إلى المندوب السامي للمياه والغابات: من يحمي غابات اقليم تازة من الإجتثاث العشوائي والقطع الجائر للأشجار؟
لا أحد يجادل في أهمية ودور الغابات والمساحات الخضراء على عدة مستويات، لعل أهمها مساهمتها في خلق التوازن الطبيعي والحياة الإيكولوجية. بل، وحتى أهميتها على المستوى الإجتماعي والسياحي والإقتصادي والبيئي. وإذا كانت المجالات الغابوية بالمغرب أصبحت تعيش تحت تهديدات وأخطار عدة، من بينها أساسا الحرائق التي تأتي كل سنة على هكتارات فإن عوامل ومسببات أخرى أصبحت بدورها تساهم في تراجع نسبة المساحة الغابوية وتدهورها. ومن أبرز التي تسبب استنزافا كبيرا، هناك ما يتعلق بالإجتثاث العشوائي والقطع الجائر للأشجار بشكل غير قانوني، وبطريقة سرية قد تتواطؤ فيه عدة أطراف، بغضِّ النظر على انعكاساته السلبية التي تساهم في تدهور المجال ككل، ما دام أن الأمر يتعلق بنشاط ممنوع لكنه يدرُّ أموال على من يتعاطى لـ “تهريب” أطنان الخشب، ويعمل على قطع الأشجار والقضاء على المساحات الغابوية التي تعتبر ثروة غاية في الأهمية يتم استغلالها في الكثير من الأحيان بالمواصفات التي سبقت الإشارة إليها.
وإذا كان جزء كبير من المساحة الغابوية التي تحيط بمدينة تازة (غابة بوكربة) أتت عليه أيادي أثمة،التي تُباشر في واضحة النهار وأمام أنظار ومسمع رواد الاستجمام، الى جرائيم أثيمة إذ تجتث الأشجار و يتم اتلاف الشجيرات الصغيرة و التي هي في طريق النمو بجرالاشجار الكبيرة التي تكسرها و تتلفها كما يتم ترك مخلفات الاغصان التي قد تكون مجال خصب لاشتعال النيران مع وجود فصل الصيف و اشتداد الحرارة. وفي سياق متصل، دق المجتمع المدني بمدينة تازة ناقوس الخطر حول الموضوع، إذ بادرت جمعية حماية المال العام في شخص رئيس فرعها بعد تلقيه الخبر و التنقل إلى عين المكان رفقة الاعلامي و الحقوقي عمار قشمار حيث أخد مجموعة من الصور والأشرطة، وقاموا بمراسلة مدير المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر و اثارة الموضوع ببعض الجرائيد الالكترونية ، إلا أن رسالتهم لم تلق صدى. ومن جانبه، أدان الحاج محمد بلشقر رئيس فرع الجمعية، السلوك الذي يمارس في حق غابة مدينة تازة الذي لا ينسجم مع التوجهات الملكية الداعية إلى المزاوجة بين التنمية والاقتصاد في الموارد الطبيعية .
وفي تصريح للناشط الاعلامي والحقوقي عمار قشمار، فقد اعتبر “أن الغابة ملك جماعي وجب حمايته والاهتمام به، والضرب على يد كل من سولت له تخريب هذا المجال، وعدم السكوت عن ما يحدث من قطع للأشجار دون حسيب أو رقيب، معتبرا أن الأمر يمس الحق في الحياة للمجال الغابوي والحيواني والإنسان أيضا. دعيا المسؤولين للتدخل لأجل وقف الاستنزاف الذي تتعرض له غابات إقليم تازة بكل من بويبلان وبوكربة ومغراوة وبوشفاعة وغيرها
تازة : محمد منصف لمحورك
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.