المغرب ينتج سنويا 52 ألف طن من النباتات العطرية والطبية و 5 آلاف طن من الزيوت الأساسية..
تشتهر الزيوت الأساسية بخصائصها المتعددة، ما مكنها من أن تحظى بإقبال كبير منذ تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، لكن استعمالها ليس دون مخاطر كما يعتقد الكثيرون.
وتستعمل الزيوت الأساسية كمراهم أو محلولات تدهن على الجلد أو عبر الاستنشاق كدواء لمجموعة من العوارض الصحية، أو للتخفيف من آلام الرأس أو كعلاج للأرق، فيما يلجأ إليها البعض للوقاية من الالتهابات المرتبطة بفصل الشتاء.
ويعتبر المغرب من البلدان المنتجة تقليديا للزيوت الأساسية ومستخلصات النباتات العطرية والطبية، حيث يتوفر على تقاليد عريقة في تقطير النباتات ذات الروائح الزكية.
وحسب معطيات قطاع الفلاحة، ينتج المغرب سنويا ما قدره 52 ألف طن من النباتات العطرية والطبية و 5 آلاف طن من الزيوت الأساسية. كما يتوفر على ثروة نباتية تعدادها 4500 صنفا من النباتات الوعائية، ما يجعله واحدا من أكثر البلدان تنوعا وغنى نباتيا.
وفسرت الدكتورة في الصيدلة، ياسمين حمراني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بخلاف الزيوت النباتية، يتم استخلاص الزيوت الأساسية عبر تقطير النباتات.
ولفتت الانتباه إلى ضرورة تفادي أي اتصال مباشر بين مكونات الزيوت الأساسية والجلد لكونها قد تؤدي إلى التهابات أو تسمم، موضحة أن الزيوت الأساسية على العموم محبة للدهون، من حيث تبرز ضرورة مزجها مع الزيوت النباتية لتفادي أي تهيج أو حروق.
وشددت هذه الصيدلانية المستقرة بطنجة على أن تعبئة الزيوت الأساسية يتعين أن تتم بشكل حصري في قوارير زجاجية معتمة، بنية أو زرقاء اللون، لتفادي تغير تركيبتها بسبب تأثير الضوء والأوكسيجين.
لكن هل بإمكان الزيوت الأساسية القضاء على الفيروسات؟ تجيب الدكتورة حمراني على هذا السؤال بأن هذه الزيوت لا تمنع الإصابة بالعدوى الفيروسية كما لا تعالجها بشكل مباشر، لكنها بالمقابل قد تساهم في التخفيف من بعض أعراضها والمساعدة على التعجيل بالشفاء.
ومن بين الزيوت الأساسية الأكثر طلبا في السوق، يمكن الإشارة إلى زيوت الخزامى والنعناع الفلفلي والشاي أو أيضا الجوز الطيب، علما أن جودة الزيوت الأساسية رهينة بعدد من العوامل المتعلقة بموطن النباتات لأن المكونات ونسبة تركيزها قد تختلف تبا للعوامل المناخية والجغرافية ونوع التربة التي زرعت فيها هذه النباتات.
ولاحظت الدكتورة ياسمين حمراني ارتفاع الطلب على زيت الجوز الطيب خلال الأشهر الماضية، لاستعماله في الوقاية من الإنفلونزا الموسمية، وذلك بالنظر إلى خصائصه المضادة للفيروسات وقدرته على تحفيز جهاز المناعة.
أما بالنسبة لزيت النعناع الفلفلي، المعروف في المغرب باسم “النعناع العبدي”، فقد أشارت المتحدثة إلى أنه يمتاز بفوائده الجمة على الجهاز الهضمي، إلى جانب قدرته على تسكين الآلام، خاصة آلام المفاصل والعضلات والصداع والصداع النصفي (الشقيقة).
وتابعت الصيدلانية أن زيت الخزامى من جهته فهو فعال ضد الحروق وقدرته على علاج الندوب، كما يساعد أيضا على خفض التوتر والقلق، فيما يعتبر زيت شجر الشاي مكافحا للجراثيم والفيروسات، إلى جانب استعماله لأمراض الجلد، وخاصة حب الشباب.
وإن كانت هذه الزيوت قد أثبتت فعاليتها على مر السنوات، إلا أن استعمالها لا يخلو من مخاطر.
في هذا السياق، حذرت الدكتورة حمراني من أن الزيوت الأساسية لا ينصح باستعمالها بالنسبة للأطفال أقل من 5 سنوات والمرأة الحامل و المرضعة وكبار السن و المرضى الذين يعانون من علل مزمنة.
وبالنظر إلى تركيز جزيئاتها العالي، يمكن أن تتسبب الزيوت الأساسية في التهابات أو ردود فعل تحسسية للنساء الحوامل قد تصل إلى تحفيز حدوث تشوهات خلقية للجنين أو الإجهاض.
وغالبا ما تحتوي الزيوت الأساسية على جزيئات قوية المفعول وإن كان استعمالها يتم بجرعات صغيرة جدا، وبالتالي لا يتعين استخدامها دون معرفة مسبقة بفوائدها ومضارها ومكوناتها. وبالرغم من فوائدها العلاجية، فمن المهم التذكير بأنه من الضروري استشارة المختصين قبل استعمالها.
المحيط الفلاحي : و.م.ع