تعاونية “دوم فور وومن” بمراكش: إبداع نسائي في إنتاج وتصميم المنتجات النباتية
تجسد تعاونية “دوم فور وومن” (DOUM FOR WOMEN)، المتواجدة بعمالة مراكش، نموذجا لبنيات الاقتصاد الاجتماعي التضامني التي تحظى بدعم من قبل المبادرة الوطنية للتنمية في إطار مواكبتها لسلاسل الإنتاج ذات إمكانات التشغيل العالية تحقيقا للتنمية السوسيو- اقتصادية.
وتشتغل هذه التعاونية النسائية، المحدثة سنة 2019، على مشروع تعزيز الابتكار في مجال إنتاج وتصميم المنتجات النباتية، الذي يحظى بدعم مالي وتقني في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب (محور تحسين الدخل)، يقدر بـ 414 ألف درهم ضمنها 248 ألف درهم مساهمة من المبادرة.
وتوفر “دوم فور وومن”، من خلال مشروعها الابتكاري، مناصب شغل لأزيد من 250 من النساء القرويات في وضعية صعبة والفتيات المنقطعات عن الدراسة، يشتغلن على صناعة حقائب يدوية نسائية من منتوجات نباتية طبيعية (الدوم، الرافيا)؛ مما يساهم في تحسين دخلهن ووضعهن الاجتماعي.
وتأتي هذه البنية للاقتصاد الاجتماعي التضامني، التي تقوم بتكوين المستفيدات بشراكة مع مركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية بمراكش قبل إدماجهن داخل التعاونية، ضمن الجهود الحثيثة والمتواصلة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وفق نهج دعم المشاريع المبتكرة والإدماج الاقتصادي للنساء والفتيات، وتعزيز القدرات المالية وتحقيق الاستدامة لفائدة التعاونيات.
كما تعكس حرص المبادرة على دعم بنيات الفاعلين في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتعزيز أنشطتهم وتطويرها، وتنمية آفاق الأنشطة الاقتصادية المحلية المنبثقة عن تحليل سلاسل الإنتاج والقيمة المحلية.
وقالت سميرة مضران، الرئيسة والمؤسسة لتعاونية “DOUM FOR WOMEN”، في تصريح صحفي ، إن هذه الأخيرة توفر مناصب شغل للنساء القرويات في وضعية صعبة ينحدرن من عدة مناطق بجهة مراكش- آسفي، وفتيات تركن حجرات الدراسة، وذلك بفضل الدعم الذي تتلقاه من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل تعزيز الاستقلالية المالية للمستفيدات وتوفير دخل قار لهن.
وأبرزت في هذا السياق، الدعم المالي والتقني الهام للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المتمثل، بالأساس، في توفير الآلات والمعدات لتكوين المستفيدات، واقتناء المواد الأولية، مما مكن منتجات التعاونية من الاستجابة لمتطلبات السوق الخارجية.
وعبرت عن شكرها للمبادرة على هذا الدعم الذي مكن من تحسين مستوى أداء التعاونية، عبر شراء الآلات والمعدات، وتهيئة فضاء الاشتغال، إلى جانب اقتناء المواد الأولية المستخدمة في صناعة الحقائب، وتحسين ظروف اشتغال النساء داخل التعاونية.
وأشارت إلى أن التعاونية، المتوفرة على مقاييس ومعايير عالمية بشهادة خبراء العلامات التجارية العالمية التي تتعامل معها، تستهدف عدة أسواق خارجية، لاسيما الأمريكية والأوربية والكورية، من خلال الاشتغال مع علامات تجارية عالمية مرموقة تتولى تسويق منتوجاتها.
يذكر أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى عمالة مراكش، وفي إطار البرنامج الثالث من المرحلة الثالثة من المبادرة، والمتعلق بتحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب، وتحديدا في محوره تحسين الدخل، قامت بدعم 173 مشروعا ضمنها 40 في المائة بالوسط القروي لفائدة 154 تعاونية، مما مكن من خلق أكثر من 1900 فرصة شغل ساهمت في تحسين دخل المستفيدين.