم الحمراء واللحوم البيضاء.
وتروم التدابير المتخذة تحقيق حركية مهمة في استراتيجية التنمية الفلاحية بجهة مكناس عامة وعمالتي مكناس والحاجب خاصة باعتبارهما منطقتين نموذجيتين للفلاحة العصرية في منطقة سايس. خصوصا أن مكناس استفادت من احتضانها فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة الذي أعطى للجهة والمغرب عامة إشعاعا في المجال الفلاحي.
حميد بن التهامي