مجلة المحيط الفلاحي

تقديم دليل المستثمر الفلاحي

أمام إشكالية البطالة بالمغرب، أولت الحكومة أهمية خاصة لقطاع تشغيل الشباب، تتجلى في سياسة استباقية تهدف إلى دعم خلق فرص عمل جديدة وتحسين قابلية التشغيل لدى الشباب وكذا تشجيع الوساطة في سوق الشغل. ولتطبيق هذه السياسة، وضعت وزارة التشغيل والتكوين المهني آليات من خلال الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل. من بين هذه الآليات برنامج “مقاولتي” الذي يوفر خدمات كالتكوين والمرافقة ودعم إنشاء المقاولات، وبرنامج “تأهيل” للتكوين التأهيلي وبرنامج “إدماج” من أجل الإدماج وقابلية التشغيل. 

ولا يعتبر الشباب القروي، سواء كان مؤهلا أو غير مؤهل، بمنئ عن ظاهرة البطالة. حيث أن ضعف فرص العمل في المجال القروي، والذي تزيد من حدته سنوات الجفاف المتتالية، يدفع آلاف الشباب القرويين سنويا إلى الهجرة نحو المدن، مما يزيد من وطأة البطالة في المجال الحضري ويتسبب في تزايد حالات عدم الاستقرار والإقصاء الاجتماعي، إضافة إلى مشاكل اجتماعية أخرى.

علاوة على ذلك، يعد إعادة تأهيل الموارد البشرية هدفا أساسيا لإعادة تأهيل وتحديث القطاع الفلاحي، الذي يجب أن يعتمد على التكنولوجيا الحديثة من أجل مواجهة المتطلبات العالمية الجديدة المتعلقة بالجودة والسلامة والتنمية المستدامة.

ووعيا منها بأهمية هذا التحدي، تعمل مديرية التعليم والبحث والتنمية بوزارة الفلاحة والصيد البحري بلا كلل من أجل خلق دينامية جديدة في مجال تشغيل خريجي التكوين المهني الفلاحي من خلال التشغيل الذاتي في القطاع الفلاحي، مشَكلة بذلك محورا قويا في مرافقة “خطة المغرب الأخضر.”

وإضافة إلى إدماج الخريجين في الحياة العملية، تروم برامج التشغيل الذاتي، التي تستهدف أبناء وبنات الفلاحين، بالإضافة إلى فئات أخرى من الشباب، إلى المساهمة في تطوير المستوى الحالي للموارد البشرية وتشجيع المستجدات التقنية والتدبيرية في القطاع الفلاحي.

 ويعتبر هذا الدليل الخاص بخلق المقاولات في القطاع الفلاحي، الذي أعد بتعاون  بين مديرية البحث والتعليم الفلاحي التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري وبرنامج “ألف” التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تجسيدا لإرادة إنعاش التشغيل الذاتي التي تهدف إلى وضع رهن إشارة خليات ملاءمة التكوين والتشغيل، التابعة لمؤسسات التكوين المهني الفلاحي، آلية لتوجيه وإعلام ومرافقة الشباب المنعشين خلال عملية إنشاء مقاولاتهم.

 ويوفر هذا الدليل للمستعملين عبر ستة مراحل، دعما يبدأ من فكرة المشروع حتى انطلاقه. كما يقدم، خطوة بخطوة، آليات وإجراءات ومعلومات ونصائح وأمثلة وروابط إلكترونية وعناوين مفيدة، مقدمة بذلك لحاملي المشاريع شروطا أوفر للنجاح. ونوجز هذه المراحل في ما يلي: 

§       المرحلة الأولى : التعرف على القطاع الفلاحي من خلال معطيات عامة حول الظروف الطبيعية للإنتاج وكذا أهم المؤشرات الاقتصادية ؛   

§       المرحلة الثانية : تحديد المجالات الواعدة، متمثلة في خمسة عشر مجالا يدخل في قطاعات تربية المواشي وزراعة أشجار الفواكه والفلاحة المقاولاتية والزراعات الكبرى والفلاحة البيئية. وقد تم إغناء هذا العمل بإضافة الفرص التي توفرها “خطة المغرب الأخضر” وكيفية الاستفادة منها على المستوى الجهوي. وتعتبر الخطط الفلاحية الجهوية مصدرا آخر لأفكار المجالات الواعدة وقاعدة مهمة للمعلومات التي تساعد الشباب المنعشين على إنضاج أفكارهم والقيام باختياراتهم.

§       المرحلة الثالثة : القيام بدراسات الجدوى، مع آليات وإجراءات من أجل القيام بدراسة السوق والدراسات التقنية والمالية؛

§       المرحلة الرابعة : إعداد الخطة التجارية، مع نموذج التقديم الذي يجب احترامه في المشاريع الفلاحية؛

§       المرحلة الخامسة : البحث عن التمويل، إذ يقدم الدليل فرص التمويل المتوفرة (مقاولتي والقرض الفلاحي والنظام البنكي، إلخ…) ؛

§       المرحلة السادسة : انطلاق المشروع مع اختيار الوضعية القانونية والإجراءات الإدارية التي يجب القيام بها لإنجاز المشروع.

 وبهذا يقدم هذا الدليل قيمة مضافة في مجال إرشاد وتوجيه حاملي المشاريع، حيث يوفر معطيات وتوجيهات جديدة وخدمات مناسبة أكثر للشباب والشابات الذين يرغبون في الاستثمار في القطاع الفلاحي. وبهذا يشكل هذا الدليل سابقة في المجال الفلاحي والتكوين المهني الفلاحي بالمغرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.