تعزيز الاقتصاد الحيوي والمناخ: إفريقيا تسعى نحو أنظمة زراعية وغذائية مستدامة..
شارك وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد محمد صديقي، اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر في المؤتمر السنوي للنظام الإقليمي للتحليل الاستراتيجي ودعم المعرفة (ReSAKSS) لعام 2024، والذي يُعد محطة محورية لتبادل الخبرات والأفكار حول السياسات الزراعية والتنمية المستدامة في إفريقيا.
يُنظم هذا المؤتمر بالتعاون بين “أكاديميا 2063” ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وبالشراكة مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد (PCNS)، وذلك تحت شعار: “تعزيز برنامج المناخ والاقتصاد الحيوي في إفريقيا من أجل أنظمة زراعية وغذائية مرنة ومستدامة”.
يأتي هذا الحدث في وقت حساس تتصاعد فيه التحديات البيئية والاقتصادية، خاصة في القارة الإفريقية التي تواجه آثارًا متزايدة للتغير المناخي. وفي هذا الصدد، أكد السيد الوزير في كلمته على الدور الحيوي الذي يلعبه الاقتصاد الحيوي المستدام، القادر على إحداث تحولات جذرية في أنظمتنا الاقتصادية والفلاحية والبحرية. تنسجم هذه المقاربة بشكل كامل مع رؤية أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي لتحقيق الازدهار المشترك.
يمثل هذا المؤتمر فرصة كبيرة لإفريقيا لتعزيز قدراتها في مواجهة التحديات المناخية من خلال دعم التعاون الإقليمي وتبادل المعارف العلمية والخبرات بين الدول الأعضاء.
للإشارة تلعب المملكة المغربية دورا بارزا في دفع عجلة الابتكار الزراعي، من خلال مبادراته الرائدة مثل “مخطط المغرب الأخضر” و”الجيل الأخضر”، والتي تسعى لتحقيق زراعة مستدامة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة وأساليب الزراعة الذكية.وذلك عبر الاستثمار في الأبحاث الزراعية، دعم المزارعين الصغار، وإرساء سياسات تمويل مرنة تمكن من تحقيق الأهداف الطموحة المرتبطة بالأمن الغذائي والاستدامة البيئية.
تعد الشراكات الاستراتيجية المتينة التي تجمع بين المملكة المغربية والدول الإفريقية الشقيقة إحدى الركائز الأساسية لتعزيز التعاون المشترك، الهادف إلى تطوير حلول مبتكرة وشاملة في مجالات الزراعة والأمن الغذائي. وفي هذا الإطار، تأتي التوجهات الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس، التي تضع التعاون الإفريقي في مقدمة أولويات السياسة الخارجية للمملكة، حيث يولي جلالته اهتماماً بالغاً بتعزيز العلاقات التاريخية والاقتصادية مع دول القارة.
اختارت المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك حفظه الله، نهج التعاون جنوب – جنوب كخيار استراتيجي وأولوية محورية، تجسيداً لرؤية براغماتية طموحة تركز على تنمية العلاقات السوسيو اقتصادية مع البلدان الإفريقية. يسعى هذا التعاون إلى خلق نموذج تنموي متكامل، يرتكز على تبادل الخبرات والتجارب في المجال الزراعي، بما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في القارة الإفريقية.
التوجهات الملكية تعكس أيضاً التزام المغرب الراسخ ببناء مستقبل مشترك يقوم على الشراكة الفعالة والاحترام المتبادل، بهدف الارتقاء بمستوى حياة الشعوب الإفريقية وتطوير القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها القطاع الزراعي والصيد البحري، الذي يعد حجر الزاوية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
إن نجاح إفريقيا في تبني برنامج المناخ والاقتصاد الحيوي سيعزز من قدرتها على مواجهة التغيرات المناخية ويخلق فرصًا جديدة للنمو الاقتصادي، مما يساهم في تحسين حياة الملايين من سكان القارة وضمان استدامة مواردها الطبيعية. هذا المؤتمر يعكس التزام الدول الإفريقية بمواجهة التحديات المناخية برؤية استشرافية، تنبني على العلم والمعرفة والشراكة الدولية الفعالة.
#المحيط الفلاحي: عادل العربي