المغرب يعزز مكانته كقوة فلاحية عالمية ويحتل المركز الرابع في تصدير الخضر والفواكه إلى بريطانيا
أكد تقرير حديث صادر عن وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية في المملكة المتحدة لعام 2024 المكانة المتميزة التي بات يحتلها المغرب كواحد من أبرز المصدرين للخضر والفواكه إلى السوق البريطانية، حيث حلّ في المركز الرابع ضمن قائمة “الخمس الكبار”، التي شملت أيضا إسبانيا في الصدارة، وهولندا وفرنسا وبولندا. ويأتي هذا الإنجاز ليعكس الجهود الحثيثة التي بذلتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في دعم القطاع الفلاحي، وترسيخ تنافسيته على الصعيد الدولي.
وفقًا لمعطيات التقرير، استطاع المغرب تأمين 7.5% من حاجيات بريطانيا الغذائية، ليأتي مباشرة بعد إسبانيا وهولندا اللتين استحوذتا على النصيب الأكبر من الطلب بنسبة 57%، وفرنسا بنسبة 8%. هذا الأداء المميز يضع المغرب في موقع استراتيجي ضمن سلسلة التوريد الغذائي للمملكة المتحدة، ويعزز حضوره كفاعل محوري قوي في التجارة العالمية للخضر والفواكه.
إن تحقيق هذه النتائج لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة رؤية استراتيجية محكمة قادتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. فقد وضعت الوزارة مخططات طموحة تهدف إلى تحسين الإنتاجية وتعزيز الجودة، من خلال تقديم الدعم التقني والمالي لمختلف سلاسل الإنتاج الفلاحي، مما ساهم في تحسين الأداء العام للقطاع، والاستثمار في البنية التحتية لتطوير أساليب التخزين والنقل والتصدير بما يتماشى مع المعايير الدولية، وتحديث أساليب الزراعة عبر إدماج التكنولوجيا الحديثة في العمليات الزراعية لتحقيق إنتاجية أعلى مع الحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى تنويع الأسواق من خلال تعزيز العلاقات التجارية مع شركاء دوليين جدد مثل السوق البريطانية لضمان توازن الصادرات.
تندرج هذه النجاحات ضمن إطار استراتيجية “المغرب الأخضر” سابقا ،و”الجيل الأخضر 2020-2030″، حاليا التي وضعتها الوزارة بهدف تعزيز مكانة المغرب كقوة فلاحية دولية. وقد ركزت هذه الاستراتيجية على تثمين الموارد المحلية وتوسيع قاعدة الإنتاج، مع الاهتمام بتحسين جودة المنتجات لضمان ولوجها إلى الأسواق العالمية الأكثر تطلبًا.
إن حضور المغرب القوي في السوق البريطانية يعكس نجاح السياسة الفلاحية الوطنية، ويؤكد قدرته على منافسة الدول الكبرى في هذا المجال. وبفضل الاستمرار في دعم الفلاحين واعتماد سياسات مبتكرة، يُنتظر أن يحقق القطاع الفلاحي المغربي مزيدًا من النجاحات، سواء على صعيد التصدير أو تعزيز الأمن الغذائي الوطني.
يُعتبر هذا التموقع المتميز في السوق البريطانية شهادة على نجاح وزارة الفلاحة في تحويل التحديات إلى فرص، وعلى قدرتها على ترسيخ المغرب كفاعل دولي في مجال الفلاحة. وهو دليل على أن السياسات العمومية المرتكزة على الابتكار والتخطيط الاستراتيجي تُعدّ السبيل الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة.
ختامًا، إن هذا الإنجاز ليس مجرد رقم في ترتيب دولي، بل هو تجسيد لجهود جماعية واستثمار في المستقبل، مما يجعل القطاع الفلاحي المغربي نموذجًا يحتذى به إقليميًا ودوليًا.
#العربي عادل