مجلة المحيط الفلاحي

تحلية المياه والتنمية المستدامة: رؤية ملكية مستنيرة وتجسيد عملي لوزارة الفلاحة…

في سياق الاهتمام المتزايد بتحديات الموارد المائية والتنمية المستدامة، وانسجامًا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، جاءت خطوة وزارة الفلاحة تحت إشراف محمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات لتبرز مدى الالتزام بالتعامل مع هذه التحديات الحاسمة التي تواجه البلاد. فقد عمل الوزير بسرعة وحزم على ترجمة التعليمات الملكية إلى مشاريع ملموسة على أرض الواقع تعكس الرؤية الملكية لمستقبل زراعي مستدام يعتمد على الابتكار والمعرفة الحديثة وبالخصوص في مشاريع  وطنية رائدة (تحلية مياه البحر).

ومن هذا المنطلق، أطلق السيد محمد صديقي برنامجًا طموحًا يتضمن تخصيص مسارات تكوينية جديدة في مجالي تحلية المياه ومعالجة المياه والتنمية المستدامة. هذا التخصص الذي تم اعتماده في معهد التقنيين المتخصصين في الفلاحة بتمارة ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط ، يعكس استجابة دقيقة للتوجهات الاستراتيجية الوطنية. فالخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش المجيد رسم بوضوح خارطة طريق مستقبلية تعتمد على التدبير الحكيم للموارد المائية، مما يجعل هذا القطاع في قلب الأولويات الوطنية.

ولا يخفى على أحد أن المغرب يواجه تحديات كبيرة مرتبطة بالتغيرات المناخية وندرة المياه، الأمر الذي يستدعي توجيه المزيد من الجهود نحو تطوير تقنيات حديثة تعزز من استدامة القطاع الزراعي. ولعل إطلاق هذه المسلك الجديد يأتي في الوقت المناسب للاستجابة لاحتياجات سوق العمل المتنامية، حيث سيوفر للخريجين فرصًا واسعة تفتح أمامهم آفاق الابتكار في المجال الفلاحي، وتدعم كذلك روح المقاولة التي أصبحت محورية في دعم الاقتصاد الوطني.

تجسد هذه المبادرة الحكيمة رؤية عصرية وشاملة تستشرف مستقبلًا تكون فيه الموارد المائية محمية ومنظمة وفق أعلى معايير التنمية المستدامة. كما أنها تعكس الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الفلاحة لتطوير النظام التعليمي والتكويني في هذا المجال، مما يعزز من قدرات الشباب ويضعهم في صلب عملية التغيير.

السيد محمد صديقي بتوجيهاته الدقيقة ورؤيته الاستباقية أثبت مرة أخرى كفاءته وحنكته في تسيير أحد أهم القطاعات الحيوية في المغرب. وبرنامج الوزارة الطموح التي تعمل على الاستجابة الفورية وعلى ارض الواقع للتعليمات الملكية السامية ، وبهذا نكون حققنا خطوة هامة نحو تحقيق رؤية المغرب المستقبلية كبلد يوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية، مستندًا بذلك إلى نهج علمي ومعرفي يضعه على خطى الدول المتقدمة في هذا المجال.

#عادل العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.