تقرير حديث يكشف وضعية تخزين الحبوب بالمغرب: جهة الدار البيضاء-سطات تتصدر السعة التخزينية الوطنية
كشف المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني عن بيانات حديثة تسلط الضوء على وضعية تخزين الحبوب بالمغرب، مبرزًا السعة التخزينية التي توفرها المستودعات المنتشرة عبر مختلف جهات المملكة. ووفقًا لهذه المعطيات، فقد بلغت القدرة الإجمالية لتخزين الحبوب بنهاية سنة 2024 نحو 60 مليون قنطار، حيث تتمركز النسبة الأكبر منها في وحدات متخصصة في التخزين، تُعرف باسم “Organismes Stockeurs”، والتي تستوعب ما يقارب 46 مليون قنطار.
جهة الدار البيضاء-سطات في الصدارة…
وفقًا للبيانات الصادرة عن المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، لا تزال جهة الدار البيضاء-سطات تحافظ على الريادة من حيث السعة التخزينية، تليها جهة فاس-مكناس، حيث تستحوذ هاتان الجهتان على ثلثي القدرة التخزينية الوطنية، ما يعكس دورهما الاستراتيجي في سلسلة الإمدادات الوطنية للحبوب.
توزيع المستودعات وسعتها…
أما على مستوى المشغلين، فقد أوضح التقرير أن تجار الحبوب الدائمين يعتمدون على 159 مستودعًا موزعين بين مختلف جهات المملكة، ويديرها حوالي 121 مشغّلًا، من بينهم 5 تعاونيات تساهم في تعزيز القدرات التخزينية. كما كشفت البيانات أن 33% من هذه المستودعات تعتمد على نظام الصوامع (Silos)، الذي يتيح تخزينًا أكثر كفاءة للحبوب، مما يساهم في تقليل الفاقد وضمان جودة التخزين لفترات طويلة.
أهمية التخزين في تحقيق الأمن الغذائي…
تشكل هذه المعطيات مؤشرًا هامًا على الجهود المبذولة لتعزيز القدرة التخزينية للحبوب بالمغرب، في سياق السياسات الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي، وتقليل تبعية السوق المحلية للتقلبات الخارجية. ويعدّ تحسين وتوسيع البنية التحتية للتخزين، خاصة في المناطق ذات الاستهلاك المرتفع، عاملاً حاسمًا في ضمان استقرار الإمدادات الغذائية، لا سيما في ظل التحديات المناخية والاضطرابات التي يشهدها السوق الدولي للحبوب.
آفاق تطوير المنظومة التخزينية…
في ظل هذه المعطيات، يُنتظر أن تستمر الجهود لتعزيز القدرات التخزينية، من خلال الاستثمار في تقنيات التخزين الحديثة، وتحفيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى دعم التعاونيات الفلاحية لضمان توزيع أكثر توازنًا للمخزون الوطني. ومن شأن هذه الخطوات أن تعزز مرونة السوق الوطني، وتمكّنه من الاستجابة بفعالية للطلب المتزايد على الحبوب، خاصة في الفترات التي تشهد ارتفاعًا في الاستهلاك أو تقلبات في الإنتاج.
تحقيق الإستدامة الغذائية …
يبقى تطوير البنية التخزينية للحبوب بالمغرب ركيزة أساسية في تحقيق الاستدامة الغذائية، إذ تشكل البيانات التي كشف عنها المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني مرجعًا هامًا لصناع القرار في تحديد الأولويات وتوجيه الاستثمارات نحو تحسين التخزين وضمان استقرار السوق. ومع استمرار الجهود المبذولة والعمل على تعزيز هذه القدرات، سيظل الأمن الغذائي الوطني في صلب اهتمامات السياسات الفلاحية، لضمان تلبية احتياجات المغاربة من الحبوب بفعالية وكفاءة.
بلال حجوجي كفاءة متميز لتعزيز القطاع…
في سياق تعزيز الحوكمة وتطوير أداء القطاع الزراعي، تم تعيين السيد بلال حجوجي مديرًا جديدًا للمكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني (ONICL)، وذلك بالنظر إلى كفاءته العالية وخبرته الواسعة في المجال الفلاحي. ويأتي هذا التعيين في مرحلة دقيقة يشهد فيها قطاع الحبوب تحديات مرتبطة بالأمن الغذائي والتقلبات المناخية، مما يجعل من تحسين تدبير المخزون والاستثمار في تقنيات التخزين الحديثة ضرورة ملحة.
يُعد بلال حجوجي أحد الأطر البارزة في القطاع، حيث راكم تجربة غنية في تدبير الملفات الفلاحية الكبرى، ما يجعله مؤهلًا لقيادة المكتب نحو مزيد من الفعالية في تدبير سلسلة إمداد الحبوب وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.
هذا التعيين يعكس التوجه العام نحو تمكين الكفاءات الوطنية من مواقع المسؤولية، في أفق تحقيق تنمية مستدامة وتعزيز السيادة الغذائية للمملكة.
#المحيط الفلاحي عادل العربي