اليوم العالمي لشجرة الأركان اعتراف بجهود المغرب في الحفاظ على هذه الثروة النباتية
يحتفل المجتمع الدولي في 10 ماي من كل سنة باليوم العالمي لشجر الأركان، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفاء بهذه الشجرة المستوطنة في المغرب، وذلك اعترافا بجهود المملكة في الحفاظ على هذه الثروة النباتية.
وأقرت الأمم المتحدة اليوم العالمي لشجر الأركان بعد اعتماد الاقتراح الذي قدمه المغرب للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو القرار الذي تمت المصادقة عليه بإجماع الدول الأعضاء بنيويورك يوم 3 مارس 2021، حيث حاز المغرب بموجبه على دعم المجتمع الدولي لحماية هذا الموروث الطبيعي وتنمية مجاله الحيوي.
ويكرس هذا القرار الأممي أيضا الدور الفعال لسلسلة الأركان في تنفيذ الأهداف الـ 17 للتنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما يسلط الضوء على دور هذا القطاع في التمكين الاقتصادي للمرأة القروية وتعزيز الاقتصاد التضامني والتنمية البشرية من خلال دعم وإنعاش دور التعاونيات ومختلف التنظيمات المهنية الفاعلة في سلسلة الأركان.
ويعد هذا الحدث مناسبة لتعبئة جميع الفاعلين على الصعيدين الوطني والدولي للمحافظة على هذا الموروث الطبيعي وتنمية مجاله الحيوي، حيث تكمن أهمية هذا النظام الإيكولوجي في دوره الفعال في الحد من التصحر والتأقلم مع التغيرات المناخية وكذا في خصائصه المتميزة كنظام متكامل يوفر شروط التعايش المتوازن بين الإنسان وباقي المكونات الطبيعية.
واستطاع المغرب وضع برامج تنموية مستدامة تمكن من الحفاظ على الثروات الطبيعية بالمملكة على رأسها مناطق الواحات وشجر الأركان الذي يعد إرثا وطنيا وجزءا مهما من الموروث الطبيعي الوطني، عبر إحداث “الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان”، التي يشمل مجال تدخلها الواحات الموجودة في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية للمملكة، وكذا المجال الجغرافي لشجر الأركان.
وعملت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، منذ إحداثها سنة 2010، على مواكبة التنمية في فضاء كبير يمثل 40 في المائة من مساحة المملكة، حيث أن الوكالة حققت نتائج مهمة في إطار برنامج 2012-2020، المتعلق بتحسين المؤشرات السوسيو- اقتصادية بمناطق الواحات ومواكبة النظم البيئية للواحات وشجر الأركان.
وأطلقت المملكة سنة 2013 استراتيجية تطوير مناطق الواحات وشجر الأركان التي تهدف إلى تنمية شاملة ومتكاملة لهذه المناطق (5 جهات و 16 إقليما و 400 جماعة)، وتثمين الموارد الاقتصادية والطبيعية والثقافية التي تنتشر فيها، بالإضافة إلى حماية النظم البيئية.
وبحسب وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، فإن تنمية سلسلة الأركان تقوم أساسا على استراتيجيتي “الجيل الأخضر 2020-2030″ وغابات المغرب 2020-2030”.
وتعتمد هاتان الاستراتيجيتان خمس ركائز من أجل مواصلة برنامج غرس 50 ألف هكتار في أفق سنة 2030، وتأهيل 400 ألف هكتار من المجال الغابوي وفق نموذج تدبير شمولي ومستدام يرتكز على التعاقد من أجل الحماية التشاركية للمجال الحيوي للأركان، ودعم تثمين الإنتاجية وإنعاش صادرات زيت الأركان، ودعم البحث العلمي، وهيكلة التنظيم المهني حول مشاريع التجميع الفلاحي.
ويحتفل المغرب والأمم المتحدة هذه السنة باليوم العالمي لشجرة الأركان، يوم 10 ماي الجاري بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، تحت شعار “التنمية السوسيو اقتصادية واستدامة المجال الحيوي للأركان”
ويتوخى هذا الاحتفال العالمي، حسب بلاغ لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إبراز الدور المتميز الذي يضطلع به المجال الحيوي للأركان في تعزيز تأقلم الساكنة المحلية، ومدى مساهمته في تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، وذلك من خلال إسهامه في الأمن الغذائي (الهدف الأممي رقم 2)، وقدرته على التكيف مع التغيرات المناخية (الهدف الأممي رقم 13)، وكذا الجهود المبذولة لتوفير الظروف اللازمة للعيش في ظل ما يعرفه هذا المجال من شح الموارد المائية (الهدف الأممي رقم 6).
ويساهم هذا المجال أيضا في تعزيز المساواة بين الجنسين (الهدف الأممي رقم 5) من خلال تقوية التمكين الاقتصادي للنساء في العالم القروي عبر دعم وإنعاش التعاونيات النسائية والتنظيمات الفلاحية، مما سيعود بالنفع على الساكنة المحلية وتوفير فرص الشغل وتحقيق قيمة مضافة عالية (الهدف الأممي رقم 8).
ومن خلال هذا الموعد الدولي السنوي، يسعى المغرب لتقاسم تجاربه في مجال تعزيز تأقلم النظم الإيكولوجي للأركان باعتباره رمزا للتنوع البيولوجي ومختبرا حيا لتحقيق التوازن بين الإنسان والطبيعة.
وستبدأ الاحتفالات باليوم العالمي لشجر الأركان لهذه السنة من مقر الأمم المتحدة، بحيث سيتم تنظيم حدث رفيع المستوى تحت رئاسة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، والسفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال.
وسيعرف هذا الحدث مشاركة رفيعة المستوى من سفراء عدد من الدول الأعضاء، بالإضافة الى كبار مسؤولي الأمم المتحدة، خاصة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ومديري وممثلي منظمة الأمم المتحدة، لا سيما منظمة الأمم المتحدة للتربية، والعلوم والثقافة ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والصندوق الأخضر للمناخ.
وبمناسبة هذا الحدث، سيتم تنظيم معرض فني وفوتوغرافي حول الأركان على مدى أسبوعين برحاب مقر الأمم المتحدة، كما سيقام حفل استقبال على شرف الضيوف الحاضرين لتذوق منتوجات الأركان واكتشاف المنتجات المجالية المعروضة من طرف التعاونيات المحلية المغربية.
وعلى الصعيد الوطني، سيتم تنظيم مجموعة من الأنشطة لتخليد هذا الإعلان الأممي، حيث سيتم تنظيم عدة ندوات علمية وأنشطة على مستوى النوادي البيئية بالمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى عمليات الغرس بشراكة مع هيئات المجتمع المدني والتنظيمات المهنية.
ولتتويج هذه الاحتفالات، سيتم تنظيم النسخة الثانية للمعرض الدولي للأركان بأكادير من 17 الى 21 ماي الجاري، حيث ستكون فرصة لتسليط الضوء على الدينامية التي تعرفها سلسلة الأركان، وكذا إنجازات وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ومختلف مؤسساتها، في سبيل تحقيق تنمية مستدامة للمجال الحيوي للأركان.