المغرب وروسيا.. شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد في مستوى طموحات البلدين
تكتسي الزيارة التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى روسيا الاتحادية، ابتداء من يوم الأحد 13 مارس الجاري، أهمية كبيرة على اعتبار أنها ستعطي دينامية جديدة للشراكة الاستراتيجية المتعددة الأبعاد القائمة بين البلدين، منذ الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك لروسيا في أكتوبر 2002.
والواقع أن الزيارة الرسمية الأولى التي قام بها جلالة الملك إلى روسيا، أعطت دفعة جديدة للعلاقات المغربية الروسية في كافة المجالات، لاسيما في مجالات الصيد البحري والبحث العلمي والتقني والفضاء وتكونولوجيات الاتصالات.
غير أن الحدث الأبرز الذي ميز الزيارة الملكية الأولى لهذا البلد، تمثل في توقيع جلالة الملك محمد السادس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على إعلان للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، يشكل برنامج عمل حقيقي يروم تقوية العلاقات الثنائية وفتح آفاق واسعة جديدة أمامها.
ويؤسس ذلك الإعلان، الذي يشدد على مبادئ مساواة سيادة الدول، والتسوية السلمية للنزاعات، واحترام الشرعية الدولية وحقوق الإنسان وحوار الثقافات والحضارات، لحوار سياسي بين البلدين على مختلف المستويات (قائدا البلدين ورئيسا الحكومتين وكذا البرلمانيين وكبار المسؤولين في مختلف القطاعات الحكومية).
ويرسي ذلك الإعلان أسس مشاورات سياسية منتظمة بين البلدين من أجل تنسيق مواقفهما حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، سواء على الصعيد الثنائي أو المتعدد الأطراف (تقوية دور منظمة الأمم المتحدة من أجل حفظ السلم والأمن الدوليين، ومنع انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الإرهاب والتسوية السلمية للنزاعات).
كما تهدف خارطة الطريق تلك، إلى تقوية وتنويع الشراكة القائمة وإعطائها دفعة جديدة في القطاعات التقليدية للتعاون (الطاقة، الصناعة المعدنية والصيد البحري)، وتطويرها نحو بعد ومضمون جديدين من خلال إنجاز مشاريع استثمارية مشتركة.
وهكذا، فقد أوصى ذلك الإعلان بمضاعفة الاتصالات بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين بالبلدين الصديقين، وتنظيم معارض تجارية، وإنشاء شركات مختلطة وإرساء روابط بين الشبكات البنكية وغرف التجارة والصناعة والجمعيات والاتحادات المهنية.
وعلى الصعيد الثقافي والعلمي والتقني، يشجع الإعلان على تعزيز الاتصالات والتعاون بين الجامعات في البلدين، وكذا أكاديميات العلوم ومراكز البحث ووسائل الإعلام والجمعيات الثقافية والمكتبات وأقسام الأرشيف.
ولقد تعزز هذا التعاون بعد الزيارة التي قام بها الرئيس فلاديمير بوتين للمغرب في شتنبر من سنة 2006º وهي الزيارة التي شهدت التوقيع على العديد من اتفاقات التعاون بين البلدين في مجالات القضاء والصيد البحري والسياحة والثقافة والاتصالات والفلاحة والرياضة والصحة والأبناك.
ويطمح البلدان عبر الإرادة التي عبرا عنها، إلى تقوية علاقاتهما الثنائية، ليس فقط من خلال تكريس موقع المغرب كشريك أول لروسيا بإفريقيا والعالم العربي، ولكن أيضا من خلال تقوية مشاوراتهما السياسية على الصعيد الدولي بما يرقى إلى مستوى الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين.
فمنذ عهد السلطان محمد الثالث (1757- 1790) وصولا إلى عهد جلالة الملك محمد السادس، تميزت العلاقات بين البلدين بروح الوفاق والاحترام المتبادل خدمة لمصالح الشعبين الصديقين.
المحيط الفلاحي : و.م.ع
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.