مجلة المحيط الفلاحي

تمكين المرأة القروية مدخل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة

يشكل تمكين المرأة القروية حجر الزاوية والمدخل الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة مما يتطلب تعبئة الطاقات وتوفير الوسائل والاليات الضرورية لتمكينها الى جانب التحسيس بالدور الطلائعي للعنصر النسوي.

ويعد اليوم العالمي للمرأة القروية الذي يحتفى به في 15 أكتوبر من كل سنة مناسبة لتعميق النقاش حول القضايا المتعلقة بتمكين المرأة وتسليط الضوء على الدور الأساسي والمساهمة الحاسمة للمرأة القروية في تعزيز التنمية.

وفي واقع الامر، فان امكانية الصعود الاجتماعي في ظل السياق الحالي للعولمة الاقتصادية يتوقف إلى حد كبير على عوامل مرتبطة بالمستوى التعليمي والوضع الاجتماعي للفرد داخل المجتمع وبالتالي فإن تكافؤ الفرص يبقى مصطلحا غير ذي معنى في غياب ارادة وجهود متواصلة من أجل تمكين المرأة القروية من الآليات والفرص المتاحة لمثيلتها بالوسط الحضري.

وفي هذا الاطار، يسجل في أغلب المجالات، أن المرأة القروية لا تتمتع بنفس حقوق المرأة بالعالم الحضري ، ورغم ذلك فانها مطالبة بتحقيق نفس النتائج مما يستدعي القيام بتفكير عميق كفيل بتمكين المرأة القروية من الوسائل الضرورية ومساعدتها على الاضطلاع بدورها المجتمعي، خصوصا أنها تعتبر عنصرا أساسيا لتعليم الأطفال و تحسين الظروف المعيشية لبيتها.

وتمثل النساء القرويات ، اللاتي يعتمد معظمهن على الموارد الطبيعية والزراعة في معيشتهن، أزيد من ربع سكان العالم، وفي البلدان النامية، تشكل المرأة القروية نحو 43 في المائة من اليد العاملة في المجال الفلاحي ويقمن بإنتاج وتحويل وإعداد معظم الأغذية المتوفرة، وهو ما يعني أن الأمن الغذائي مرتبط أساسا بالعنصر النسوي.

وفي المغرب، فإن القطاعات الحكومية المعنية قامت باتخاذ خلال السنوات الاخيرة اجراءات ملموسة تروم تحسين الظروف المعيشية للمرأة القروية وذلك من خلال انشطة وبرامج ومشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

ولتحقيق الاهداف المسطرة، اقترحت عدة فعاليات جمعوية حلولا ناجعة تروم تعزيز الأنشطة المدرة للدخل، وتعميم تمدرس الفتاة القروية وتحسيس المعنيين بأهمية هذه القضايا الحيوية.

كما أن بلوغ هذه الأهداف يتطلب أيضا تعزيز الجهوية المتقدمة من خلال تفعيل السياسات العمومية التي تأخذ بعين الاعتبار أولويات الساكنة المحلية.

من المؤكد أن تمكين المرأة يكتسي أهمية كبيرة من أجل مواجهة الهشاشة على اعتبار أن حرمانها من حقوقها والفرص المتاحة لها هو أساسا حرمان لاجيال المستقبل، كما أنه لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية دور المرأة القرية في اقتصادات البلدان النامية حيث تسهم في الإنتاج الزراعي، وتوفير الغذاء والماء علاوة على قيامها بأعمال أخرى للرفع من مستوى معيشة أسرتها.

وبالإضافة إلى ذلك، فان وظيفة المرأة القروية يتعدى ذلك الى مجالات أخرى كتربية الاطفال ورعاية المرضى وكبار السن، ومن ثم يتعين دعمها على النحو الذي يؤهلها الى أن تكون رافعة للتنمية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.