بقايا الغطاء النباتي: ثروة بيئية لا تُقدّر بثمن وحاجتنا الملحة للحفاظ عليها
يُعد الغطاء النباتي في المغرب جزءًا أساسيًا من منظومته البيئية المتنوعة والغنية، إذ يشكل حزامًا حيويًا يساهم في الحفاظ على التوازن البيئي، ودعم التنوع الحيوي في مختلف المناطق، من السهول الخصبة إلى الجبال العالية والصحاري الشاسعة. كما أن بقايا هذا الغطاء النباتي تلعب دورًا حيويًا في حماية التربة من التعرية، وتنظيم المياه السطحية والجوفية، فضلاً عن دورها الهام في التخفيف من آثار التغيرات المناخية المتسارعة التي تشهدها البلاد.
في المغرب، حيث يشكل التصحر والجفاف تهديدًا دائمًا للمنظومات الزراعية والبيئية، تصبح بقايا الغطاء النباتي ليست مجرد مخلفات طبيعية، بل هي حاجز دفاعي طبيعي ضد التدهور البيئي. فهي تعمل على حفظ رطوبة التربة، وتعزز من خصوبتها، وتساعد في إعادة تجديد الأراضي المتدهورة. من هنا، تبرز أهمية هذه البقايا في استدامة النظم الزراعية التقليدية والممارسات الرعوية التي يعتمد عليها جزء كبير من السكان، خاصة في المناطق القروية.
إضافة إلى ذلك، تساهم بقايا الغطاء النباتي في حماية موارد المياه التي تُعتبر شريان الحياة في المغرب، حيث تزداد الحاجة إلى إدارة مستدامة لهذه الموارد في ظل التحديات المناخية التي تواجه البلاد. فهي تقلل من انجراف التربة وتسمح بتغذية الأحواض المائية الجوفية، كما تحد من سوء الاحوال الجوية والتصحر اللذين باتا يشكلان تهديدًا حقيقيًا على الأمن الغذائي والبيئي في المملكة.
ومع ذلك، يواجه الغطاء النباتي في المغرب تحديات متزايدة نتيجة للضغط السكاني، والتوسع العمراني، وقطع الأشجار غير المنظم، والرعي الجائر. هذه التحديات تستدعي تبني استراتيجيات وطنية شاملة ومتكاملة تركز على حماية وإعادة تأهيل الغابات والمناطق الطبيعية،
وهنا لاباس التدكير بإستراتيجية غابات المغرب الطموحة، إلى جانب تعزيز التوعية بأهمية بقايا الغطاء النباتي كعنصر أساسي في التنمية المستدامة.
إن بقايا الغطاء النباتي في المغرب ليست مجرد مكونات طبيعية عابرة، بل هي إرث بيئي وجزء لا يتجزأ من الهوية البيئية للبلاد. الحفاظ على هذا الإرث هو ضرورة ملحة لضمان استمرار التوازن البيئي، وتعزيز مرونة النظم البيئية في مواجهة التغيرات المناخية، وحماية حقوق الأجيال المقبلة في العيش في بيئة مستدامة وصحية.
#عادل العربي