تقديم برنامج تحلية ماء البحر بهدف إنقاذ قطاع الفلاحة بإقليم اشتوكة ايت باها
المحيط الفلاحي : تم خلال لقاء تواصلي نظم يوم الأربعاء 18 مارس ببوزنيقة، ترأسه وزير الفلاحة و الصيد البحري، السيد عزيز أخنوش، تقديم برنامج لتحلية مياه البحر لغرض السقي لفائدة المستثمرين، بهدف إنقاذ قطاع الفلاحة بإقليم شتوكة ايت باها (60 كلم جنوب شرق أكادير) بجهة سوس ماسة درعة.
و يتوخى هذا المشروع، الذي يستجيب للوضع المقلق لندرة الموارد المائية على نحو متزايد في المنطقة، و الذي يؤطره مخطط المغرب الأخضر، الحفاظ على موارد الفرشة المائية الجوفية و المحافظة على الري بسهل اشتوكة من خلال إرساء على المدى المتوسط شراكة بين القطاعين العام و الخاص و إنجاز مشروع لإنتاج المياه المحلاة الموجهة للري على مساحة تصل إلى 13 الف و 600 هكتار.
و سيتم إنتاج هذه المياه من خلال محطة لتحلية المياه بسعة نهائية تقدر ب 167 الف متر مكعب في اليوم، على أن يتم استبدال المياه التي يتم ضخها من الفرشة جزئيا و كليا فضلا عن تلك التي يتم جلبها من السد.
و بهذه المناسبة، شدد السيد أخنوش على أهمية هذا المشروع الذي يندرج في إطار “مواصلة تنفيذ السياسة التي أطلقتها وزارة الفلاحة لتطوير مشاريع كبرى للري”.
و أشار الوزير إلى أن هذا المشروع “الاستراتيجي” سيساعد على حل مشكلة نقص المياه في منطقة اشتوكة، و سيكون له تأثير إيجابي على قطاع الفلاحة”.
و قال في هذا الصدد إن ” إنجاز هذا المشروع له أهمية كبيرة سواء بالنسبة للحكومة، أو الفلاحين و كافة سكان المنطقة”.
و علاوة على ذلك، أكد الوزير أن الحكومة تأمل في تنفيذ هذا المشروع، في إطار تعزيز الخدمة العمومية و تعزيز مشاركة القطاع الخاص في التمويل المشترك و التصميم و التشغيل و الصيانة و التدبير التجاري لبنيات تحلية المياه و الري، المخطط لها لمدة 30 سنة بما في ذلك فترة الإنجاز.
من جانبه، ذكر السيد الحسين أدردور ممثل مزارعي منطقة شتوكة و رئيس الفدرالية البيمهنية لإنتاج و تصدير الخضر و الفواكه أن “هذه المنطقة رائدة على الصعيد الوطني في إنتاج الفواكه و الخضر، معربا عن” التزام المزارعين المحليين ” من أجل إنجاح هذا المشروع.
و أضاف قائلا “هذه مبادرة تاريخية من شأنها أن تضمن المستقبل و استدامة الفلاحة، خاصة قطاع الفواكه و الخضروات الموجهة للتصدير”.
و قال في هذا الصدد، “نحن ملتزمون تماما في هذا المشروع وسنحترم كمية المياه المستخدمة وفقا لتعليمات وزارة الفلاحة لننجح معا هذا المشروع”.
من جانبه، أشار رئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة إبراهيم حافظي، إلى أن الفلاحين بالمنطقة “مستعدون لمواكبة هذا المشروع الذي يكتسي أهمية بالغة و طالما انتظرته ساكنة المنطقة”.
و أضاف ” إننا نواجه بداية الترسيب البحري و نعاني عجزا في مياه فرشة منطقة اشتوكة بنحو 60 مليون متر مكعب”.
و عرف هذا اللقاء الذي نظم بهدف اطلاع الفلاحين وتحسيسهم بأهمية هذا المشروع، مشاركة العديد من ممثلي القطاع الخاص المغربي والأجنبي.
و شاركت في هذا الاجتماع مقاولات أجنبية، من بينها شركات إسبانية و فرنسية و إيطالية و يابانية و صينية استجابة لدعوة وجهتها لها في هذا الصدد وزارة الفلاحة و الصيد البحري في 9 فبراير الأخير.
و يشكل قطاع الفلاحة بمنطقة اشتوكة دعامة اقتصادية مهمة لجهة سوس ماسة درعة. و يتميز الإنتاج الفلاحي بالمنطقة بقيمته المضافة العالية، و يشكل الجزء الأكبر من حجم الصادرات الوطنية نحو الخارج.
و منذ بداية الالفية الثالثة باتت المنطقة تخضع لضغط متزايد على الموارد المائية، مما أدى إلى الإفراط في استغلال الفرشة المائية لاشتوكة و ذلك أكثر من إمكاناتها المتجددة.
و قد أدى هذا الوضع إلى انخفاض مطرد في مستوى المياه الجوفية التي تركت المجال مفتوحا لتسرب الملح، و هي ظاهرة يمكن أن تعرض تنمية قطاع الفلاحة السقوية في المنطقة للخطر.