بعد سنوات من الجفاف ..أمطار الرحمة تبعث الحياة في الحقول وتبشر بموسم فلاحي واعد
يبدو أن الطبيعة قد مدت يدها مجددًا للفلاحين مع أمطار الخير في هذا الشهر الفضيل، حيت انقلبت موازين الموسم الفلاحي من القلق إلى التفاؤل، ومن شح المياه إلى وفرة تبشر بموسم زراعي واعد. هذه الأمطار، التي طال انتظارها، لم تكن مجرد زخات عابرة، بل جاءت كمُنقذ طال انتظاره بعد سنوات من الجفاف والتوجس، فبعثت الحياة في التربة، وأحيت الأمل في نفوس المزارعين الذين كادوا يفقدون الرجاء في موسم جيد.
ليس الفلاح وحده من تنفّس الصعداء، بل الأرض نفسها استجابت لهذا الخير، فاخضرت الحقول وتعافت الزراعات، وباتت الأشجار والمراعي أكثر قدرة على العطاء. ومع تحسن الوضع الزراعي، أصبح الوقت مواتيًا للاستثمار في الأسمدة النيتروجينية ومكافحة الأعشاب الضارة، مما يهيئ المحاصيل الخريفية لحصاد وفير، ويمنح الزراعات الربيعية انطلاقة قوية، قد تكون هي الأخرى مبشرة بعطاء جيد.
إن هذه التساقطات ليست مجرد مياه تروي العطش، بل هي نبض الحياة لمجتمع فلاحي بأكمله، اقتصادُه معتمد على الأرض، وأمله معقود على السماء. ومع الجهود التي تبذلها وزارة الفلاحة لدعم الفلاحين من خلال توفير البذور والأسمدة المدعمة، تبدو كل الظروف مواتية لتسجيل موسم فلاحي ناجح، رغم الصعوبات التي واجهها في بداياته مع قلة التساقطات .
الأمطار الأخيرة لم تُسعِد المزارعين فحسب، بل أدخلت البهجة إلى قلوب مربي الماشية أيضًا، حيث تحسنت المراعي وانتعشت الموارد المائية الجوفية، مما يساهم في تحسين ظروف تربية المواشي. واليوم، ومع تضافر جهود الفلاحين والدعم المؤسساتي، سنتجه ان شاء الله نحو موسم فلاحي يستعيد بعضًا من بريق المواسم الجيدة، ليؤكد مرة أخرى أن الأرض، مهما اشتد جفافها، لا تبخل على من يزرعها، إذا ما لامستها قطرات الخير.
#عادل العربي