مجلة المحيط الفلاحي

تبخر المياه: خطر متزايد يهدد موارد المغرب المائية

في زمن تتزايد فيه التحديات البيئية والمناخية، يبرز أمامنا مشهد مقلق تتجلى فيه قسوة الطبيعة على مواردنا الحيوية، وعلى رأسها المياه. فقد شهد المغرب في السنوات الأخيرة ارتفاعًا في درجات الحرارة، مما أدى إلى تبخر ملايين الأمتار المكعبة من مياه الأمطار والسدود. هذه الظاهرة ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي جزء من سلسلة متواصلة من التغيرات المناخية التي تهدد استدامة مواردنا الطبيعية وتزيد من تعقيد إدارة المياه في بلد يعاني من قلة الموارد المائية.

إن استمرار ارتفاع درجات الحرارة بشكل متكرر وغير مسبوق لا يقتصر تأثيره على تبخر المياه فحسب، بل يمتد ليؤثر على الزراعة، والتنوع البيولوجي، وحتى على صحة الإنسان. ومع كل متر مكعب يتبخر من مياهنا، تتضاءل فرصنا في تحقيق الأمن المائي، مما يجعل من الضروري التفكير بجدية في الحلول المستدامة التي تضمن لنا الحماية من هذه التهديدات الطبيعية.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نجد أنفسنا أمام مسؤولية تاريخية تستدعي التكاتف والعمل المشترك بين مختلف الجهات، سواء كانت حكومية، مدنية أو بحثية، لإيجاد حلول مبتكرة وفعالة لمواجهة هذا الخطر المتزايد. يجب أن تركز هذه الحلول على تحسين كفاءة استخدام المياه، وتطوير تقنيات جديدة للري، وتعزيز الوعي البيئي لدى المجتمع بأهمية ترشيد استهلاك المياه.

إن تبخر مياه السدود والأمطار هو إنذار لنا جميعًا بأن وقت العمل قد حان، وأننا بحاجة ماسة إلى استراتيجية شاملة للحفاظ على هذه الثروة الغالية التي لا تُقدر بثمن. فإذا لم نتخذ الإجراءات اللازمة الآن، قد نجد أنفسنا في مواجهة مستقبل عطِش، حيث تكون المياه فيها أغلى من الذهب.

# العربي عادل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.