بلاغ نقابة النحالين بالمغرب حول ترحيل النحل والتنقل للعمل في المناحل في ظل إعلان حالة الطوارئ الصحية بالمغرب…
نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، بإعلان “حالة الطوارئ الصحية”، وتقييد الحركة في جميع ربوع المملكة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، الذي تزامن مع دخول فصل الربيع الذي ينطلق فيه موسم التطريد وينشط فيه النحل والنحال معا، وهي أهم فترة ينتظرها النحال بفارغ الصبر لتعويض خسائره من النحل، إذ يشتغل فيها النحال المحترف ليل نهار، ويتسابق مع الزمن من أجل استغلال هذه الفترة قدر الإمكان لمضاعفة عدد خلايا نحله، مما يفرض عليه الاشتغال بالمنحل أغلب أيام الأسبوع، إضافة إلى عملية ترحيل النحل إلى مناطق مختلفة بالمغرب سعيا وراء مراع جديدة، أو هروبا بالنحل من المبيدات السامة التي يستعملها بعض أصحاب الضيعات الفلاحية مباشرة بعد انتهاء فترة إزهار الأشجار، علما أن عملية الترحيل هذه لا تتم إلا بالليل.
في هذه الأثناء توصلت النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب بثلاث رسائل من نحالين محترفين ينتمون لثلاث مناطق مختلفة بالمغرب، إضافة إلى ما يروج في وسائل التواصل الاجتماعي، تفيد تعرضهم للمنع من الذهاب للاشتغال في مناحلهم رغم توفرهم على وثيقة رسمية هي شهادة تنقل استثنائية للعمل في مجال تربية النحل. مع أن طبيعة عمل النحالين تفرض عليهم الاشتغال في مناحلهم بعيدا عن كل التجمعات السكنية، بالجبال والغابات والضيعات الفلاحية، وتجعلهم يتحركون إلى العمل أو ترحيل النحل ليلا حيث لا اختلاط بالناس، الذي يشكل خطرا في انتشار فيروس كورونا “كوفيد-19”. إضافة إلى ذلك أن قرار إعلان “حالة الطوارئ الصحية” ألح على ضرورة استمرار عمل عدة قطاعات حيوية كي لا تتوقف عجلة البلاد، من بينها القطاع الفلاحي الذي يعد مجال تربية النحل جزءا أساسيا فيه.
لذلك، وطبقا لبلاغ وزارة الداخلية، فإن التنقل لضرورة العمل في المناحل لا يعد خرقا لمقتضيات قرار “حالة الطوارئ الصحية”، مع وجوب اتخاذ التدابير التالية:
– بالنسبة للنحالين الذاتيين: ضرورة استصدار شهادة تنقل استثنائية لدى رجال السلطة وأعوانها، تحمل عبارة قطاع تربية النحل في الخانة المتعلقة بالتنقل للعمل، مع ذكر عنوان مكان وجود المنحل المراد التنقل إليه. وبخصوص القول إن ترحيل النحل من مدينة إلى أخرى بواسطة الشاحنات أو عربات النقل المعدة لذلك يتطلب ترخيصا خاصا فإننا نوضح أنه بعد استشارتنا مع الجهات الرسمية، أكدت لنا هذه الجهات أن ترحيل النحل لا يحتاج إلى أي ترخيص آخر غير الوارد في بلاغ وزارة الداخلية، فالنحل لا يحمل فيروس كورونا ولا ينشره، وأي مطالبة بترخيص آخر غير ذلك يعتبر مجرد اجتهاد شخصي إن لم يكن تعسفا، وأن بلاغ وزارة الداخلية واضح في هذا الشأن ولا يحتمل أي تأويل. وما يتردد من أن ترحيل النحل من مدينة إلى أخرى يحتاج إلى إذن خاص هو كلام عار من الصحة، إذ لو كان هناك تغيير قد طرأ في مقتضيات الشهادة الاستثنائية للتنقل فإن وزارة الداخلية هي التي كانت ستعلن عنه للعموم.
– بالنسبة للتعاونيات والشركات التي تشتغل في مجال تربية النحل: ضرورة تسليم عمالهم شهادة تنقل استثنائية موقعة ومختومة من طرف الممثل القانوني للتعاونية أو الشركة، ويجب أن تحمل هذه الشهادة جميع المعلومات المتعلقة بالتعاونية أو الشركة، ومجال عملها، ومكان وجود المنحل، وصفة ومهمة العامل حامل الشهادة (عبارة: عامل في مجال تربية النحل). وهذه الشهادة كافية للتنقل حصريا للعمل في المنحل أو ترحيل النحل دون الحاجة إلى استصدار شهادة تنقل استثنائية مسلمة من طرف السلطات المحلية.
– أثناء الذهاب للعمل: لبس كسوة النحال وحمل معدات الاشتغال في المنحل حتى يتأكد للمراقب الأمني أن المتنقل هو فعلا نحال وذاهب للاشتغال في المنحل.
وفي هذا الصدد، فإننا في النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب اتصلنا بمجموعة من النحالين ينتمون لعدة مناطق بالمغرب، فأكدوا لنا جميعهم أن ظروف عملهم عادية جدا في إطار احترام التدابير المشار إليها أعلاه، ولا يجدون أية مشاكل في التنقل للعمل أو ترحيل النحل، عدا بعض الحالات المعزولة كما أشرنا أعلاه، التي تعتبر مجرد اجتهاد شخصي إن لم يكن تعسفا، وهي حالات معدودة على رؤوس الأصابع، تشهد عليها تلك الواردة في الرسائل التي توصلت بها النقابة.
ومن خلال هذا البلاغ، فإن النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، تقدر عاليا الجهود العظيمة التي تقوم بها الدولة حماية للمواطنين وحرصا على سلامتهم، وتتقدم بتحية تقدير وشكر وامتنان لكل الشرفاء الأخيار الذين نذروا أنفسهم في هذه الظروف العصيبة خدمة للوطن وللمواطنين بكل حزم ومسؤولية، من رجال ونساء السلطة وأعوانهم، والجيش، والشرطة، والدرك، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، دون أن ننسى الشد بحرارة على أيدي الساهرين على الصحة بجميع مكوناتهم، وكذا عمال النظافة، وكل الذين انخرطوا وساهموا في “معركة” التوعية والتحسيس بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة ضد هذا “العدو” غير المرئي.
كما تهيب النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب بجميع النحالين المغاربة بأن يكونوا خير قدوة بالالتزام بتطبيق التدابير الاحترازية، والإجراءات الوقائية التي وضعتها الدولة، وكذلك بتحسيس أسرهم وجميع الأهل والأحباب بضرورة عدم مغادرة المنازل، وذلك من باب المسؤولية في الحفاظ على صحة المجتمع وسلامته، وإبقاء هذا الفيروس تحت السيطرة والحد من انتشاره.
وفي الأخير لا بد لنا أن نَذْكر بكل فخر واعتزاز أولئك النحالين المحترفين، والتعاونيات والشركات التي تشتغل في مجال تربية النحل، الذين أبانوا عن معدنهم الأصيل وعن حس المواطنة وروح التكافل بمساهمتهم عن طواعية وطيب خاطر في “الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19)”، وعدد المساهمين من النحالين في تزايد مستمر. ومن خلالهم ندعو باقي النحالين للانخراط في هذا العمل الإنساني كل حسب استطاعته، ولنا نحن النحالين في مجتمع النحل عبرة في النظام والعمل والتكافل، وهي القيم التي يجب أن نظل متشبثين بها أفرادا وجماعات.
وفي هذه الظروف التي يحتاج فيها جسم الإنسان إلى مناعة قوية، فإننا في النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب نحث جميع المغاربة إلى الإقبال على تناول منتجات خلية النحل خاصة العسل الذي يغذي الجسم ويرفع من مناعته، كما ندعو النحالين المحترفين إلى العمل على توفير هذه المادة الحيوية في السوق الوطنية بأثمنة معقولة كي تكون في متناول جميع المغاربة، وأن يكون العسل من إنتاج مغربي حر خالص خال من كل أشكال الغش، والتبليغ عن كل مضارب أو متلاعب أو غشاش، خاصة ونحن في شهر شعبان وعلى أبواب شهر رمضان المعظم الذي يكثر فيه الإقبال على العسل.
نسأل المولى جلت قدرته أن يرفع عن بلدنا وعن مواطنينا وعن الإنسانية كافة كل بلاء، وأن ينشر سبحانه وتعالى رداء الصحة والعافية على الجميع. إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
الحسن بنبل رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب.