المغرب مهدد بأزمة في القمح بعد إضراب في 4 موانئ
حذرت مصادر مطلعة من أزمة حبوب يمكن أن يعرفها المغرب خلال الأسابيع المقبلة بسبب الإضراب الذي يخوضه عمال مخازن الحبوب في أربعة موانىء تفريغ رئيسية. وكشف مصدر نقابيأن ثماني بواخر محملة بأكثر من 150 ألف طن من الحبوب المستوردة تنتظر التفريغ بعرض البحر قرب ميناء الدار البيضاء بسبب إضراب عمال مخازن الحبوب، وأكد المصدر ذاته أن الاستمرار في الإضراب من المتوقع أن يكبد المستوردين وخزينة الدولة مبالغ مهمة من العملة الصعبة. وأوضح المصدر ذاته أن البواخر الثمان إذا لم تفرغ حمولتها داخل ميناء الدار البيضاء وتتم جمركتها قبل 31 دجنبر الجاري سيتكبد المستوردون خسائر مهمة بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية، مضيفا أن المستوردين وخزينة الدولة سيتكبدان خسائر مهمة إذا طال انتظار البواخر في المياه بسبب الفوائد التي تؤدى بالعملة الصعبة عن كل يوم تأخير والتي تصل إلى حوالي 8 آلاف دولار في اليوم. وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا الوضع لا يشمل ميناء الدار البيضاء فقط، بل يسري على مؤانئ أخرى تنتظر فيها سفن نقل الحبوب بسبب الإضراب الوطني لنقابة عمال مخازن الحبوب، موضحا أن سفنا محملة بحوالي 120 ألف طن من القمح اللين تنتظر بميناء أكادير، وأخرى محملة بحوالي 40 ألف طن من الحبوب تنتظر التفريغ بميناء آسفي وأخرى محملة بحوالي 30 ألف طن من الحبوب تنتظر بميناء الناظور. وكشف المصدر ذاته أن النقابات العاملة بميناء الدار البيضاء ستعقد اجتماعا من أجل تدارس صيغ تضامنية مع عمال مخازن الحبوب المضربين بموانىء الدار البيضاء والناظور وأكادير وآسفي، مضيفا أن من بين الخيارات المطروحة للنقاش والتصويت إضراب عام بالميناء الذي من شأنه أن يكبد الاقتصاد الوطني خسائر مالية مهمة في حال التصويت عليه.
وتظاهر صباح أمس الأربعاء عمال مخازن الحبوب داخل ميناء الدار البيضاء احتجاجا على ما وصفوه بتعنت مدير المكتب الوطني للحبوب والقطاني، الذي يرفض الزيادة التي اقترحها الكاتب العام لوزارة الفلاحة المتمثلة في 500 ألف درهم للمبلغ الأصلي الذي اقترحه الكاتب العام لوزارة الفلاحة، التي أقرت في إطار الزيادات للعمال برسم الحوار الاجتماعي.
وأكد حسن السوراوي، الكاتب العام للنقابة الوطنية لمخازن الحبوب بالمغرب، أن خيار الإضراب المفتوح الذي دخلت فيه نقابته منذ يوم الثلاثاء الماضي جاء بفعل ما وصفه بتعنت الإدارة التي لا تريد الجلوس إلى طاولة الحوار بينما كان الملف على مشارف النهاية. يذكر أن «المساء» وفي محاولة منها لمعرفة وجهة نظر المكتب الوطني للحبوب والقطاني حول الأزمة، التي تعرفها مخازن الحبوب بالموانئ وتأثيرها على المخزون الوطني، حاولت صباح أمس الأربعاء الاتصال بعزيز عبد العالي، المدير العام للمكتب الوطني للحبوب والقطاني إلا أن هاتفه ظل يرن دون جواب.
إسماعيل روحي