المغرب وليبيريا.. تعاون استراتيجي لنقل الخبرات الفلاحية وبناء مستقبل زراعي مستدام
في إطار تعزيز التعاون الإفريقي المشترك، استقبل وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد أحمد البواري، أمس الخميس 30 يناير، السيد ألكسندر نويتاه، وزير الفلاحة بجمهورية ليبيريا ، في لقاء يعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين والتزامهما بتطوير قطاع الفلاحة والمياه والغابات عبر تبادل الخبرات وتعزيز القدرات التقنية.
مثل هذا اللقاء فرصة سانحة لتعميق النقاش حول آفاق التعاون التقني في المجالات الفلاحية، حيث تم تسليط الضوء على التجربة المغربية الرائدة في تطوير الفلاحة المستدامة، وتحقيق الأمن الغذائي، والاستثمار في التقنيات الحديثة لمواجهة تحديات التغير المناخي. وتناول الاجتماع بشكل خاص سبل نقل الخبرة المغربية إلى ليبيريا من خلال تكوين الأطر والتقنيين، مما يساهم في تعزيز الأداء الفلاحي وتحديث آليات الإنتاج في هذا البلد الإفريقي .
يأتي هذا اللقاء تأكيدًا لمكانة المغرب كفاعل أساسي في التنمية الفلاحية على مستوى القارة، حيث لطالما سعى إلى دعم الدول الإفريقية الشقيقة عبر تقديم المساعدة التقنية، وتبادل الممارسات الفضلى في مجالات تدبير الموارد المائية، ومكننة الفلاحة، وإدارة الغابات بطريقة مستدامة.
وتشكل التجربة المغربية في إطار مخطط استراتيجية “الجيل الأخضر” نموذجًا ناجحًا يُمكن أن تستفيد منه ليبيريا، خاصة فيما يتعلق بدمج الشباب في القطاع الفلاحي، وتحفيز الاستثمار الفلاحي، وتعزيز سلاسل الإنتاج وفق مقاربة اقتصادية واجتماعية مستدامة.
وأكد اللقاء بين الوزيرين على أهمية تعزيز التعاون جنوب-جنوب، باعتباره آلية فعالة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، ومواجهة التحديات المناخية والاقتصادية التي تهدد القطاع الفلاحي. وقد جدد الطرفان التزامهما بتطوير برامج تعاون ملموسة، تشمل التكوين المستمر، ونقل التكنولوجيا، والتنسيق بين المؤسسات الفلاحية للبلدين من أجل إرساء شراكة متينة تخدم مصالح الفلاحين والمستثمرين في كلا البلدين.
يعتبر هذا اللقاء خطوة إضافية نحو تعزيز العلاقات المغربية الليبيرية، التي عرفت في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات، لاسيما في ميدان الفلاحة. ويعكس هذا التوجه إرادة المملكة المغربية في دعم التنمية المستدامة بإفريقيا، وفق الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله التي تستند إلى التضامن والتعاون المثمر بين الدول الإفريقية الشقيقة.
ومع استمرار هذه الدينامية، يبقى التعاون الفلاحي بين المغرب وليبيريا نموذجًا للتكامل والشراكة البناءة، حيث يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويدفع بعجلة الازدهار الفلاحي إلى آفاق أرحب.
#المحيط الفلاحي : عادل العربي