مجلة المحيط الفلاحي

تجمُّعات الجَراد تُهدِّد الزراعة في مدغشقر.

مطلوب جهودٌ فوريّة قبل أمطار اكتوبر/تشرين الأوّل لتفادي انتشار أسرابٍ وبائيّة

روما حذَّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “FAO” اليوم من أن مدغشقر تواجه خطر انتشار فاشياتٍ جرادية كبرى ستلتهم محاصيلها الزراعية.
وتفيد البلاغات بأن أعداداً غير مُقدَّرة من التجمُّعات غير الناضجة للجراد الملاغاسي المُهاجِر قد تشكَّلت فعلياً وبدأت تحرُّكها خارج الزاوية الجنوبية الغربية من مدغشقر، حيث يجرى تطويقها عادةً مُتجهةً صَوب شرق البلاد وشمالها لمسافاتٍ قريبة من منطقة “اينتيرانو”.

وتقدِّر السلطات الحكومية في مدغشقر أن الأخطار الكامنة تُهدِّد ما يصل إلى 460000 أسرة ريفية.
وسوف يتعيّن شَنّ حملةِ مكافحةٍ كبرى طيلة أشهرٍ بأكملها قبل الموسم المطير القادم في مدغشقر، الذي يبدأ مع منتصف اكتوبر/تشرين الأوّل لوقف أعداد الجراد عن التكاثر والحيلولة دون بُلوغها مستوى الفاشية الوبائيّة.

وتمرُّ مدغشقر حالياً بفترة موسمها الجاف والبارد، غير المُلائم لتكاثُر الجراد. غير أن الطقس الرطب والحار للموسم المُمطر– الذي يدوم إلى فصل الربيع — يُهيًّئ ظروفاً مُثلىَ للتكاثر السريع.

وفي ظلّ الأحوال المناسبة يمكن أن يتكاثر الجراد على هيئة جيلٍ جديد كلّ شهرين تقريباً، وبحدود أربعة أجيال خلال سنةٍ واحدة.

وكانت المنظمة “فاو” قد أوفدت بعثةَ مسحٍ إلى جزيرة مدغشقر لتقييم الأوضاع خلال الأسبوع الماضي، لتعود مؤكِّدةً بالتنسيقٍ الوثيق مع السُلطات الوطنية على خطورة الأوضاع وضرورة بِدء عمليات المُراقبة الجويّة لحركة الجراد في وقتٍ مبكّر من سبتمبر/أيلول.

وثمة حاجة إلى تعبئة 15 مليون دولار أمريكي من الموارد على وجه السرعة، لشنّ حملةٍ كبرى أرضاً وجوّاً علي امتداد رُقعةِ نصف مليون هكتار من الأراضي، وفقاً لتقديرات خبراء المنظمة “فاو”. وقد شَرَعت المنظمة فعلياً بالآليّات الضرورية لتعبئة الموارد البشرية والماديّة ولتحديد مواقع المُستلزمات والمعدّات مسبقاً في نقاطٍ استراتيجية من مدغشقر للمُباشَرة بعمليات المكافحة المُعتزمة.

مكائن تَلتَهِم المحاصيل

لا يتجمَّع الجراد دوماً في حشودٍ — حيث تتواجد الحشرات بمناطق جنوب غرب مدغشقر فرادياً على نحوٍ إعتيادي.

غير أن بلوغ نقطة التشبُّع من حيث كثافة الأعداد يحدو بحدوث تغيُّراتٍ كيميائية في بَدَن الجرادة مما يَستَببِع تحوِّلاتٍ سلوكيّة وبيئيّة وفسيولوجية للجراد.

ومن ثَم يبدأ الجراد بالتركُّز في تجمّعاتٍ مُتزامنة من حُشود النطّاط (مجموعات الجراد عديم الأجنحة) أو كحشودٍ من حشراتٍ مُكتملة النمو، وينتقل جماعياً للعثور على موارد جديدة من الغذاء ومناطق ملائمة للتكاثُر. ويشهَد بَدَن الجرادة تغيُّراً أيضاً، يسمح للحشرة الواحدة بالطيران على امتداد مسافاتٍ أبعد، بحدود 100 كيلومتر في اليوم، وتُصبح الجرادة قادرةً على هضم نطاقٍ أوسع تنوُّعاً من النباتات والمحاصيل.

وتَقوىَ الجرادة البالغة على استهلاك مُعادل وزنها تقريباً من الغذاء الطازج يومياً، فيما يبلُغ نحو غرامين؛ بينما يَلتَهِم جزءٌ ضئيل من سربٍ جرادي مُحتشِد في المتوسّط نفس كمّية الغذاء التي يحتاجها يومياً نحو 2500 فرد.

التحرُّك مُبكِّراً لتقليل الأضرار

تُشكِّل الاستجابة السريعة لتطوّرات الجراد مع بدء عمليات احتشاده أكثر الوسائل شُمولاً وجَدوى من حيث المردود المالي لمواجَهة المشكلة، طِبقاً للمنظمة “فاو”.

وخلال الفترة 2007 – 2009 نجَحت بُلدان منطقة البحر الأحمر التي استثمرت في عمليات التأهُب لمواجهة أزَمات الجراد، بما بلغت قيمته 20 مليون دولار أمريكي في الحيلولة دون تَصاعُد كثافة تجمّعات الجراد الصحراوي على هيئة فاشياتٍ وبائية. وفي المقابل، حين لم تستثمِر بعض بُلدان شمال إفريقيا وشمالها الغربي على نحوٍ مماثل مع بدء التجمّعات الجرادية في عام 2003، إضطرّت لاحقاً إلى إنفاق نحو 400 مليون دولار أمريكي للسيطرة على الأوضاع التي تَدَهورت بشدِّة بحلول عام 2005.

التحرُّك مُبكِّراً لتقليل الأضرار

تُشكِّل الاستجابة السريعة لتطوّرات الجراد مع بدء عمليات احتشاده أكثر الوسائل شُمولاً وجَدوى من حيث المردود المالي لمواجَهة المشكلة، طِبقاً للمنظمة “فاو”.

وخلال الفترة 2007 – 2009 نجَحت بُلدان منطقة البحر الأحمر التي استثمرت في عمليات التأهُب لمواجهة أزَمات الجراد، بما بلغت قيمته 20 مليون دولار أمريكي في الحيلولة دون تَصاعُد كثافة تجمّعات الجراد الصحراوي على هيئة فاشياتٍ وبائية. وفي المقابل، حين لم تستثمر بعض بُلدان شمال إفريقيا وشمالها الغربي على نحوٍ مماثل مع بدء التجمّعات الجرادية في عام 2003، إضطرّت لاحقاً إلى إنفاق نحو 400 مليون دولار أمريكي للسيطرة على الأوضاع التي تَدَهورت بشدِّة بحلول عام 2005.

منظمة الأغدية والزراعة  الدولية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.