المغرب يتألق في تعزيز التعاون جنوب-جنوب: تجربة فريدة في الفلاحة والتنمية تُعرض في قمة كمبالا
في قلب التحديات الكبرى التي تواجه القارة الإفريقية، من الأمن الغذائي إلى رهانات التنمية المستدامة، تتعاظم أهمية تكريس رؤية موحدة تستند إلى التعاون الإقليمي والتضامن العملي. وبينما تكافح الدول الإفريقية لإيجاد حلول مستدامة لاستغلال مواردها الطبيعية وتحقيق طموحات شعوبها، تواصل المملكة المغربية تعزيز التعاون جنوب ـ جنوب مع الدول الأفريقية الشقيقة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، لعب دور محوري في تقديم نموذج متميز للتعاون الفعّال الذي يربط بين الشراكة والعمل الملموس.
وفي إطار هذا الالتزام الثابت، تشارك المملكة المغربية في قمة البرنامج الشامل لتنمية الزراعة الإفريقية، المنعقدة في العاصمة الأوغندية كمبالا، بمشاركة وفد رفيع المستوى يقوده وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري. وخلال هذه القمة التي تجمع قادة الدول والمسؤولين والخبراء من كافة أنحاء القارة تحت شعار “صوت واحد، أرض واحدة”، شدد السيد السيد البواري ، في تصريح للصحافة، على هامش هذه القمة التزام المغرب المتواصل بتحويل منظومته الغذائية وجعلها نموذجاً شاملاً ومرناً ومستداماً، وذلك بهدف تحقيق الأهداف المحددة في إعلان مالابو لعام 2014، الذي يُعد إطاراً مرجعياً لتحويل الزراعة الإفريقية.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن المغرب اعتمد استراتيجيات قطاعية متقدمة، تتماشى مع النموذج التنموي الجديد، لترسيخ تحول عميق ومستدام في منظومته الغذائية. ومن بين هذه الاستراتيجيات، سلط الضوء على “الجيل الأخضر 2020-2030″، التي تركز على تعزيز التنمية الزراعية مع إعطاء الأولوية للعنصر البشري، واستراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، التي تهدف إلى تطوير الغطاء النباتي والحفاظ على الموارد الطبيعية، واستراتيجية “هاليوتيس”، الموجهة نحو تنمية قطاع الصيد البحري.
وأوضح الوزير أن هذه المبادرات لم تقتصر على تعزيز الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، بل ساهمت أيضاً في بناء منظومة فلاحية مرنة تحظى بالاعتراف على المستوى القاري، حيث احتل المغرب المركز الأول في شمال إفريقيا والثاني قارياً وفقاً للتقارير الدورية لتتبع خطة عمل إعلان مالابو.
وأبرز السيد البواري أن هذه القمة تشكل فرصة لتجديد التزام الدول الإفريقية بتطوير الزراعة كقاطرة للتنمية المستدامة، وهي أيضاً منصة هامة لتسليط الضوء على الدور الرائد الذي يلعبه المغرب منذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي في عام 2017، من خلال مواءمة استراتيجياته الوطنية مع الالتزامات القارية المحددة في إعلان مالابو.
وفي ختام هذه القمة، يعكس الحضور المغربي المتميز المبادرات الرائدة في عمق التزام المملكة المغربية تجاه القارة الإفريقية، ليس فقط كشريك استراتيجي، بل كفاعل مؤثر يعمل على تحويل الرؤى المشتركة إلى إنجازات ملموسة. ومن خلال قيادة حكيمة ومقاربات مبتكرة، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كجسر للتكامل الإقليمي ورائد في تحقيق نهضة زراعية وتنموية شاملة. في عالم يسوده التحدي، تبقى المملكة المغربية نموذجاً للإصرار على بناء مستقبل مستدام ومزدهر لجميع شعوب القارة.
#العربي عادل